الكابوس الثاني

18 1 0
                                    

تستيقظ مجددا لتجد نفسك في حديقة مرمي على العشب تنظر حولك . . . اجل لقد كنت تعلم لقد كان هذا كابوسك الثاني . . . انه الميتم . . . حيت تخلى عنك عمك بعد وفاة عائلتك و انت ابن السادسة . . . ترى رجلا طويل القامة يرتدي ملابس رثة و برفقته طفل صغير . . . اجل انه انت مجددا . . . و الذي برفقتك هو عمك جوني . . . تقترب منهما لتستمع الى حديثهما

العم جوني : اسمع يا صغيري . . . لقد احضرتك هنا لأنني احبك . . . انت تعلم انني متشرد و لن اتمكن من الاعتناء بك . . . هذا المكان سيكون افضل بالنسبة لك و سأزورك كل شهر . . .

انت : لكن انا لا اريد ان اكون وحدي . . . انا لا اعرف اي شخص هنا . . . ماذا ان كانوا اشخاص سيئين ؟

العم جوني : لا تقلق يا صغيري . . . سيصبح لك الكثير من الاصدقاء في نفس عمرك . . . كما ان الاشخاص هنا لطيفون للغاية . . . سيعتنون بك . . . يلعبون معك  . . . يطعمونك و يوفرون لك مأوى

ترى انت الصغير يمسك بيد العم جوني و تتوجهان الى باب الميتم . . . تفتح لكم سيدة اربعينية الباب . . . تدخلكما الى الداخل . . . توجه العم جوني الى ادارة الميتم بينما جلست انت الصغير في صالة الاطفال ينظر حوله

تركض الى الادارة لتخترق الباب اجل انت شبح مجددا و هذا يعني انهم لا يرونك . . . و ستتمكن من سماع ما لم تسمعه منذ 20 سنة . . . ترى العم جوني جالسا على كرسي امام مكتب مديرة الميتم و هي تدس رأسها بين اوراقها . . . ترفع رأسها لترى العم جوني . . .

المديرة : في ماذا يمكنني ان اساعدك يا سيدي ؟

العم جوني : يبدو انك لا تتذكريني يا سيدة ستيورت . . . انا جوني ، جوني ثندرمان . . . لقد كنا نقيم انا وشقيقتي مارثا هنا منذ سنوات بعد ان . . .

تقاطعه المديرة : . . . بعد ان تخلت عندكما جدتكما . . .لأن والدك السكير قتل امك و هو ثمل و دخل بعدها السجن . . . اجل لقد تذكرتك . . . ماذا تريد ؟

العم جوني : في الواقع لقد احضرت ابن شقيقتي ليقيم معكم هنا في الميتم

تقول المديرة بسخرية : ماذا اقتلها زوجها السكير هي الاخرى ؟

العم جوني : لا لقد احترق منزلهم ليلة عيد الشكر . . .لقد ماتت هي و زوجها و ابنهما الاكبر . . .

تقاطعه المديرة : و لأنك مجرد متشرد لن تستطيع الاعتناء بذاك اليتيم في الخارج . . . اليس كذلك ؟

العم جوني : انا . . . اجل لن استطيع الاعتناء به . . . انا بالكاد اعتني بنفسي  . . . ولا اريده ان يكون متشردا لعين مثلي

تخرج المديرة عدة اوراق من درج في مكتبها و تعطيها للعم جوني كي يوقع عليها . . . يقرأ العم تلك الاوراق بسرعة . . .

يبتسم ساخرا قائلا : لهذا لم نرى انا و شقيقتي جدتي مجددا . . . عقد قبول الاطفال ينص على ان الطفل يعتبر بدون عائلة تماما منذ ان يتم توقيع العقد . . . لم تكن تجيد جدتي القراءة لذلك وقعت بدون تردد . . . هذا . . . هذا ماكر جدا

تبتسم المديرة بمكر : ان كان الطفل سيتلقى زيارات دائما فل يبقى مع كفيله اذا . . . هذا ميتم و ليس فندق . . . لذلك ان بقي ابن اختك هنا فل تنسى انه لديك ابن اخت

يقول العم جوني بإبتسامة باردة : اجل انت لمستي نقطة ضعفي . . . انا لن استطيع الاعتناء به . . . لذلك الخيار الافضل هو تركه هنا . . . انا اسف يا صغيري

لقد اصبت بصدمة اليس كذلك . . . كنت تتوقع ان العم تخلى عنك بإرادته  . . . لقد كرهته . . . هو ايضا كان يريد ان يبقى معك و يعتني بك بنفسه لكنه لم يستطع لأنه متشرد  . . . لم يكن ليستطيع الاعتناء بك و بنفسه . . . لا لشيء فقط لأنه متشرد . . . ترى العم جوني يوقع العقد و هناك دمعة تنزل على خده . . . انه يوقع على العقد الذي سيحرمه من ابن اخته التي ماتت . . . اي انه يوقع على فقدان اخر تذكار من اخته و زوجها . . . ينهض العم جوني خارجا من المكتب . . . ينادي انت الصغير . . . يجثو على ركبتيه ليصبح بطوله

العم جوني بصوت ضعيف و هو يحاول حبس دموعه : حسنا يا صغيري . . . هذا هو منزلك الجديد . . .اما انا فسأحضر لزيارتك كل شهر و سأحضر لك حلوى الكريمة المفضلة لديك . . . اتفقنا ؟

انت الصغير : هل تعدني ان تأتي لزيارتي كل شهر ؟

ليقول العم جوني بتردد : اجل انا اعدك

ليرد انت الصغير بإبتسامة : حسنا اتفقنا يا عم جوني

ليحتضنه العم جوني حضنا حار . . .هو يعلم انه لن يراه مجددا . . . لقد علم انه سيخرج من الملجأ و هو ابن الثامنة عشر . . . في ذاك الوقت سيكون قد مات او دخل الى دار العجزة او في افضل الاحوال سيبقى متشردا كما هو الان

يخرج العم جوني بخطوات متثاقل من الميتم ليلتفت و يرى انت الصغير يقف في النافذة و هو يلوح له

تسمع صوتا في رأسك . . . اجل انه اللاشيء مجددا " لقد كنت تعتقد ل 20 سنة ان عمك تخلى عنك بإرادته  . . . لتكتشف الان انه كان ملزما لأن يتخلى عنك لتستطيع ان تعيش افضل منه . . . الا يجعلك هذا تشك في كل شيء حدث في حياتك ؟ "

و ما ان انهى الاشيء حديثه حتى سقطت مغشيا عليك مجددا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 05, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فل تركض بعيدا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن