والتقينا بعد فراق طويل
عند مرفأ الذكريات تصادمت احلامنا البكماء
على ارض الواقع
تذكرت حينما نظرت لعينيك
تلك الوعود الصادقة
التي بيوم ما قد قطعناها لبعض
مر بنا العمر بين نهار وليل
وبين صحو وسهر...
في الماضي كنا نتقاسم الاحاديث
وبعد أن اجبرنا الزمن على الفراق
جبرنا أن نتقاسم الألم من بعيد من خلال دمعات ووجع قلب لا ينتهي ...
في ليالي ديسمبر كنت اذكر قولك حينما قلت
يا فتاتي، ياوطني، يا انتمائي
لم اكن املك ادني سيطرة على موج الذكريات العارم الذي يفتك بروحي ... كيف لي أن اسكت روحي من العويل وجعاً لفراقك
لا يهم ماقد مضى ... ماقد جرى ... ماقد يحصل بعد الان
مايهم هو الان في هذه الحظة بذات وأنا اقابلك وجهاً لوجه بعد ثلاثون عام ونيف
ها قد تلاقينا كبرنا ومر العمر بنا
الشيب يزين ذقنك ... واطراف شعرك الثلجي
اقف على عكازي امامك وتجاعيد السنين اخذت من ملامحي فسحة... لم ابلغ من العمر ارذله
بلغت الخمسون لكن اعوام الهجر سرقت صحتي سرقتك مني وسرقت فرحي فأبدو كما وأنني ابلغ التسعين
لا يهم...
برؤياك عاد الدم يسري بعروقي عادت روحي الى الحياة
قبلك لم اكن .... وبعدك لم اعش
بوجودك، ببقائك الحياة والعمر والروح تزهر+*******+
والتقينا بعد فراق طويل
بعد اعوام لا اذكر عددها كانت بالنسبة لي اعوام الموت
لم اكن أناذاك قد اشعر بشيء كمن فقد الحياة
يقولون أن الحياة لا تقف عند احد
لما اذن وقفت عندكيقولون لا احد يموت خلف احد نحن لم نمت نحن على قيد البقاء ... لكن الفراق موت من نوع اخر
يقولون... اذن لماذا روحي ماتت بعدك
لم نبلغ من العمر ارذله
لكن بلغ الفراق ارذله حتى حنْ على وجعنا الخالق
فكتب لنا الحياة بهذا القاء
شلت حركتي بل شلت اطراف البنان
والمدامع سُكبت من عيني كسيل جارف
كنتِ تقفين امامي بشموخ كما عهدتك من قبل
بغض البصر عن تجاعيد العمر وشحوب ملامحك الحسناء ... بغض البصر عن العكاز اللئيم الذي كان يدعي أنه سند
كأنه يغيضني يقول ها قد صرت بمكانك
بغض البصر عن المكان، الزمان، وما قد وصلنا له الان
بغض البصر وليس بغض القلب عن سنين عمري التي اعادتك لي واشرقت بي الحياة
مددت يدي ... صفعت الفراق
تعانقت اناملنا
وادركت أن من قال أن للانسان حصاد ما يفكر به دائما
قد كان صاقاً
لذلك كنتِ فكري وعالمي ومنفاي وملجئي
لن أكن مثلهم أواسيك عند الوجع، بل سأكون شريكك واقاسمك الوجعبقلمي نور
همس القوافي
تم التوثيق