مَــٰ/ــْلَاٰذٓيٰ آلــأمِــنٰ

20 1 0
                                    

أنتِ ملاذي، انتِ ماتبقى لي، لذا وداعِك كانَ مستحيل.

أنتِ ملاذي، انتِ ماتبقى لي، لذا وداعِك كانَ مستحيل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


لطالما كانت الحياة تعطينا أمل، رغم مُرها.
لكنها تعود لنا بما هو أمرُ منها.

اختي التي لاتقربني بصِله، أحببتها منذ صغري كيف لا وقد كانت كأخت لطيفه تهزُ سريري لانام وتدور بي لتسمع ضحكاتي بينما تقهقه بسعاده لسماعها، اختي التي كانت بمثابة الأمان لي، اهرب إليها خائفة من صراخ الكبار وبطشهم ومشاجراتهم أشد قميصها ببكاء وارتجاف بينما هي تحاول جاهده التخفيف عني، لم أمل ابدا من قول احبك لها والتشبث بضهرها بمشاغبة بينما اصرخ بسعاده وانا العب معها، تربيت على حبها لأكثر من تسع سنوات، رغم افترقنا المستمر بسبب حماقة الكبار وابتعادي عن المنزل باستمرار رغم مشاجرتي التافهه مع قريبي المتنمر الذي كان سببا كافيا لضرب ابي لأمي، رغم انعزالي عن العالم لخسارتي جدتي، رغم جميع ماحصل كانت معي تعانقني بابتسامه وتحاول زرع الأمل داخلي، داخل طفله كئيبه تريد الموت، اخاف ان يمر يوم دونها، دون صوتها وهي تناديني للطعام او اللعب، دون تذمرها من مشاغبتي وتوبيخها اللطيف لي، دون محاولتها لأرضائي حينما انزعج منها وشراء الحلوى لي، لم تكن تشبههم لم تكن بقسوتهم وكرههم، لم تكن تضربني بسبب ذنب لم اقترفه وتدافع عن المتنمر اللعين، لم تكن تلقى اللوم علي بمشاجرات والداي وأنني سبب كل شي سيئ، كانت لطيفه، لطيفه جدا تستمر بأخباري انني لست سيئه بل انني رائعه وجميله عكس قولهم انني تلك القبيحه التي تشبه الفتيان، لم تكن تضربني بقوه حتى تنزف شفتاي بل على العكس تسحبني لحضنها وتربت على ضهري وهي تنصحني، لم تكن مثلهم ابداََ، كانت ملاذي من هذا العالم، العالم الذي مزقني منذ الصغر، الذي جعل مني فتاة تكره ذاتها وماهي عليه، تكره من حولها ولاتبالي، رحلت بسبب الكبار نفسهم، المعتقدات اللعينه نفسها، خسرت من كانت لي الملاذ، من كانت ملجئي من كل عذاب، اهرب من المنزل أقف مختبئه أمام منزلهم انظر بقلب تتسارع نبضاته بأشتياق لرؤيتها لكن لافائده اختي لم تعد لي، لن أراها او تراني، سنتين وثلاث والرابعه مرت العب في الملاهي مع اقاربي تحت مراقبات العائلة لنا، رأيتها، رأيتها تجلس مع اسرتها تنظر للأطفال بابتسامه هادئه، شعرت بكمية الألم والحزن في عينيها تلك العينان التي كانت مليئه بالسعاده تبدلت بالظلام، انها داكنه ومتعبه، كنت أود الهرع إليها واحتضانها بقوه وبكاء، اصرخ عليها بعتاب وبأنني اشتقت لها، لكنني مقيده، مقيده لايمكنني ان احضن سعادتي بسبب خلافات لعينه تافهه، هربت اسرع بخطواتي حتى لاتراني، امسح تلك الدموع التي اخذت مجراها بأكمام قميصي، لم يعد العالم فيه من يكون ملاذي في ذلك الوقت، لم يكن هناك من يخفف عني ألم الضرب والكلمات الجارحه التي اتلقيها، لم يكن هناك من يدافع عني ويخبرهم ان يتوقفو فأنا مجرد طفله، طفله لم تقصد أن تكسر قدح الماء ركضت خائفه تختبأ بالخزانه لاتريد ان تضرب من ابيها بسبب غضب عمها، لكنها ضربت بالنهايه وان أختبئت بجهنم، كانو وحوشاََ بل ذئاب، لم يبقى من يمسد خدها المحمر من تلك الصفعات القويه التي تتلقاها بلا رحمة، أصبح اكبر أحلامها ان تكون مثل اميره صغيره لاتضرب، يبتسم لها والديها ولايتشاجران، لاتتلقى تنمر قريبها المستمر ودفعه لها لعجلة السياره، وبينما هي تصرخ بالم وبكاء يتشاجر الحمقى بينهم وبأنها السبب وتستحق ماحصل تفاقم الأمر التافه بين والديها ليصل للانفصال، الأمر ليس جديد تعودت على تصرفات المراهقين من اسرتها، لم أنساها يوماََ اهرب للحديقه كلما اشتاق لها واستمر بالبكاء حتى التعب حتى استفرغ ألماََ، أخبرها داخلي باستمرار من سيبكي بسبب الآثار على جسدي ويوبخني لأنني كتمت عنها؟، كانت وسادتي هي الملاذ من بعدها احضنها وابكي بصمت حتى انام، اتخيل انها معي وإنني سعيده، كان خيالي يشغلني باستمرار، الخيال الذي كان يبقيني على قيد الحياة وان انزل من الدرج دون أن ارمي نفسي وابعد تلك الافكار، التقيتها في العام الذي بعده بالملاهي نفسها، كان لقاء من نوع آخر وقفت اسرتي وأسرتها ننظر لبعضنا تبادلا السلام برسميه وانتهى الأمر بينما لازلت ملتفته انظر لها وهي تتلاشى من أمامي، لمحت ابتسامتها الخفيفه لي كأنها ترسل لي رساله بأن اكون بخير لاحظت شدها على قبضة يدها وكتمها لحزنها، لاازال احبك وأريدك، ليذهبو جميعهم للجحيم فانا أريدك، التقيتها بعد ذلك في جنازة قريبنا كنت سعيده رغم العزاء لأنني معها، لأنها بجانبي بعيداََ عن الجميع، جلسنا وتبادلنا الحديث بينما انا احتضنها واخبارها بكل مايحصل بينما أعاتبها وابكي، كنت متحمسه ان التقيها في اليوم الثاني من العزاء لكن تلاشت جميع آمالي، تم توبيخها بسببي، بسبب غبائي والتصاقي بها خسرتها بسبب طيشي وانانيتي وأصبح اللقاء بها حُلماََ، حُلما أود تحقيقه، ليس حلما في الواقع فلقد رأيتها تدخل عزائي بصدمه وبكاء تجثو على ركبتيها تحضن جسدي الهزيل الذي فارق الحياة تشده بقوه وتبكي بصراخ، كنت انظر لها بابتسامه واسعه، منظرها وهي تنادي اسمي بعد فراق طويل أعجبني، أعجبني حقا، على الاقل سمعتها للمره الاخيره في يوم وفاتي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 07, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كَـــلماتْ مُبَـعٓثْرهَ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن