كنت أكثر شخص يعلم بحقيقة الشعور وبمعنى أن يقتنع الإنسان بعدم جدوى الشعور العاطفي، وأن يعطي نفسه حق التحرر من اي رابط إنساني يجعل منه الجزء الأضعف والجانب الذي يتوق لشيء ما ليس بيده ابدا.
لكن الامور تنقلب على رأسها وتصبح صعبة المراس بشكل ما.لا إنكار في الحب ولا دليل في الشعور، ولا شيء يقدر على تعريف معنى الإنسحاب من التمرد والتشدد والانفلات بداخل موجة الشعور العذبة.
لكني كنت أرفض قبل ذلك الزلزال،كنت دائمة الهرب.أنا وإن كنت هاربة من قفص الشعور والإحساس كنت دائما متطرفة الشعور شديدة العمق وكثيرة التمييز.
كان عاديا بالنسبة لي ان أسرف في وصف لون الغيم لمدة نصف ساعة وأشعر في كل مرة كم أن هذا الغيم يغطي على مساحات السواد في العالم؟
لكن الذي كان يمانع قلبي أني لم أكن أحب أن أعتمد على الحدس في الشعور أمام الحب لأني حين أحب!
حين أحب أنا أترك العالم وأترك الحذر وأفلت كل مسالك المنطق والعقل وأصبح كأني شيء قد ولد الأن من رحم الإحساس، أتذوق ف أسرف في التذوق حتى التخمة، أتخبط ف يضيع مني حبل الوصول حتى أن الخطوط كلها تفقد الوجهة.كانت لحظة عادية، ليلة عادية، من ليالي رمضان ٢٠٢٠
لم يكن هناك شيء مختلف البتة، لاأذكر على وجه التحديد أين كنت بالظبط لكني كنت بداخل غرفتي، على السرير ربما، أو أمام طاولتي أو فوق الشباك.
لاأذكر لكني كنت أتصفح الإنستقرام، ووجدت تلك الصورة العجيبة لشخص ما قد وضعها على حالته فوضعت ملصقا يعبر عن دهشتي اللذيذة أمام تلك الصورة.كانت صورتها مبهمة جزء منها كان مظلم وجزء اخر يركز على عينها اليمين، وظل الشباك يقع على تقاسيم فمها، كان الغموض يلف الصورة بشكل ما لكني دهشت.
حينها أتاني منها رد بالشكر ولا أعلم سبب متابعتي لها أساسا قبل أسبوعين ربما أو أسبوع تابعتها رغم أني لا أعرفها ولا أدري السبب وراء ذلك ولم أحادثها حتى قبل تلك اللحظة.أخبرتني بأنها تعشق كلماتي التي أكتبها وكان واضحا من الحديث أنها لم تشرب من كأس تلك الكلمات الليلة فقط، كان ردي أنثويا حين قالت أن كلماتي تعجبها أردفت " تعجبك كلماتي فقط؟" أخبرتني بلطف أني بشكل عام أعجبها لكن كلماتي تفعل بها الكثير ولاتعلم بأنها قد سبق وتأثرت من كتابات شخص ما لهذا الحد.
و بلهفة حسبت أنها سابقة لأوانها أخبرتني بأنها ترغب بصداقتي وبشكل جدي وعميق تريدني في حياتها صديقة إن كان هذا الأمر سيعني لي، لم يكن هناك الكثير أعرفه عنها ولم يكن هناك تجاذب جنوني أشعر به، إلا أن تركت لي ملاحظة صوتية.
إلا أن سمعت صوتها حتى إنقلب كل شيء.
لم يعد شيء كما كان بعد سماع تلك النبرة، تقاسيم ذلك الصوت الشهي، النبرة التي شعرت بأنها أخذتني من عالم ما مليء ب العادي، لكوكب جديد لم يكن عاديا أبدا.لم أكن أعبر للغرباء كل ما أشعر به ولم أكن أعطي قيمة وصف الشعور إلا لقريب مقرب لكني في ليلتنا تلك، أخبرتها بأني قد سمعت صوتها بداخل كل خلية من خلايا عقلي وجسدي كله، وبشكل واضح ك وضوح الشمس صارحتها بأني سمعت ملايين الأصوات، الملايين حرفيا لأني كنت مدمنة للأصوات، ولطالما كنت اسمع الكثير والكثير من الأصوات، لطالما ذهبت لمقهى ليس لشرب القهوة فقط، وأيضا ل إغماض عيني و أنصت جيدا لكل صوت ينبعث من الجوار.
كانت الأصوات دائما تعني لي الكثير لكنها لم تكن تشبع كل ذرة بداخلي لهذا كان صوتها عابثا مجرما، وقد وصل من اول رنة لمكان لم يصل إليه قط أي شيء اخر.
أنت تقرأ
النَارِيَة[مكتملة]
ChickLit- قبلها كانت الأشياء مكررة. قبلها كانت الحياة عادية . بعدها كل جزء من الوقت صار لذيذ بعدها كان التكرار يعني لذة جديدة. قبلها كان الجزء الدفين مني مدفون. - قبلها كانت الألوان مجرد لون واضح. وبعدها صار للون حكاية اعمق من المجرة. - قبلها وقبلي وقبل كل...