اليس للموت بطن يشبع؟ الم تكفيه موتى الحرب والقصف في بلدي؟
متى ستكف زيارتك ايها الموت عنا؟
متى ستتمهل قليلا كي نستعد لك باعمال صالحة على الاقل؟
أكان قدرنا اننا نموت في هذا البلد باسباب متعدده، يضاف اليها الاوبئة والامراض الخطيرة؟
نحن نموت خوفا، نموت جوعا، نموت في منفى، لكن أن نموت لاننا نريد أن نحمي البشر منك، هذا يثير في نفسي القلق والريبة.
عزيزي الموت : لماذا غالبا لا تقترب. الا من المستضعفين والمشردين فقط.
كن قويا وانتقم لنا، قليلا، خذ الذين ظلمونا على الاقل قبلنا، لنموت راضيين عنك.
عزيزي الموت : انا لست مستعدا لمقابلتك، لا أجرو أن اتذكرك.
فلتعطنا مهلة علئ الاقل
علنا نعتبر، وإن لم نعتبر، نحن مشردون ايها الموت، فلماذا تشردنا أكثر بهذا المرض المنتشر.
ايها الموت : لم تعد لنا الحياة غاية، بعد كل بهذلة تلقيناها، حروب وازمات، وكوليرا وسعال ديكي، واخيرا كورونا،
صمت وحصار، لكننا نقاوم كل هذا، من اجل ان نرى انفسنا في اجيالنا التي ستآتي ربما. ونتشوق لرويتها.
اعمارنا قصيرة ايها الموت، فلا تقصرها أكثر
نحن قضينا سنوات عمرنا في الشقاء والتعب
نحن المظلمون
نحن الذين لم نرى الراحة يوما واحدا في حياتنا.
كنا. نراك يوما في السنة،
فلماذا اصبحنا نراك باليوم اكثر من مرة؟
هل ضاقت بنا الارض نتيجة لاعمالنا
ايها الموت : نحن لم يكن شيء بقدرنا، كنا لا ننام الساعات الطوال ونحن نوفر لقمة العيش لنا، نحن لسنا مثل اولائك المتبذخون الذين يمتلكون الاوقات الثمينة فيقضونها في معصيتك
ايها الموت : إن كنت زائرا ولا بد، يجب أن تتمهل قليلا حتى اقترب من بلدي، ادفن في بلدي
حقق لنا ولو حلمنا الاخير، أن لا نموت في ارض مهجورة ويدفنونا ايد لا نحب أن تودعنا.
إن كنت زائرا يجب ان تخبرني حتى احذف احلامي التي كنت اطمح ان اصل اليها
لا اريد من احد أن يطلع عليها، فيبكي تآسفا عليا.
ايها الموت انت الزائر الوحيد الذي اعرف أنك ستزورني بلا جدال، فلماذا تآتي بلا تحذير علئ الاقل.
انا مومن بك، انام وليس هناك امل في أن أصحو.
الانتظار صعب، فإن كنت زائرا فلا تتمهل، لا تجعلنا ننتظرك في وجه كل شخص، على الاقل لا اود ان اموت بسبب مريض،اريد أن يشفيه، فينقلك لي.
إن كنت ترئ انك بداية الخير لي فلا تتردد في زيارتي.
