لقد كان يوما طويلا جدا ... ككل يوم جمعة عدت من العمل متأخرا ، دخلت الى الحمام مباشرة استحممت ثم توجهت نحو اريكتك الرثة ... استلقيت عليها و انت تقلب بين قنوات التلفاز لتقف قائلا بتذمر " كالعادة لا شيء مثير للاهتمام " ، تغلق التلفاز للتوجه نحو غرفتك الصغيرة ... تستلقي على سريرك البالي و تضع رأسك على وسادتك المتحجرة ... .
التلفاز يشتغل من تلقاء نفسه في الدور السفلي بطريقة مريبة لكنك قد غططت في نوم عميق ... يعرض التلفاز برنامج ... يضهر رجل بملابس رسمية سوداء و علامات البؤس و اليأس بادية على محياه ... يقول الرجل بنبرة رتيبة " ... هل تخيلت انت تستيقظ لتجد ان اسوء كوابيسك اصبحت واقعا ... " .
تستيقظ صباحا ... تتثأب ثم تنظر الى ساعتك فوق خزانتك الصغيرة ... هناك شيء غريب الساعة تشير الى وقت لا يوجد ابدا ... انها تشير الى 8:61 صباحا لكن لابد انه مجرد عطل بها ... لقد اصبحت هذه الساعة عجوز كباقي الاشياء في حياتي .
تنزل للدور السفلي متجها الى المطبخ لتعد فطورك ... لكنك تحس بثقل غريب على صدرك ، تأخذ نفسا عميق و تدخل الى المطبخ ... حسنا لابد انني اصبت بشلل النوم البارحة دون ان احس به و هذا مجرد بقايا تأثيره ... تعد قهوتك و تتوجه نحو اريكتك تجلس عليها و تتفاجأ بأن القابس لا يزال متصلا بالتلفاز مع انك متأكد انك فصلته امس قبل ان تنام ... تشعر بشعور غريب كأن هناك من يراقبك ... تشعر بتوتر ... بقلق ... تختار ان تخرج للتجول قليلا في المدينة بما انه يوم السبت و الجو جميل جدا على غير عادة الجو في مدينتك ... لكنك ما إن تفتح باب المنزل حتى تسقط مغشيا عليك .
تفتح عينيك بصعوبة لتجد نفسك في غرفة غريبة ... كرسيان مقابلان لبعضهما مع طوالة خشبية متآكلة و مصباح ذي إضاءة خافتة بالكاد تستطيع ان ترى الطاولة التي امامك من خلالها . تحاول النهوض لكنك لا تستطيع انت غير مقيد لكن هناك شيء غير ملموس يقيدك ... تسمع صوت يهمس بكلمات غريبة من داخل ذاك الظلام ... لترى يدا سوداء تمتد لتجر الكرسي الاخر اليها و تسمع صوتا يحي بجلوس شخص ما على ذاك الكرسي ... " لابد انك لا تعرفني او تتظاهر بعدم معرفتي ولكن هذا جيد في كلتا الحالتين " تسمع صوتا يقول بصوت متحشرج من خلال الظلام ... تنتفض مرتعبا من شدة رعبك " من انت و ماذا تريد ؟ " تصرخ ... ليرد الصوت " انا لست شخصا و لست شيئا ... و لا اريد منك اي شيء غير شيء واحد " تنتفض في خوف محاولا النهوض " مالذي تريده اي الظلام ؟ " " لقد اخبرتك انني لست شيئا اي انني لست الظلام ... و ما أريده منك ستكتشفه بنفسك بعد قليل "
لتسقط مغشيا عليك مجددا ...