ظنون!

17 1 0
                                    

هذا ما سنظنه في سن مبكرة في العشرين والثلاثين من العمر، ولكن عندما تكتمل رؤيتنا للحياة وننضج في سن الأربعين ونتعلم دروس الحياة التي لا ترحم عندها سنعرف حقيقة مغيبة لم يعلمها لنا أساتذتنا وأبائنا، وهي انا كنا في وهم كبير فلا شيء دائم وليس كل الأشياء سيسير كما نشتهي، عندها سيقل الأصدقاء ويكثر الغرباء، سنكون كعابري السبيل في حياتنا، سيعامل كل واحد فينا مدينته كسائح يزورها لأول مرة، سنسعد بهطول المطر أكثر من أي شيء أخر كنا قد فرحنا به من قبل، سنمشي طويلا إلى أن نتوه، سنبكي بلا دموع، سنهرب من بعض الوجوه لنتأمل الغيوم، سنترك عبث الجدال حتى ولو كنا فيه على صواب، بل أغرب من ذلك سنترك كثير من المسلمات التي كنا نؤمن بها، عندها لن يهمنا تصفيف شعرنا بقدر تصفيفنا لكلماتنا عند الحديث، سنجد لذة ومتعة في الحديث مع الغرباء عكسا مكنا نظن سابقا، سنصبح جوعى للقراءة أكثر مما كنا مجبرين عليه في أيام الدراسة البائسة، سيدفعنا غموضنا لأكتشاف أنفسنا قبل عالمنا الخارجي، ولن تهمنا الانتقادات بقدر ما تهمنا التفاهات، وذلك لأن الذي كان لنا كل شيء في زمان ليس ببعيد أصبح لنا لا شيء في زمان هو أقرب إلى أن يكون أبعد عن كل شيء ...

أربعونWhere stories live. Discover now