2020 السنة المشؤومة.

14 0 0
                                    


                  بسم الله الرحمن الرحيم
                          صلوا على الحبيب المصطفى


نصف السنة فقط مرت جائحة ، مظاهرات ، وفايات و الكثير مر فقط في ستة أشهر و مع كل هذه الأمور قفز سؤال إلى رأسي و أنا أقرأ تعليقات ساخرة على إحدى المنشورات في الفايسبوك هل من الصائب أن نلوم سنة 2020 على جميع هذه المشاكل؟؟!!



فكرت في الجائحة بغَضِّ النظر عن إن كانت مفتعلة أو لا أليس للبشر يد في إنتشارها بشكل هستيري؟ ،لو طبقت قوانين صارمة منذ البداية و التزم الجميع بها هل كنا سنصل إلى هذا الوضع المزري، آلاف الموتى و ملايين المرضى؟؟! فقط لو قامت الحكومة بفرض حجر كامل على الجميع دون أي تفريق و استمرت بتطهير كل مكان طوال هذه الفترة مرارا وتكرارا و قامت بوضع مؤونة عند أبواب المواطنين دون الإهتمام بالمال و الدفع ربما لكنا في ثلاثة أشهر على الأكثر قضينا على المرض ولن نخسر شيئا سوى بعض الأمور القليلة ،لو كان البشر واعيين و طبقوا الحجر الصحي لكنا الآن نعيش حياتنا بطبيعية ،أنا لا ألقي اللوم على الحكومة فقط بل و الشعب الغير مبالي أيضا يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية فبالإضافة للمرضى و أهلهم الذين يعانون الناس الكادحين الذين يجنون  مالهم من عملهم اليومي و انقطع رزقهم فجأة أطفالهم جياع و مرضى لكن ليس بيدهم شيء لفعله مستسلمين لقدرهم.



فكرت بالمظاهرات الظلم و العنصرية ليس فقط في الولايات بل في كل بقاع الأرض سواء بسبب لون بشرتك ،شكل جسمك أو ديانتك و طائفتك ، مالذي سيخسره الناس إذا تعايشوا مع بعضهم في سلام؟ مالذي سنخسره كبشر لو لم نعامل سود البشرة على أنهم مختلفون الآسياويين على أنهم ذو عيون صغيرة و مخنثون و المسلمون على أنهم إرهابيون ؟
لا توجد أي إشارة لحضارة متحضرة متطورة فينا نحن لا يهم لأي مدى سنصل في التكنولوجيا و العلوم مالم نتطورا إنسانيا لن نتطور أبدا .


العديد تعرضوا للعنصرية للتنمر حتى كرهوا أنفسهم و حياتهم يعيشون في خوف من نفس بني جنسهم نفس الطين الذي شُكلتُ أنا منه شكلتَ أنتَ منه إذا لما التفرقة ، لما العنصرية ،  من الغبي الذي جعل سواد البشرة بشاعة؟ من الغبي الذي و ضع النحافة رمزا من رموز الجمال؟ من الغبي الذي وضع مبدأ حارب الذين ليسوا من غير دينك أجبرهم على اتباع ديانتك أو أقتلهم.


فكرت أيضا بالحروب بما يجري بين الهند و الصين  و بين الكوريتين حديثا و العديد من الدول الأخرى سابقا ،الأسلحة ، القنابل النووية، كلها من صنع أيادي الإنسان ، العقل البشري حبذ لو استعمل لنشر السلام لا لصنع طرق بشعة للموت لا لجعلي أمشي في الشارع خائفة أن يقصف فجأة، لا لجعلي أنام خائفة على صوت البنادق ،لا أعلم إن كنت سأنهض مع بزوغ شمس الغد أو ستغادر روحي جسدي مع غروب شمس اليوم، سرقة أرواح الناس سواءً بريئين أو سيئين ليس واجبك أنت سواءً قتلتهم بيديك أو اخترعت شيئا يساهم في القتل كلا هذان الفعلان محرمان عليك .

الحرب ليست طريقة لحل النزاعات مهما كان عمقها و سببها، العنف يكاد يكون مكونا من مكونات دمنا هذا إن لم يكن بالفعل، تختلف وجهات النظر هذا أمر لا جدال فيه لكنه ليس سببا لاستعمالك العنف لفرض رأيك.

الأنانية و الجشع صفة إنسانية جذورها قوية صعب إقتلاعها من صميمك لكنها ليست سببا لشن الحروب و تقتيل الناس.

مهما كنت ، للناس حق في الحياة لا حق لك في انتهاكه فتوقف رجاء عن تبني أفكار همجية حيوانية و توقف عن السعي لحكم العالم فشخص لا يجيد قفل سروال بنطاله إلا بالعنف لن يسيطر على ستة ملايير شخص. وجد الضمير ، العقل و القلب لسبب فلا توئِدوهم بدون سبب .

بعد كل هذا هل تعتقدون أنه يجب إلقاء اللوم على سنة 2020 للظلم الكره التبعية و العنصرية، أم لوم النفس المدنسة، النفس البشرية الأنانية.

بعد كل هذا يجب أن تخجل على قول أن سنة 2020 سنة سيئة مشؤومة فهي ليست سوى الوقت الذي انفجرت فيه طاقة الأرض على تحمل ذنوب البشر تماما كما طاقة  الإنسان.

/أفكار و مشاعر/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن