" إبنُ أبي "_____________________________
ما هيَ العائِلة ؟
ما العائِلة إلا عَمودُ ثابت ، ورُوحٌ مُتجددة ، حائِطُ لا يميل ومنزلٌ لا يَخون وعُكازاً تتكئ عليه أبدُ الدَهر ، هيَ المَركز والدائرة وقُطرها ..هيَ كُل شيء .
وما الأخوة ؟
إكتمالُ وكَمالٌ ما بعدُ العائلة ، العضَدّ والذِراع ، نحنُ نَسقطُ فَنقعُ على وسائِد الأخوة ، نقفُ فنستندُ على كُفوف الأخوة ، نحنُ نُجدد حُب الحياة وشَغفها بالأخوة ، ونُقتل ونَموت في سَبيلهم أيضاً .
وضِعَ الطَبقُ الأخير على طاولة خَشبية تنوعَت أصنافها وإمتلئت بأطبَاق مُتعدده ..
بصَخب هبطَ الأخوين من الأعلى يُعاركَ أحدهُما الآخر وسُرعان ما سَيطر الهدوء على المكان فور رؤيتهُم لوالدهم الذي ترأسَ طاولة الطعام بإنتظراهم
" مسائُكَ خير ، أبي " قالَ الأصغر اثناء جلوسه على مقعده
" مساءُ الخير أبي " أردفَ الآخر مُماثلاً بإبتسامه لطيفه
اومئ لهُما مُبتسماً بخِفه مُتنقلاً بعينيه بينهُما وقالَ " مَساءَ الخير لَكُما أيضاً ، أيان وجواد "
كانَ تمتلكهُ عاطفه رَهيبة حينَ يلفظُ بإسم جواد العربي المُتأصلُ الذي يقودهُ إلى عُروبته ووجذوره الأصلية
كانَ جواد ذو العُشرون عاماً هو الأكبر من أيان ، أخذَ جمال والدهُ الشَرقي بحذافيره ولكَن لم يأخذ من طِباعهُ شَيئاً فكما عُرفَ والده بصرامته وشِدته وجَبروته كانَ جواد عكسَ ذلكَ ..
أما عَن دانيال فهو الأصغر وآخر السُلاله كما يُطلق عَليه ، إمتازَ دائماً ببديهيتهِ وخُدعهُ اللا مُتناهية وكانَ دوماً ما يَشكُر الجميع وجودهُ المرح معهم فلولاه لطَغى البؤسَ على المنزل ..
" أطلتُ عليكُم يا صِغاري ، أعذروني " نظرَ جميعهم الى السَيدة التي نزلت بحذر من الدرج تبتسمُ بحنوٍ وعِطف لهُم
قفزَ دانيال نحوها يُقبل يدها ويسيرُ ليسحب لها المقعد " أطيلي كما تشائين وننتظركِ اليوم بأكمله هُنا في النِهاية أنتِ تُصلين لأجلنا ودونَ صلاتكِ نحنُ تائهين "
ضحكَت ماسحه على رأسه ليبتسم ويعود لمقعده ويقول والده " كيف حالكِ أُمي ؟ "
نظَرت إليه بأعيُنها الخضراء " أنا بخير طالما الجميع هُنا بخير "
أردفت ناظره حولها بحِيره " ألم يأتيَ حفيدايَ بعد ؟ "
تذمرَ دانيال " ما التمييز والعُنصرية التي إحتوتها جُملتكِ هذهِ يا جدتي ! "
ضحكَت ليُشاركها جواد وينظرُ والدهُما اليهم بصمت فيُقاطع ذلكَ دخول الحَفيدان من الخارج فتتجه الأعيُن إليهُما

أنت تقرأ
My father's son | إبنُ أبي
Fanfiction" لا تتَصرفَ وكأنكَ إبنُ أبي " تَذكر جيداً وقُم بتَرسيخ ذلكَ في رأسِكَ ولتأتيكَ هذهِ الجُملة على هَيئة تَذكير كُلما حَاولتَ فرضَ ذاتكَ عليّ .. ولتؤُمن دائماً بالحَقيقة المُرة لَكَ بأنني وريثةُ عَرش والديَ الوحيدة وأنَ تقبيلُكَ لكفّ التي تدعوها بـ"...