بارت ١

4.5K 82 11
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
نوفيلا
انتقام مايا
للحب تسعة اوجه
بقلمى
ملاك محمد دودو
بارت 1
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تطلعت بالمرآه لعينيها
ذات لون العسل الصافي المرسومة
بعنايه بكحل عربي زاد منها جمالاً و اغراء
تحسست بأناملها وجنتيها الممتلئة قليلاً بغمزتيها التي تسلب الأنظار أليها ما أن تبتسم، استمرت بتأمل أنعاكسها، هبوطاً لشفتيها المكتنزة المصبوغة بالأحمر القاني و أنفها المنمق..
بدت كآية من الجمال حينها ، رفعت اناملها تمسد بها على شعرها الاسود الغجري المصفف بعنايه منسدل يتمايل مع حركاتها حتى أسفل خصرها ، لتتابع تأملها بينما تخفض نظرها لرؤية جسدها المكتنز قليلاً بثوب اسود يصل لأسفل ركبتيها بقليل يبرز منحنياتها ببزغ ، انتهت من تطلعها واستدارت بظهرها تأخذ حقيبة يديها بينما تقول:- الأن أسد درغام
....
حان وقت اللقاء و جاء موعد العقاب
كم انتظرت سنوات حتى أراك
و اليوم وأخيراً سوف ألقاك
لن اتوني عن أن أذيقك شتى أنواع العذاب
متلذذة بآلامك، مستمتعة بجراحك النازفة
بينما ألقي لعنتي عليك و أنت تبتلي بها
سأحدد هدفي و أصيب قلبك بسهام
عشقي و سأنجح و أفعلها باحتراف
معلنه سيطرتي عليك و سوف تخضع لي
سأغلغل قلبك بقيود عشقي وسأذيقه لك
حتى اجعلك لا ترتوي إلا منه لتحيا و تبقى
لتخشى فقد أتيت لكى تحل لعنتي عليك
لعنة مايا و عشقها و انتقامها منك أيها الأسد
.......
أخذت حقيبتها و خرجت من منزلها، عازمه على تحقيق هدفها ،قادت سيارتها إلى أن وصلت،
إلى ذاك المبنى الضخم والمميز:
مبنى درغام للمقاولات ..
دلفت وخطت أولى خطواتها اتجاه وجهتها ، عازمه علي فعل المستحيل حتي تنجح بما تسعى له
لمحته يدلف المصعد ، فقد علمت موعد مجيئه بعد مراقبه ودراسة له لعام مضى ، باتت فيه تعلمه جيدا ، توجهت بخطوات مسرعة، لتنفيذ أولى خطواتها ، كاد الباب ان يغلق ، لكنها أوقفته بحذائها الأحمر القاني، حتى فتح لها ، لتظهر هي بهيئتها الفاتنة ، سلبت بصره منه رغماً عنه يتأمل جاذبيتها المهلكة والخاطفة للأنفاس....
رمقته هي بنظره جانبيه ، كم اعترتها الفرحة الغامرة ونشوة الفوز ما أن لمحت نظرات الإعجاب بعينيه التي قد خططت لتنالها..
دلفت و اغلقته خلفها و كان هو مخبئ خلف حارسيه
ضخام البنيه، والذي كادوا ان يمنعوها عن الدلوف لكنه اوقفهما بأشارة من يديه ، تظاهرت بأنها لم تراه بعد ، ثم قالت بينما مازالت تواليهم ظهرها ، كي تثير انتباه و غروره ::-
- حقا اسفه و لكني بالفعل متأخرة
اليوم لدى مقابلة عمل هامه جداً لي
كى أعمل لدى ذاك المغرور المسمى أسد درغام
و لا أريد التأخر ، لذا أسرعت بالدلوف معكما .
بينما هو كان من خلف حارسيه يتأمل هيئتها و خصلاتها الغجرية المنسدلة حتى أسفل ظهرها ، يتمايل مع تحركاتها ، مستمتعاً باستنشاق عبيرها برائحة الياسمين المفضل له، الذي تغلغلا بأنفه ما أن دلفت، حتى ملأ عبقه الهواء من حوله ، أستمع لكلماتها و نعتها له بالمغرور ، تابع بقية حديثها باهتمام ، ابتسامة مسلية ارتسمت على محياه، ما ان علم
أنها في مقابله عمل لديه بعد قليل وحينها سوف يعلمها كيف يكون الغرور حقاً...
بينما هي اعتراها التوتر، وبدأت بطرق كعب حذائها ، تأكداً بأن عيناه من خلفها لا تحيد عنها وتتفحصها بعنايه، بل أنهما تكاد تخترقنها ، زفرت بارتياح ما أن توقف المصعد أخيرا عند الدور المطلوب، خرجت بخطوات مسرعة متمايلة بخصرها نحو مكان المقابلة ، من بعدها خرج متوجه إلى مكتبه، أخبر سكرتيرته الخاصة بأنه يريد هو أجرأ المقابلة مع المهندسين المرشحين لها، رغبة منه بمقابلتها مجدداً ، تلك الجميلة الفاتنة..
مر بعضا من الوقت وأجرا المقابلات بملل؛ حتى جاء دورها هي ، والتي بالمقابل كانت واثقه من فعلته تلك ، دلفت بخطوات واثقه تتهادى فيها نحو مكتبه، جلست أمامه قائله:: مايا شاكر..
ثم مدت يديها بملفها له، أخذه منها بأطراف أنامله، دون أن يرفع رأسه و يطالعها ، متظاهر بعدم الاهتمام بها ، مما جعلها ترسم بابتسامه جانبيه ساخرة، هل يظن انها لا تدرك خطته! ....
إما هو لفت أنتباه عمرها، فهي تبلغ أثنين وعشرون عاما فقط
بينما ملابسها و مكياجها المبالغ فيه يعطيها عمراً فوق عمرها ، رفع بصره نحوها باندهاش .
قائلاً :: انتي صغيره للغاية؛ ظننتك أكبر عمراً .
أجابته بثقه :: وهل هناك مشكله في عمري مستر أسد ، انا أرغب بالتدريب هنا كثيراً، إلى أن أتخرج ، التدريب لدي شركتك سوف يساعدني كثيرا في دراستي .
أجابها بعدما صدمه عمرها قليلاً :: لكن نحن لا نريد متدربين هنا آنسه مايا ، انتي لا تملكين المؤهلات المطلوبة للعمل ، هنا يشترط الخبرة يا صغيره ........
هنا وقد شعرت أن خطتها على وشك الفشل ، رفعت بصرها نحوا قائله بقوه وثبات تحسد عليهما ::
- وإذا كنت صغيره ،وليس لدي خبره بعد ، لما يجعلني هذا لست أهلاً لتلك الوظيفة بشركتك العظيمة سيد أسد !، ما المميز إذا في شركتك عن باقي الشركات الأخرى !، التي فقط تشترط الخبرة و ترفض دعم الشباب ، لما دوماً هكذا الحال في شركاتكم تتخذون كبار السن غير عابئين بالشباب .
لتتابع هي بكلمات ذات مغزى ، كي تتمكن من إثارة غضبه وقد نجحت في هذا ، عندما تابعت قائلة مشيره إلى دفعته و كأنها تخبره بطريقتها انه عجوزاً ::
- كأمثال دفعة ٢٠١٠ و ما قبلها من العجائز ، لما لا تقوم بتجربة الشباب سيد أسد
و أفكارهم الجديدة و حماسهم المفرط و إصرارهم المدهش للعمل .
رمقها بنظره معبأة بالغيظ ، فقد شعر بالإهانة من حديثها عن دفعته و كأنها تخبره أنه عجوزاً ، مدركاً مغزي حديثهاً بأنها تجيب بطريقتها غير المباشرة عن نعته لها بالصغيرة ، بوصفه هو بالعجوز ، و لكن قد اعجبه نوعا ما هذا، تلك الحمقاء الصغيرة عنيدة و ذكيه و جميله جميلة للغاية ، ارتسمت ابتسامه صفراء ، و مد يده بالملف لها قائلاً بخبث ::
- حسنا انسه مايا ، ألستٍ أنسه
مايا :: أجل أنسه
أسد : سأعطيكِ فرصتك الآن سوف تبقين شهرين و بعدها نري ماذا يحدث!.
ارتسمت ابتسامه على ثغرها وهتفت بثقه و كلمات ذات مغزي :: كلا شهراً واحد كافي لي ، أعدك أن أبذل قصارى جهدي و أعمل خلاله على إثبات نفسي بجداره؛ ووقتها أنتم من لن تستطيعوا الاستغناء عني مستر أسد و سوف تتوسلون لي للبقاء معكم .
رمقها بنظرة متفحصه قائلاً :: هل تلك ثقه أم غرور انسه مايا!.
أجابته بابتسامه و نظرة ثقه قائلة :: اعتبرها تصميم أفضل سيد أسد ، فقد اعتدت الحصول على ما أريده بأي طريقه ممكنه.
ابتسم هو الأخر، يرمقها بنظرة أعجاب، وهتف قائلاً:: حقاً أعجبني أصرارك آنسه مايا، يبدو أننا بيننا صفه مشتركه اذاً ، فأنا كذلك أيضاً ، حينما أرغب بشيء أحصل عليه و أعمل جاهداً على هذا .
أجابته بنظرة سخريه :: ادرك هذا جيدا سيد
أسد!، فلك شهره كبيره
ابتسم قائلاً :- حسنا آنسه مايا، لنرى ذلك!، مرحباً بكي معانا تستطيعين البدء فوراً
أجابته بتحدي مماثل وابتسامه مزيفه :: سترى مستر أسد و لكن كلا ليس اليوم ، لدي موعد مع خطيبي بعد قليل
تفاجئ من حديثه، غصه ما اعتلجت قلبه لم يدرك ماهيتها، ما أن أستمع لكلماتها، رمقها بنظرة اندهاش قائلاً :- ألم تقولي انكٍ آنسه منذ قليل
لاحظت صدمته تلك، يبدو أنها أصابت هدفها، وغرست سهامها بقلبه، قالت بعدم اهتمام :: و فيما أخطأت أنا!، ألست أنسه بالفعل!.
هي فقط خطوبه و قد أنهياه في أي وقت ، إذا لم أشعر بالرغبة في الاستمرار ، لذا نعم آنسه
طالعها باندهاش من تفكير تلك الصغيرة وحديثها، لكنه تناهى عن دهشته قائلاً ::
حسنا غداً تبدأي العمل ، لكن
سوف يكون معي أنا مباشرة آنسه مايا.
غمرتها السعادة حينما استشعرت نجاح خطواتها الأولى، هتفت قائلة :-
- يسعدني هذا ، تشرفت بلقائك سيد أسد .
مد يده لها ، بينما يقول أثناء الضغط عليها :-
-أنا أيضا انسه مايا
أجابته بنظرة وابتسامة انتشاء بفوزها :-
-فقط مايا ، نادني مايا .
أجابها بذات الابتسامة ::
-حسنا اذا مايا ، إلى لقاء قريب .
غادرت مكتبه، تزيل ابتسامتها من علي شفتها، نازعه قناعها المزيف قائله بنبرة كره وتوعد:-
- بل إلى جحيم قريباً أسد درغام..
خرجت من مقر الشركة متوجه بسيارتها نحو منزلها ،
بعد مده من الزمن ، دلفت منزلها، ألقت حقيبتها بأهمال على إحدى الأرائك بغرفة الجلوس، ثم دلفت غرفتها، خطت بضعة خطوات أزاحت ستاراً ، ظهر خلفه لوحاً كبيراً مجموع عليه عدة صور مختلفة لأسد و عدة معلومات عنه ، أخذت قلما و خطت خطين على صورته قائله بحقد دافين ثنايها لسنوات، توعدت فيها بالقصاص والانتقام منه :-
- لقد نجحت أولى خطواتي أسد،
و الآن أهلا بك في جحيمي ، أعدك بأشد أنواع العذاب، سأجعلك تتألم و تعاني ،
سأذيقك من ذات الكأس، الذي سقيته لكل أولئك الفتيات قبلا ، حينما كنت انت الصياد و هن الفرائس
خادعا لهم بكلمات عشق معسولة، لتصيبهم باحتراف فيدلفنا عرينك، و هم يشعرنا بالأمان ، فيقعن تحت براثنك و حينها فقط تكشر عن أنيابك و تفترسهن
بلا رحمة و لكن اختلف الأمر الآن ، فأنت الفريسة و أنا الصياد ، انت من سوف تقع لي أسد درغام
أعدك ان أتلذذ حينها بالانتقام ، سوف أكسر قلبك إلى شظايا متناثرة بكل الأنحاء حتى يبيت غير قابل أبداً للإصلاح، ذاك وعدي لك بالانتقام منك ، انتقام سيريح لي قلبي و يطفئ بعض من نيرانه و يخفف حدة اوجاعه ، حينما يدرك انك أيضا تعاني..
.......
بينما هو ما أن خرجت حتي قال بانبهار و شرود:-
يا إلهي ما كل هذا الجمال ، تلك الصغيرة مايا فاتنه حد اللعنة ، كما أنها ذكيه و متمردة و عنيدة ، مزيجاً رائع يجذب الانتباه، تشبهني كثيرا حينما كنت في هذا العمر ، يبدو أنني وجدت من هي مثلي ، وسوف استمتع كثيرا معاها هنا وسط عنادها و غرورها هذا
ابتسم ما أن تذكرها وتابع قائلاً :- أثق بنجحها ذات يوم!، كم أعجبتني تلك الصغيرة (مايا شاكر) أهلا بكي ....
مر النهار عليه سريعا، أنتهي من عمله وعاد إلى منزله أخذ حماماً ساخناً و أرتدى ثيابه ، ثم غادر باتجاه ذاك الملهى الليلى، الذي اعتاد الذهاب إليه ليلاً.
صعد سيارته متوجهاً له ، بعد وقتاً قليل وصل وجهته
دلف إلى الملهى متوجهاً حيث تكمن طاولته
لمقابلة صديقه منذ الدراسة و شريكه
حاتم زيدان ، الذي لا يختلف عنه ابدا فهو :
زير نساء بمقداره وأكثر، منذ الجامعة و هما لا يفترقا ،رحب به بحفاوة ثم جلس معه، جذب كأس من على الطاولة التي امامه و قام بتجريعه دفعه واحده، ثم اعاد ملئه مره أخرى وهكذا
مرت دقائق و هما يتحدثان حتى أتت
تلك السوزي التي ترافقه عادةً، جلست على قدميه.
بينما تقول له بغنج :: اشتقت لك أسد، لما لم تأتي أمس؟ لقد انتظرتك مطولاً ، حتى انني قمت بالاتصال عليك ، لما لم تجيب أسد !.
ضمها نحوه قائلاً بغمزه عابثه :: كنت مشغولاً سوزي و لكن لا يهم الليلة أمامنا ، سأقوم بتعويضك عزيزتي، لتتعالى قهقهتاها وتزيد من غناجها...
مضى بعض الوقت عليهما حتى كاد ان يفقد وعيه من كثرة الشراب ، لتنهض هي و تصطحبه معها إلي منزلها..
ما ان دلفوا حتى قامت بإعداد كأسين آخرين لهما و أعطته أحدهم ، تجرعه دفعه واحده، بينما جذبها نحوه بشده كي يدلفوا غرفتها ، غافلين عن وجود إلهاً قد حرم تلك الفحشاء .
أتي الصباح عليهم و هما غارقين في النوم بدون إي ثياب سوأ شرشف ابيض ، حتى صدح صوت هاتفه معلناً عن اتصال ، دون أدنى انتباه منهم إثر ليلتهم الجامحة الممتلئة بالمحرمات ، تعالى صوت هاتفه أكثر ، تأفأف و تململ حتى فاق قليلاً ، جذب هاتفه وأجاب على الاتصال، لم تكن غير سكرتيرته تنبه عن تأخره على احد الاجتماعات الهامه و ان الجميع بانتظاره ، حتى المهندسة المتدربة الجديدة مايا ، انتفض من على الفراش وأرتدي ثيابه مسرعاً ، غادر باتجاه مكتبه ، ما أن وصل حتى دلف لغرفة الاجتماعات فوراً ....
بدأ الاجتماع بينما هو يترأس الطاولة و على يمينه مهندسين شركاته و من ضمنهم مايا كمتدربه و على يساره عملائه ، لتحتد نظرات مايا بينما تطالع ياقة قميصه و آثار أحمر الشفاه عليها ، ابتسمت بسخريه على هذا العابث الذي لا يتوانى عن عبثه يوماً .
مر بعض الوقت عليهم حتى أنتهى الاجتماع ، ما أن اوشك جميعهم على الخروج ،
حتى اقتربت منه مايا بجرأتها و شجاعتها و قالت له بنبره ساخرة :-
- اعتقد انه يجب عليك الذهاب لمنزلك مستر أسد ، كي تنزع عنك ثيابك تلك وتبدلها بأخرى قبل الذهاب لموقع العمل ، فلا يجوز أن تذهب هكذا و تظهر أمام عمالك بهذا الشكل..
نظر نحوها مستغربا مستفسرا عن كلامها، أشارت هي نحو ياقة قميصه الملوثة بأحمر الشفاه، ثم تركته وذهبت ، بينما هو أمسك ياقته و نظر حيث أشارت هي ، ذهل حينما رأى أحمر الشفاه عليها ، زفر لعناً هذا الموقف أمام تلك الصغيرة ، و باشر بنزع قميصه و ألقاه بأهمال ، ثم قام بفتح احد الإدراج و اخرج آخر نظيف ، فهو معتاد على ترك بعض الثياب هنا للأزمات كتلك ، و عدل من هيئته قليلا و خرج متوجهاً نحو موقع العمل..
مر عدة أيام و مايا تثبت جدارتها و تحاول التقرب منه بشتى الطرق ، حتى أن بعض العاملون قد لاحظوا هذا ، كم أن طريقة ملابسها كانت تغري الرجال بشده ، و كانت تضايق أسد أكثر ،و ذات يوم حاول تنبيهها أن هناك زي رسمي ك قميصاً ابيض و تنوره سوداء ، خضعت لأوامره وارتدت كما طلب و كانت النتيجة اسوء من قبل، كان القميص ابيض شفاف و التنورة ضيقه و قصيره للغاية، بدت حينها أكثر جمال و آثاره من قبل ، أدرك انها هكذا تعانده بطريقتها عندما يأمرها بشيء .
مر أسبوعاً على عملها معه ، إلى أن جاء هذا اليوم حينما قرر الذهاب إلى احد مواقع البناء و قرر ، توجه نحو مكتبها، كي يخبرها بالمجيء معه إلى الموقع ، ما ان أوشك على الدلوف ، حتى وجد أحد المهندسين العاملين لديه بغرفتها، كان من الواضح له أنه يحاول التودد لها ، فلا يدري
لما شعر بالغضب حينها ، أهذا لأنها صغيره! ، أم لأنه شعر بأنها تخصه!، و وجب عليه حمايتها!..
دلف بوجهاً متهجم إليهم عيناه تقدح لهب
و قال له بصوتاً حاد:-
- ماذا تفعل هنا سليم؟، لم لست بمكتبك؟.
اعتقد ان هذا مكاناً للعمل و ليس للتعارف ، هيا إلى عملك، و انتي مايا ستأتين معي إلى الموقع ، لكن سرعان ما ألقي نظره عليها منتبهاً إلى ملابسها ، شعر بالنفور من فكرة أن يراها العمال هكذا، بهذا الثوب الاشبه بثوب العاهرات ، كان ملتصق بجسدها و قصير للغاية.
قال لها بنظره حاسمة:: لكن أولا سوف أخذكِ إلي منزلك ، حتى تقومين بتبديل ثيابك ، هذا الثوب ليس مناسب للعمل بالموقع مايا ، ارجو منك الانتباه لملابسك أكثر.
شعرت مايا بالحرج ؛ هي تدرك وقاحة ملابسها و تخجل منها، لكنها كانت تقصد بها اعطائها عمراً أكبر حتى تتمكن من اغراءه و الإيقاع به، لتظهر عكس ما يعتلج قلبها من خجل، وتجيبه بثقة واهيه :-
- ماذا بها ثيابي مستر أسد ، اعتقد انها حريه شخصيه لي و لا يجوز لأحد أن يتدخل بما أرتديه أبداً ، انت طلبت مني ارتداء زي العمل و أنا افعل هذا، لكن بطريقتي و ما يعجبني أنا و غير عابئة بكلام الغير عني..
تأفأف أسد محاولاً كبت غضبه والتحايل عليها، هو واثق انها تعانده ولن تخنع له، لذا عليه الهدوء، زفر قائلاً :: حسنا مايا يمكنك ارتداء ما تريدينه بعد الآن لن إلزامك بزي عمل ، لكن حينما نذهب لإحد المواقع عليكِ تغير طريقة ملابسك، وهذا فقط لأنك لن تكوني مرتاحة بها هناك ، لذا يجب عليكِ اليوم الاستماع لي و تبديلها بشيء مناسب أكثر..
ثم تابع قائلاً منهياً الحوار:-
-هيا بنا حتى لا نتأخر مايا ، و لا تعاندي فقد عقدت معكي اتفاق لتوي ، فأستفيدي منه .
استجابت له و توجهوا نحو الأسفل للخروج، ما أن أوشكت على الذهاب باتجاه سيارتها ؛ حتى أوقفها قائلا:-
- اتركيها هنا ستأتي معي مايا.
خضعت هي و صعدت معه و توجها نحو منزلها، ما أن وصلا أسفل بنايتها، بعد ان اعلمته بالطريق إليها ، حتى قال:-
- انتظر هنا ، سأصعد لتبديل ثيابي سريعا.
اجابها بنبره هادئة و حنان فهو أدرك طبعها العنيد :-
-حسنا مايا و لكن ارتدي شيء مريح و حذاء اكثر راحه من ذاك الحذاء حتي لا تتألمين ..
اومئت لها خانعه لحديثه، بينما تعتريها الحيرة من طريقته هذه معها ، لكن تزيحها عن تفكيرها وتتجه نحو منزلها، ارتدت قميصاً ابيض وبنطال اسود و حذاء ابيض بسيط، قامت برفع خصلاته، ثم خرجت من منزلها و توجهت إليه، صعدت سيارته ، طالعها بنظرات متفحصه، كم بدت له جميله للغاية و هادئة ، قام هو بأخذ منديلاً و مد يديه يزيل أحمر شفتها القاني لتظهر كرزتيها بلونهما الهادئ له، شعر بالانجذاب نحوهم، قائلاً:- هذا أفضل بكثير مايا ، تبدين جميله و رقيقه، قد اظهر هذا الآن عمرك الحقيقي يا صغيره، أنا أرى انك هكذا تخطفين القلوب صغيرتي .
ارتبكت مايا قليلاً، ارتجفت شفتيها من ملامسة أنامله لها، مشاعر غريبه داهمتها، كادت ان تطيح بثباتها من نعته لها "بصغيرتي" وياء الملكية التي أضافها، لكنها كالعادة تمكنت من ان تفيق ذاتها من ذاك الإحساس الذي بدء يصيبها، مذكره ذاتها أنه صياد مخادع و كلماته المعسولة هي سلاحه للإيقاع بفريسته، وأنها هنا للانتقام منه ، لكنها تظاهرت بتأثرها به تشعره بانجذاب منها له ، حتى تنجح خطتها
فتقول بنبرة صوت خافته و كأنها شعرت بالخجل و تأثرت بفعلته تلك و كلماته الخادعة:-
-هيا إلا يجدر بنا الذهاب، أسرع حتي لا نتأخر ، يكفي الوقت الذي أضاع مستر أسد.
فاق هو من شروده مندهشاً من فعلته ، ومما أصابه
أثرها، ثم قاد سيارته باتجاه موقع البناء..
قراءة ممتعه

 نوفيلا انتقام مايا  ،  الوجه الثانى من للحب تسعة اوجه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن