البداية

77 11 5
                                    

تلك الافكار المتكونة حسب اعتقاداتنا ...
نتيجة تجارب ومواقف حدثت لنا او أمامنا...
يمكن ان نكتشف انها خطأ وليست كما تبدو عليه.....
**انا ليس كما تفكر انت......

المرأة لأربعينيه تتكلم بنبرة هادئة وصادقه مع ذلك الرجل الغاضب ويصرخ بلحن حاد (زوجها)
فاطمه* انه كان مجبورا على فعل هذا ....لما كان فعلها صدقني
فيصل* وهل يجبر الانسان على خيانة اخيه ..
فاطمه* سيعود يوم ما ويعتذر

قال فيصل وقد ضرب يده بقوة على ال

طاولة * ليأتي ذاك اليوم ...... سأحرقه.....جعلني اخسر كل شيء


فاطمه* انت خسرت كل شيء يمكن تعويضه...هل تريد ان تخسر شيء لا يعوض ....

فيصل وقف امامها ونظرة بحده* انا لا اريد تعويض اخ سارق وخائن

فاطمه* وهل من السهل نسيان سنوات اكلتم بها معنا ولعبتم
وواجهتم مواقف معا وحللتم مشاكل لا يمكنك حلها وحدك

فيصل * ماذا تريدين مني ؟؟؟ ان احب اخ هارب مع مالي

فاطمه* اريد ان تهيئ نفسك على قبول اعتذاره

فيصل * كم انت واثقه من عودته

فاطمه* سيتذكر اخا احبه لسنوات ولا يمكنه مقاومه ضميره سيعود .. انا متأكدة انت زرعت فيه الحب والحب لايعرف الخيانة .


في الجانب الاخر من المدينة

السير في تلك الأزقة المظلمة الصغيرة لا تكاد تسع حتى لشخصين... ..استنشاق هواء المصانع الملوث ...المصانع التي اسست خارج المدينة كما ذكرت المصادر الحكومية

امير* هل السير في هذه الشوارع يستحق حذاء جديد؟؟؟

خروجه بلباس جديد استطاعت والدته شراءه بعد عمل شاق في محل صغير لبيع الحلويات.... ما كان لها ارسال طفلها الصغير في اول يوم الى المدرسة بملابس قديمة

في اول خطوة للسير نحو النور للتخلص من هذا الظلام ....
اتسخ حذائه ...امتلئ بالطين.... وهو لم يتخطى بعد حتى الزقاق

امير*كيف سأصل للمدرسة والبداية مليئة بالطين

سمع صوت من خلفه ...صوت يبدو عليه التعب .... وخشونة الصوت دليل على رجل لم يبقى من سنواته الا القليل

العم مهدي * وهل تريد طريق مليء بالزهور ..ياولد..


ادار الطفل راسه الصغير ليرى مصدر تلك الانفاس التي تخرج بصعوبة من الرئتين.....من الجيد انها تحملت هذا الهواء الى الان .... انه العم العجوز صاحب عربة الكعك ....واضح انه يحتاج للمساعدة الا انه لم يبقى انسان لم يتلقى مساعدته .....الكل مدين لهذا العجوز .....

امير* اذا كان الحذاء هذا حاله الأن كيف سيكون في نهايه الدوام

العم مهدي* في النهاية ستأتي للبيت وتغسله ويعود كأنه جديد

امير* ماذا عن الخدوش التي ستبقى ؟؟؟!

العم مهدي* ستذكرك السير بحذر المرة القادمة

وصل العجوز الى عربته القديمة ....لا احد في تلك المنطقة يهتم لمظهر العربة ...لانهم يعرفون ان الكعك بداخله يستطيع جعلك ان تنسى ذاك الهيكل البالي...كعك صنعه عجوز بيده المليئة بالتجاعيد ....اعطت الكثير ولازالت تعطي... لا احد ينهي يومه قبل ان يأخذ حصته من ذاك الكعك .

ان كنت لا تملك المال سأعطيك بالمجان .

هذا ما كتبه العجوز على العربة

العم مهدي* امير. تعال خذ حصتك من الكعك

امير* شكرا يا عم لقد تأخرت عليه الذهاب

العم مهدي* عندما تنتهي من المدرسة تعال وخذ

واصل امير السير بعدما وصل للشارع الرئيسي ..كان بمثابه الخلاص من القذارة والظلام .... الشمس في كل مكان والهواء جميل ودافئ ... هذا ما كان يراه امير

كان يرى الجميع يذهب للعمل ليعود بعد انتهاء يوم لا يكاد يختلف عن الذي قبله

تلك الفتاة الصغيرة تسير على الرصيف مع والدها في اول يوم لها في اول مرحله لها لاكتشاف العالم
تمسك بيد والدها بقوة وهي خائفة من افلات يده ...فهو سيتركها لأول مرة وحدها .....

والمراهقين الثلاث لا يخطون خطوه دون اغتياب احد ...والضحكة لا تفارق تلك الوجه فهم لا يدركون ماذا يوجد بعد هذه المرحلة ...

وسائقي السيارات المتهورين ...متباهين لجلوسهم خلف المقود ورمي مخلفاتهم في الطريق .... حسب اعتقادهم العالم خارج السيارة عباره عن قذارة....لا كنهم لا يعلمون هم سبب هذه القذارة.

فجأة وقف امير امام احد بائعي الكباب...ليس لأنه يريد الاكل .... نظر الى السماء وتذكر انه نسي مظلته

امير* يا الهي..هل ستتسخ ملابسي أيضا

بدأ امير الركض ليصل للمدرسة قبل ذرف السماء دموعها

فات الاوان....توقف امير لا فائدة من الركض .... فالبرق اضاءة السماء ..وصوت الرعد الغاضب ... وسقوط اول تلك القطرات ....دليل على انتهاء الامر....ستتسخ تلك الملابس فالحذاء احست بالوحدة

لاكن..

شعر امير بشخص يقف بجانبه ويضع المظلة فوق رأسه

أنس* هيا لنكمل لا نريد ان نتأخر في اول يوم

امير فرح بذلك الصوت ....صوت صديقه الوحيد ومرافقه في المدرسة

امير* من الجيد مجيئك كنت على وشك التحول الى قط مبلول


لا تستسلم قبل وقوع الكارثة .....


لو سرقت منا الايامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن