إغواء ثاناتوس

78 8 4
                                    

الخامس عشر من أغسطس.
على الرغم من غروب الشمس منذ فترة، حرارة الجو ورطوبته لا تزال هنا.
كان العرق يُفرز من جسدي دون توقف بينما اصعد سلالم شقتي

"وداعًا"
رسالةٌ من خمسةُ أحرفٍ فقط اَرْسَلَتْهَا (عبر line)

فهمتُ مايعنيه ذلك دون تفكيرٍ مطول.

كنت أعمل في مكان عملي دون التورط بمهرجان اوبون*، أنهيت عملي واتجهت مسرعًا لشقةٍ كانت بجانبِ منزلي
بعدها، وجدتها واقفةً على سطح الشقة خارج السور، بأعينٍ فارغة.
في الحقيقة.. كانت هذي المرة الرابعة التي أراها تحاول الانتحارَ قفزًا فيها.

يُقال { في عالمنا هذا يوجد نوعين من الأشخاص:
النواع الأول: مالكون للدافعِ نحو الحياة —>「ايروس」هو المتحكم فيهم
النوع الثاني: مالكون للدافعِ نحو الموت —> 「ثاناتوس」 هو المتحكم فيهم}

معظم أشخاص هذا العالم كانوا ضمن النوع الأول، لكنها وبدون أدنى شك.. النوع الثاني

كنتُ أعلم بأمرِ خضوعها لسيطرة 「ثاناتوس」قبل أن أبدأ بمواعدتها.
أو هذا ماكان من المفترض أن يكون..
لقاؤنا كان مثل ماحدث الآن تماًما.. في سطح الشقة اسْتَرقتُ النظر إليها لأجدها تحاول الانتحار، فساعدتها وكانت تلك فرصتي.

فتاةٌ انتقلت للشقة المجاورة مؤخرًا
ذات أعينٍ رقيقة، شفتان ممتلئتان صغيرتان، وملامح بدت لي لطيفةً نوعًا ما.
لكن تلك التعابيرُ الهشة التي كانت تصنعها.. سَرَقَتْ بها قلبي بلحظة.
اعتقد أنه وبلا شك حبٌ من النظرة الأولى

منذ تلك اللحظة، بدأت أتحدث معها بأحاديث عدة، وسرعان ما أصبحنا أصدقاء
بالنسبة لشخصٍ كان يعمل في شركة "black" بمفرده وعاش وحيدًا مثلي..كانت مثل ملائكة الجنة الساقطة من السماء.

كان لدي سؤال واحد يدور في بالي.
في كل مرةٍ تفكر فيها بالانتحار، كانت تتصل بي، وتنتظر ساكنةً حتى لحظة قدومي إليها.
لكنني اعتقد أن محاولة الانتحار دون إخبار أي شخص هي الطريقة الأضمن..
ربما هي تريد مني أن أوقف انتحارها مثلما فعلت في أول لقاءٍ لنا.. ربما تريد مني مساعدتها كما ساعدتها سابقًا..؟ ذلك كان تفسيري الخاص..
لذا قمت بصعود سلالم مبنى الشقق كما فعلت دائمًا.

-"هاه.. هاه"
وصلت إلى السطح
ووجدت ظهرها، خلف سياج السطح

-"انتظري!!"
قَفَزْتُ لأتخطى السياج، ثم اَمْسَكْتُ بيدها
عَكْس الهواء الحار والرطب.. يدها كانت باردةً جدًا

-"دعني"
صوتٌ بدا لي لطيفًا وهشًا، مثل صوت الجرس.. حتى صوتها..قد أحببته

إغواء ثاناتوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن