#الفصل السادس عشر .....
-------------------------------------
ترك الهاتف من يده واتجه لها بسرعة ،، حاول أن يجعلها تفيق لكن دون جدوى ،،فقام بحملها الي غرفتها .......
أزاح الباب بقدمه ودلف إلي الداخل وضعها على الفراش وخرج بسرعة ليتصل بالطبيب .....
امسك الهاتف ووجود الاتصال لا يزال مستمر فقرر معرفة من المتصل ،، ومن كان يقصد بفرح ....
أردف بهدوء:
- حضرتك لسه معايا .....
- هو أي اللي حصل ؟! انا كنت بقولك اني عم فرح وبعدها انت سكت .....
اغمض عينيه بتعب شديد ،، وعقله مشغول بالتفكير في أن جميلة هي فرح اذا وهذا عمها ،، لكن لم يرتاح له ،، وعقد حاجبيه باستغراب وقال:
- اممممم يعني انت عمها ....
- ايوي فرح فين انا بقالي فتره بدور عليها .....
لم يصدق كلامه،، واردف قائلا بتساؤل:
- وعرفت ازاي أن فرح عندي ....
- يا استاذ انا كنت مستنيها بس هي تاخرت اوي ولما طلعت ادور عليها واسال الناس قالولي أن في واحد بردو كان بيسال عن أهل البنت دي،، هي عندك صح ....
هتف بجمود مختصر:
- وصلتلي ازاي ....
- واحد من اللي سألتهم اداني رقمك شكله عرفك...
اغمض عينه وهو يتذكر ذلك الرجل الذي أعطاه رقمه للاتصال به ،، إذا علم اي شيء عن أهلها ...
- هي فرح فين؟! .......
قصي:
- متقلقش هي موجودة وكويسة بس عندها فقدان ذاكره مؤقت .....
- يعني هي كويسة ....
- ايوي ....
اغلق معه بعدما قال له أنه سيأتي في الصباح لاخذها .........
جلس على الأريكة بإهمال وقد نسي أن يتصل بالطبيب ،، انشغل عقله بالتفكير في هذه الفتاه ،،
جميلة هي فرح ،، وفرح هي جميلة،، إذا اسمها فرح وليست جميلة،، وغدا سترحل وربما للابد ولن يراها مجددا،، بقت في هذا المنزل يومان فقط واستحوذت علي عقله،، دائما التفكير فيها ،، يشعر بالسعادة عندما يراها،، يحب الحديث معاها والاهتمام بها ،،غدا سترحل وللابد أيضاً ،، لن يراها مرة أخرى ،، لا يستطيع أن يفسر سر كثرة التفكير بها ........
نهض من مكانه واتجه الي غرفتها مرة أخري ...
جذب أحد الكرسي وجلس عليه بجوارها ،، لا يفعل شيء سوي النظر إلي وجهها ،، ويفكر عندما نظر لها بطريقة سيئة ،،فهذا شيء طبيعي فهي غريبة في منزله وجميلة أيضا لذلك نظر لها بهذه النظرات،، لكن بعدها غضب بشده من أفكاره تلك ،، بدلاً من يبحث عن أهلها ويهتم بها ،، ينظر لها بهذه الطريقة التي جعلتها تخاف منه ...
ظل جالس بجوارها ،، يفكر بها ،، ويحاول أن يعلم ماهي حقيقه هذه المشاعر تجاهها ......
--------------------------
صباح اليوم التالي ......
في فيلا نائل:-
نزل الدرجات بسرعة وهو متحمس لشئ ما ...
خرج من المنزل واتجه الي سيارته وبدأ في القيادة متجهاً الي منزل قصي بسرعة .....
حتي وصل ،، لكن لم ينزل من سيارته بل ظل جالس به وأخرج هاتفه وبعث برسالة لها يحثها على الخروج له لأنه ينتظرها ......
بينما في الداخل في غرفة سماح ....
قرات رسالته واتجهت الي المرآة لتعديل حجابها وذهاب معه وهي تتذكر مكالمته قبل نصف ساعة..
----------------------
فتحت عينها بانزعاج من رنين الهاتف ،،اعتدلت في جلستها وامسكت الهاتف وهي تنظر الي المتصل بصدمة !!! كان نائل استغربت لما يقوم بالاتصال بها في هذا الوقت الباكر ،،قامت بالرد عليه وهي تسأله بتساؤل:
- خير يا دكتور في حاجه ؟! .....
أجابها باختصار:
- هعدي عليكي كمان نص ساعه ياريت تجهزي بسرعة هنروح مشوار مهم ....
اغلق معاها دون أن ينتظر إجابتها ....
بينما هي عقدت حاجبيها بأستغراب وشعرت بالقلق من كلامه،، وهي تسال نفسها بأستغراب شديد:
- مشوار اي اللي بيتكلم عليه ،، انا مش هروح بس افرض المشوار طلع مهم ....
زفرت بضيق بعد مده طائلة خمس دقائق من التفكير واتجهت الي خزانتها مقررة الذهاب معه وفهم ماذا هناك ......
------------------------
لا زالت تشعر بالقلق من هذا المشوار الذي ستذهب معه أليه،، انتهت من تعديل حجابها وخرجت من الغرفة متجهة إلي غرفة قصي لاخباره بما حدث ،،
تفاجئت بغرفته خالية ،، استغربت بشدة لكن زال استغرابها وهي تفكر ربما ظل ما صديقه .....
اتجهت الي الاسفل بسرعة وأخبرت والدتها أنها ذاهبة الي العمل لم تخبرها انها ستذهب مع نائل لأنها لا تعلم الي اين هي ذاهبة وما هو ذلك المشوار الذي قال عنه ......
بينما سميحه بعد أن خرجت ابنتها ،، عقدت حاجبيها بأستغراب ونظرت الي الساعه وجدتها السابعة صباحاً في هذا الوقت تستيقظ جميلة وتقوم بمساعدتها ،، واليوم تأخرت قلقت من أن تكون تاعبة ،، فاتجهت الي غرفتها بسرعة لرؤية إذا كانت بخير ام لا .....
وقفت أمام الغرفة وهي تنظر الي الداخل بصدمة..
الباب مفتوح وقصي نائم علي الكرسي ويضع رأسه علي الفراش بينما جميلة نائمة!!!!!!!
--------------------------
في فيلا الحديدى ......
صاح بصوت عالى:
- يا عاصم ....يا عاصم ...
وجد واحده من الخدم تتقدم منه ،،فهتف بلهجة أمره:
- اطلعي قولي لعاصم بيه ينزلي فورا ....
- في أي ؟؟؟!....
نظر باتجاه الدرج وجد عاصم وخلفه جيدا والسيده فريدة يبدو أن لا أحد منهم قد نام أيضا...
اقترب عاصم من مروان وأمسك من ملابسه بغضب وصاح به:
- انت عايز اي ،، واي اللي جابك ...
أزاح يده بغضب مماثل وقال:
- عايز ابني ،، هو انت مفكر اني هسبهولك،، فين ابني ....
اقترب السيدة فريدة منهم وهتفت بغضب:
- حفيدي مش هيطلع من هنا انسي ويالا بره....
نظر لها بغيظ وهتف بحده:
- وانا مش همشي من هنا من غير ابني ...
حدث اشتباك بينهم وظل كل واحد منهم يصرخ بمطلبه ....
بينما جيدا كانت لا تزال تقف علي الدرج وتنظر لهم أو بالأحرى تنظر له هو بالاخص ،، لم تتخيل يوماً أن يكون يحبها هو !!!!،،كيف هذا ؟!،،والجميع كان يعلم بحبه لها وهي الحمقاء في منتصفهم ،، سالت نفسها باستغراب شديد إذا كان يحبها حقا لما كان يتصرف معها بهذه الطريقة ،، فهو بهذه الطريقة يجعلها تكره لا أن تحبه ..
ضربت راسها بغضب ،، فالوقت ليس مناسب لهذه الأفكار ،، اقتربت منهم وهي تشعر بالصداع من شجارهم .....
هتف بحنق:
- وانا قولت مش همشي من هنا من غير ابني ...
هقهت السيدة فريدة بسخرية قائلة:
- انت السبب في موت حفيدتي عايزاني اديلك ابنها كمان عشان هو كمان يموت بتحلم ولو ممشتش من هنا هطلبلك الشرطه ....
- يكون احسن بردو ،،وبعدين لو في حد هو السبب في موت ليان فهو عاصم بيه،، انا لحد دلوقتي مش قادر افهم انت كنت بتفكر ازاي ،، بنتك مريضة قلب بدل ماتقعنها تعمل اي عميلة تقوم تدخلها في الاتفاق ده ،،
قاطعته فريدة بغضب:
- مكنش لازم توافق علي الإتفاق ده ،، انت السبب
صاح بها :
- تعرفي تسكتي،،انا السبب ازاي انا الحاجه الوحيده اللي غلطت فيها هي اني وافقت علي الاتفاق ده ،، انا مش عارف انتوا بتفكروا ازاي،، طيب كنت قولي أنها مريضة قلب ،، انت السبب في موتها ،، انت اللي عملت كل ده ،، انا ندمان اني وافقت علي الاتفاق ده من الاول اصلا كنت غبي لما وافقت ،، إنما انت بسبب دماغك اللي مش عارف بتفكر ازاى عملت كل ده ومفكرتش لو لثانية واحده أن ده خطر علي دماغها كان لازم تقولي ...
صمت وهو ينظر لهم بحده وأكمل بغضب:
- هي دقيقة واحده هاخد ابني وامشي من هنا ومش عايز اعرفكم تاني والا اقسم بالله هخليكم تندموا .....
جاءت فريدة للرد عليه لكن سبقها عاصم وهو يردف بجمود لجيدا:
- روحي هاتي الولد ......
نظرت له بصدمة لم تتوقع أن يعطي الطفل الي مروان ،، نظرت له وجدته ينظر لها بغضب فاتجهت الي الاعلي بسرعة لإحضار الطفل .....
بينما السيدة فريدة نظرت إلي ابنها بغضب:
- انت اتجننت هتديلوا الولد انا مستحيل اسمح بده ابدا مش هياخد الطفل ....
لم يبالي مروان بها بل كان ينظر إلي الدرج بلهفة لرؤية صغيره .....
- ده ابوه ولازم ياخده ....
أجابها بجمود وهو ينظر الي مروان بندم بينما مروان نظر له بطرف عينه ولم يكن مبالي ....
بينما السيدة فريدة نظرت إلى ابنها بغضب ورحلت بسرعة من المكان قبل أن تنفجر فيه ...
وماهي الا لحظات حتي نزلت جيدا وهي تحمل الصغير بين يديها ....
اقترب منها بسرعة ومد يده لياخذه ...
تردد من أن تعطيه الصغير الذي تعلقت به في يوم وليله ولكن يجب أن تفعل هذا فهو والده ...
وضعت الصغير برفق بين يديه ،، بينما هو أخذ الطفل بسرعة وخرج من المكان لا يريد أن يري وجه اي احد من هذه العائلة ....
بينما جيدا نظرت إلي والدها بغضب واستدارت عائدة للاعلي وهي تصعد الدرجات بسرعة .....
ظل واقف مكانه إلا أن استدار واتجه إلى مكتبه ..
--------------------------
فتح عينيه عندما سمع صوتها الهامس بجواره،، نظر أمامه وجد جميلة نائمة وداده سميحه تقف بجواره وتهمس له بصوت واطي ....
نهض من مكانه وهو يفرك عينيه بتعب يرغب في النوم ...
همسات بصوت خافت حتي لا تجعل جميلة تفيق:
- هو فى أي يا ابني ....
أشار لها بالخارج ؛ ففهمت عليه وخرجت بينما هو نظر إلي جميلة أو فرح وخرج وراءها .....
سألته بلهفه:
- هو في أي يا ابني ؟! ....
حكي لها ما حدث ليلة أمس .....
أردفت قائله بفرح:
- الحمد لله أن عمها ظهر هو هيجي امتا بقي ...
نظر قصي في ساعته ثم نظر لها:
- مش عارف بس تقريبا خلال ساعه يكون هنا المهم جهزيلها الفطار وانا هطلع اغير هدومي وانزل ....
الداده:
- ماشى يا ابني .....
تركها وصعد إلى الاعلي وهو يشعر بالحزن الشديد لأنها سترحل ،، لم يستطيع حتي الآن أن يفهم تلك المشاعر التي تجوب داخله .....
بينما الداده سميحه نظرت إلي جميلة النائمة وهي مبتسمة تشعر بالسعادة لها ،، استدارت عنها متجهه الي المطبخ لإعداد الفطار لها ......
-------------------------
اوقف السيارة أمام ذلك المكان مرة أخري ...
هتفت بأستغراب شديد:
- احنا بنعمل اي هنا ؟! .....
نظر هو الآخر الي المكان وقال:
- لازم اعرف الحقيقه؟!.....
يتبع ................
حرفيا يعني مبقش ليا مزاج اكتب عشان مفيش تفاعل 🙂🙂😢
لينك الواتباد
https://my.w.tt/Ls3E0gJbz6
لينك صفحتي
https://www.facebook.com/روايات-بقلم-نرمين-جمال-103262527785921