فتاة أم خطيئة

12 1 1
                                    

البارت غير مراجع من الممكن أن تجدوا بعض الأخطاء آسفة مسبقا.



مجتمعنا العربي مجتمع رجولي بكل ما تحمله الكلمة من معنى مجتمع يبرر لرجل أخطاءه لا بل الرجل فيه غير مخطأ مهما يكن مجتمع أغلبه يطمس شخصية المرأة يقتلها ببطء و هدوء .

كفتاة و كامرأة تعرضت للعديد من المواقف التي شعرت فيها و كأن كوني أنثى خطيئة كبيرة سمعت العديد من القصص عن نساء أهينوا بطرق بشعة .

فكرت الرجل و المجتمع عن المرأة تلخص كالآتي: المرأة خلقت من ضلع أعوج ناقصة عقل و دين وجدت لتخدمنا فقط و هذا خطأ كبير نحن خلقنا من ضلع أعوج لسبب ناقصات عقل و دين لسبب، هذا لا يعني أننا مجنونات يتحكم فينا الرجل لكي لا نخطو خارج الطريق المستقيم بالإضافة لكوننا دمى جنسية فقط لبعض أصحاب الفكر المتخلف .


منذ أن نولد نربى على أن المرأة لاصوت لها بغض النظر عن المنزل فالمجتمع أكبر عدو للمرأة نربى على أننا سنكون زوجات و مسؤولات عن عائلة قد نهان فيها .


وقد أدركت أن السبب الأول لهذا هو اقتناع المرأة أن مكانتها لا تتخطى خادمة عند رجلي زوجها فمرة وأنا أسأل أبي إن كان سعيدا في الوقت الذي علم فيه أن أولى أبنائه فتاة حينها أجابت أمي مهما كانت سعادته فهي بتأكيد لم تكن كسعادته عندما أنجبت أخاكي كلامها هذا كان كصفعة جعلتني أدرك أن الكثير من النساء استسلموا لواقعهم و هم يعرفون ماهيته جيدا.


في كثير من الأيام أستيقظ على خبر فتاة قتلت وقبل أن تقتل عنفت جسديا و نفسيا ، ذبحت من الوريد الى الوريد كأنها كبش عيد أو حيوان لا أهمية له آخرهم كانت فتاة مزقت قلبي بعدما صرخت طالبتا النجدة من الشرطة من المجتمع تخبرهم أنها تتعرض للضرب لتعنيف للقتل يوميا لكنهم عميان هم يعمون ضميرهم من مثل هذه المجازر و ينهون الأمر بجعل أهلها يوقعون معاهدة في كل مرة وهم يدركون جيدا أن من ينقض العهد مرة ينقضه اثنان وثلاث و ألفا و دهرا و عمرا فنتهى الأمر بالمسكينة تجري في الشوارع و كلها دماء بعدما حاول أهلها ذبحها تصرخ لينجدها الجيران لتنجدها أمها لكنها لم تدرك أنه من تخلى عنك مرة مستحيل أن يمسك يدك في يوم .... هشم والدها رأسها قتلها بدم بارد ثم جلب كرسي و جلس بجانب جثتها يشرب الشاي و هو سعيد ... سعيد لأنه تخلص من عاهة في حياته سعيد لأنه يعلم أن القانون لن يحاسبه القانون لا يحمي المغفلين.... نعم نحن جنس حواء مغفلات لأننا نرضى بقدرنا نرضى أن نكون عبيدا تحت أرجل الرجال نرضى أن يتم قتلنا ، ذبحنا ، اغتصابنا ، إن هربنا من واقعنا فنعتبر بلا أخلاق بلا دين بلاعرض إن هربت تلك الفتاة و اختارت أن تتشرد في الشوارع لربما رأف بها القدر في يوم و حسن من حالها لكان أفضل من استنجادها ببني آدم لا ضمير يرهقهم ولا يعذبهم .....أجل هم سيتهمونها فتاة بلا أخلاق مثلها من المؤكد أنها هربت مع عشيقها هربت لتكون عاهرة أهانت أهلها المساكين و كسرت ظهر أبيها أمام الناس سيقذفونها بما لاذنب لها فيه لكنه أفضل من أن تقتل على يد والدها على مرأى من أمها إخوتها و جيرانها هي ليست الأولى و ليست الأخيرة ستكون قضية رأي عام لأيام ثم ستنسى و ستعاد نفس القصة مع فتاة أخرى و ستنسى أيضا.


لا حق لكم في قتلنا لا حق لكم في التعدي على روح أهداها الله لنا، لدينا حق في الحياة مثلنا مثل أي رجل لا تزهقوا أرواحنا تحت عذر جريمة شرف .


مهما تحدثت لا يمكن أن أغير من قدرنا إن لم تقتنع النساء أن الحياة لها و ليست للذكر فقط
صرخات فتيات تعذب في كل مكان أستطيع سماعها كل مرة ستقتل فتاة سأبكي و أرثيها أبكي على روحها الشابة و قساوة ماعشته وأبكي نفسي لأنني لا أستطيع مساعدتها لأن يدا واحدة لا تصفق هذه الحياة ليست ماكنت أتلهف لأكبر و أعيشها تماما كمسحة القطن الناعمة قبل ضربة الإبرة القاسية هذه هي الحياة حياة تلام فيها المرأة فقط و يخرس فيه المجتمع فالنرثي أنفسنا.

جاء الرسول لينهي عن قتل الفتيات ليعطينا حقا سلب منا منذ الأزل ليهدينا الحياة ويطمئننا أن الموت ليس قدرنا لكن منذ ذلك الحين و حتى القرن الواحد والعشرين لا زالت بنات حواء يقتلن بدم بارد بدون ندم .

أنا لم أولد لأموت سأعيش حياتي بتفاصيلها سواء أحببت ذلك أيها الرجل أم لم تحبب سواء دافع عني المجتمع أو لم يفعل لست ضعيفة لا أحتاج أحدا تكفيني نفسي ربما ألمي كبير لأنك لم تعاقب على قتلي لكن الله أكبر و الله لا يضيع حق المظلومين فتجهز ليومٕ تحشرون يوم لا ينفع مال و لا بنون يوم تأتي روحي لتحاسبك على قتلي يا أبي على قتلي يا أخي ..... لن أغفر لك وكما تلذذت بقتلي سأتلذذ بك و أنت تحترق في الجحيم أيها الطاغي.

/أفكار و مشاعر/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن