الضوء ..
النور...
الأبيض...
كلها مفردات تدل على التفاؤل و الاسترخاء و السعادة... لكن هل يمكن أن تدل عكس معانيها...
هل يمكن للضوء أن يتحول إلى ظلام دامس...
أجل هذا ما هو عليه أيلين.... التي كانت دائما أمرا مثيراً للجدل و الريبة بين الناس هالة الغموض......
التي تحيط بها و الحزن... والكآبة... تشع طاقة سلبية
لا حدود لها.... لا تتحدث مع احد... لا ترى احد
هي حتى لا تخرج من غرفتها ابدا..... إلا عندما يستدعيها... الملك.. لا تعلم شئ عن العالم الخارجي
لا تعلم أصول الحكم... إذن كيف س يحكمنا
وحش اسود كل ما ينظر إليه... يتحول للون الرمادي
الباهت.هذا ما كان يدور في عقول السكان دائماً.....
لأنهم ببساطة لم يروها منذ عمر الخامسة عندما
خرجت... مع والدتها و نظرت للمملكة لأول مرة...
نظرت للناس في السوق و ضوضائهم..... لكنها لم تحتمل.... عادت ادارجها لكن بمجرد ما خطت قدمها
للعودة كل طريقها تحول للرمادي.... ارتعب الناس
وبدأو بالحديث... أما هي فقد.. دخلت في دوامة لم
تخرج منها إلى اليوم....مملكة الآلف من أجمل الممالك في الفضاء....
و ما يميزها قوتها التي تتمثل في الضوء.... وجمال
مخلوقاتها... إنها محاطة بأسوار عالية باللون الأبيض... يحيطها الحراس الملكيون من كل جهة...
أما من الداخل ف هي الفردوس..... منازلها الذهبية
والبيضاء.. تتنافس في لمعانها و تلك الشرف المطلة....
على أنقى الأنهار... نهر اللايت... كأنه يتدفق ضوء
من إنعكاس المنازل فيه... حدائقها الممتلئة بكل أنواع الزهور.... المنظمة بشكل يسلب الأنفاس... إنها فقط
راحة للعين عند رؤيتها... إذا كانت المملكة هكذا...
إذن كيف هو القصر.عندما تكون في بوابة المملكة ستلمح القصر....
كأنه حبة لؤلؤ ضخمة تشع... قلعة بيضاء أعلام بيضاء.... و ذهبية كل شئ أبيض و ذهبي... حتى
أزهار الحديقة تتدرج في الأبيض و الذهبي...هل من المعقول أن يكون كل هذا النور....
ظلام لأحد ما.... هل يمكن أن يكون هذا القصر البديع
يحمل بداخله سواد.... يضاهي لونه...في داخل القصر في الجزء الغربي تحديدا في ذلك الجناح يكمن سواد لا يستطيع تحمله احد و لن يراه احد.....
إنها أيلين الأميرة الأولى للمملكة و الملكة القادمة لها.. كالعادة كانت شاردة في نقطة وهمية في عقلها..
أو كانت غارقة في ظلامها.. حتى سمعت بابها يطرق
طرقة خفيفة جدا.... لم تكد تسمع حتى.تنهدت و مسحت وجهها و تحركت فتحت الباب....
الأول للجناح و ذهبت للثاني... لم تفتحه كانت هناك
فتحة مربعة الشكل كبيرة نوعا ما..... تدخل منها
الطعام... أخذت طعامها و عادت... وضعته على
المنضدة في الشرفة... المعاكسة للمملكة تماما...
بل تواجه الغابة.... الخضراء... جلست على كرسيها
تنظر للغابة بشرود... بعدها بدأت الاكل ملعقتين فقط