34- جالبة المصائب

151K 9.9K 3.3K
                                    

" مولاي، لقد وصلنا، " صاح جابر ليوقفه عما كان سيقوله لكنه صاح بالمقابل " اسأل على بيت سليمانة المغربية. " ورجع بعينيه إلى عائشة

" ربما أنتِ من يجب عليكِ الإعتذار على كل الكذب الذي كذبتهِ علي !! " زمجر فشبكت يديها أمام خصرها وصممت " مش هعتذر، أنت لطشتني بالقلم وخلاص واحدة بواحدة ! "

جعد وجهه وارتسمت ابتسامة غير مصدقة على وجهه ثم سخر " واحدة بواحدة ؟ تقصدين واحدة بعشرون أو بثلاثون !! لو حاسبتكِ بمبدأ واحدة بواحدة فأنتِ مدينة لي بأكثر من عشرة صفعات على وجهكِ وربما ثلاثة ركلات ولكمتين ! "

" بص عمومًا تعتذر ما تعتذرش مش هتفرق أنا ماشية أصلًا ومش هتشوف وشي في أي مكان تاني، " رمت بكلماتها وأشاحت بوجهها بعيدًا لتنظر من النافذة فسمعت صوته الساخر

" الحمد لله، سأذبح بقرتين وسأوزع لحومهما على المساكين إحتفالًا بخبر رحيلكِ ! "

صكت على فكيها ثم عادت له برأسها لترمقه بأعين ضيقة مغتاظة وتمتمت " ده أنا اللي هسجد شكر لله إني مش هصحى في قصرك تاني، أنا أهونلي أعيش مشردة وشحاتة ولا أعيش جارية! "

شدد على قبضة يده وهو يلعنها بداخله، شجار ؟ وهي سترحل !! نعم بالطبع .. ماذا سيتوقع منها ؟ هذه عائشة وهذه هي الطريقة التي تستمتع بها !

" اخرسي، لا أريد سماع صوتكِ حتى نصل للساحرة المعلونة خاصتكِ، يا صاحبة الشعوذات، ألستِ خجلة من نفسكِ يا من تترددين على بيوت السحر والدجل ؟! "

" على الأقل ماعنديش تسعة وعشرين جارية وعاملة منهم تشكيلة ! "

عض على شفتيه بغيظ وفضل الصمت حتى توقفت العربة أمام نفس المنزل الذي كانت أمامه قبل أن يتم صفعها،

ابتلعت لعابها وشعرت بأن الأمر جدي هذه المرة، هي سترحل حقًا ! وللتو أدركت بأنها كانت تتشاجر مع محمد وهي لن تراه مرة أخرى !! ما الغباء الذي كانت تفعله

" بودي .. " همست فعقد حاجبيه ورمقها من أعلى لأسفل بسخرية وأشاح بوجهه بعيدًا

" محمد .. بص خليك متحضر، إحنا لازم نودع بعض بطريقة راقية حضارية مش لازم نضرب بعض بالشباشب يعني ! "

توسعت عينيه بصدمة ورمقها بذهول، الآن هو الذي أصبح رجعي وليس متحضر ؟ ومن جلب هذا الشجار من الأساس !! ألم تكن هي ؟!

" عائشة، تحركي نحو الساحرة اللعينة تلك وبعدها سنودع بعضنا وكل تلك الأشياء الفارغة، فقط ابتعدي عن وجهي الآن قبل أن أرتكب فيكِ جُنحة. "

" فيه طابور طويل، تعالى قولهم يمشوا ويدخلوني أنا الأول، " همست وهي تتمسك بثوبه وتترجاه بعينيها فقلب عينيه ونظر نحو الأعلى وتمتم " يا الله يا ولي الصابرين .. "

وسرعان ما خرج وسحبها من يدها ثم نظر للجمع وصرخ بأعلى صوته " أهذا بيتٌ للدجل ؟ " ثم نظر نحو جابر وصاح " جابر، اذهب إلى زيدان أغا واخبره بأن محمد باشا البستانجي يريده مع عشرون حارس، هناك جمعًا يجب القبض عليه. "

1622حيث تعيش القصص. اكتشف الآن