أذكر كل تلك المرات التي غضبت فيها عيناك، التي ضحكت فيها شفتاك، التي هربت فيها أصابعك من كل هذا العناء.
مر اسبوع..
في ذلك الأسبوع، لم يكن هناك تواصل كثير يربطنا كانت بشكل ما متأكدة من رغبتها في الإبتعاد المؤقت، لا أعلم السبب لكنها كانت تخبرني من عدم تأكدها من تحمل كل هذه المشاعر والصداقة العميقة.لابأس المخاوف البشرية متعددة كثيرا مع ذلك لم اقبل بفكرة ان اكون المتفرج وأنتظرها تصارع ذلك وحدها، أخذت القرار فجأة حين كتبت لها رسالة خطية ووضعتها بمظروف أبيض، ثم توجهت للمشفي الذي كانت تتواجد فيه، وبعد مرتين من الإتصال، عاودت الإتصال بي، لأخبرها بأن تخرج لدقيقة فقط.
لم أتوقع أن ترافقها إحدى زميلاتها، لم يرغب المرء بمرافقة احد وهو سيتسلم شيء ما لدقيقة من شخص؟! هل أنا مرعبة لهذا الحد أو أني شعرت بكبريائي ينجرح عموما لابد وأن الأمر عفوي أو متعمد.أيا كان أيا كان إحتضنتها وأدخلت الرسالة في جيبها كانت تحاول أن تعرفني على زميلتها، رددت على السلام ثم غادرت فورا، مهمتي كانت أن أخبرها أني موجودة وليس إقتحاما لمساحتها، لكن من عساه يرفض لفتة لطيفة في خضم صراعه وتعبه وكرهه لكل شيء، لا احد في الواقع يهرب من اللفتات البسيطة.
نحن نغرق هناك بشكل ما حتى وإن كنا نركض بأقصى سرعتنا، سنتوقف حينها لنلتقط أنفاسنا المنهكة.
شعرت بغضب من فكرة الزميلة لكني قلت مهلا ما المهم هنا أنت أو هي؟ هي المهمة.. ومهمتك كانت مساندتها.. لتتصرف كما تريد مادخلك أنت من الأساس بطريقتها هل يهمك أحد غيرها؟ وبالرغم من اني كنت واثقة من خطوتي تلك لكن لم أقدر على أن ألغي الجزء البسيط بداخلي، ذلك الجزء الذي كان متوترا من الأمر كله، هل كان سيسعدها عدم تدخلي بها في تلك المرحلة؟ او ان الرسالة ستكون خطوة موفقة؟أكون عادة واثقة من كل قرار اخذه تجاه احد، ولكن الأمور معها مشوشة دائما، مع ذلك يجب علي أن اقف على أرضية صلبة وصامدة ليمكنني تحمل كل شيء.
في الواقع لا أذكر بشكل محدد ماذا كتبت لكني تجنبت كلمات الحب، وتجنبت الإيجابية المفرطة، فقط ركزت بوجهة النظر الحياة والمشاركة وكيف أن الامس لايشبه اليوم، اذا كانت في الأمس تواجه كل شيء وحدها الأن يختلف الأمر كله نهائيا وبشكل كامل..
أذكر ردة فعلها في تلك الليلة كنت أحاول عدم تخريب هاتفي من شدة إحتضاني له، لم أتخيل بأنها ستتتأثر لهذا الحد أخبرتني أنها رددت كل حرف اكثر من مرة، الأمر أشبه بالمعجزة، مقدرتك التامة على إسعاد قلب من تحب، أن تخبره أنك هناك، وتشد على يده، كأني وجدت نفسي بقوى خارقة وأوشكت على الطيران.بالرغم من أني اشعر في بعض المرات وكأني أعطيها صلاحيات وإمكانيات لاأسمح لأي بشر بها، لكن ماهو الحب إذا لم يكن هذا الشخص هو الوحيد المتمكن، الوحيد القادر على التأثير بك، لاشك بأن هذا الخطر يقابله كومة مشاعر جميلة ونقية، الحب عطاء ووجود ينبع منا نحن، الحب قوة لنا نحن قبل ان يكون هدية لغيرنا حتى..
أنت تقرأ
النَارِيَة[مكتملة]
Chick-Lit- قبلها كانت الأشياء مكررة. قبلها كانت الحياة عادية . بعدها كل جزء من الوقت صار لذيذ بعدها كان التكرار يعني لذة جديدة. قبلها كان الجزء الدفين مني مدفون. - قبلها كانت الألوان مجرد لون واضح. وبعدها صار للون حكاية اعمق من المجرة. - قبلها وقبلي وقبل كل...