دايسين.
آبسردام.
قَصر القُبة.
حين دخل آراش حديقة القَصر ، تفتح الزهر المتهدل الأغصان عميقًا في قلبهِ . "مَرة أُخرى هذا العام أستقبل الربيع" . توقف وحدق حواليه .
فَتَشَ المَكان ببصرهِ وقرر بعدئذٍ زيارة الأزهار . سار بين الأشجار المُزهرة إلى المرج . كان شابًا متممد هُناك وقد طوى يديهِ خَلف رأسهِ . عيناهُ مغمضتان .
لم يتوقع آراش أن يرى أحدًا هُنا، فظن أن رقود هذا الشاب شيئًا مزعجًا . من المُفترض أن يكون إبنًا لأحد الوزراء وهو في إنتظار فتاة صغيرة . شعر آراش بِنُفرةٍ من منظر هذا الشاب أكثر من إرتباكهِ من سلوكهِ السيئ . لم يتعود آراش في عالمهِ على رؤية مثل هذا السلوك .
من المُحتمل أن هذا الشاب في الجامعة قام بمناقشات مُثيرة كثيرة مع أترابهِ بينما هو متمدد بإرتياح على المرجة ناظرًا إلى السماء أو متكئًا على مرفقيهِ . إنهُ إتخذ نفس الوضعية هذا اليوم . لكن هذا ليس أيَّ مكان إنهُ البلاط الإمبراطوري لـ إمبراطورية دايسين العُظمى .
أربع أو خمس خادمات مسنات يتحدثن أحاديث عرضية قرب الشاب باسطات غداءهن على المرجة . ربما بسبب شعورهِ بصلة حميمة مع النساء ، فإنهُ جَلس إلى جانبهن ونام . فكر آراش أن ذلكَ هو ما حَصل ، فإبتسم تقريبًا .
وقف هناك دون أن ينادي عليهِ لأن يستيقظ . ثم راح يمشي بعيدًا عنهُ ؛ كان الشاب يرتدي أَسبالًا من القميص الأبيض وسروال من القطن بلون الخَشب وشعرهُ ممشطًا مهندمًا ، أهدابهُ الطويلة ذكرتهُ بشخص ما مع ذلكَ لم يستطع النَظر إليهِ مُباشرة .
"جلالة الأمير المُوقر" نهض الشاب مناديًا آراش ، شعر آراش بإهانة .
"تنام في مكان كهذا . غير لائق" .
"لم أكن نائمًا . عرفتٌ حينما جئتَ سموكَ" .
"أنتَ مزعج" .
"ما الذي كُنت ستفعلهُ لو لم أنادِ عليكَ؟"
"هل تَظاهرتَ بالنوم حينما رأيتني؟"
"فكرتُ ، يا لهُ من فتى سعيد دخل الحديقة وشعرتُ أني حزين . ورأسي يوجعني .."
أنت تقرأ
أحلام خالدة
Historical Fiction** «رُبما تكونُ أًمنيةً كاذبة.. طَريقُ وحيد في صحراءٍ قاحلة.. تَمشي عليهِ ظنًا بأنكَ سَتَلقى مدينة أَحلامكَ، هذا الطَريق تَقلدهُ المَجهول حيثُ لا تُوجد أَيُّ لافتةٍ تؤكد لكَ بأنكَ تتجه للطَريق الصَحيح.. لكن لا يوجد غيرُ هذا الطَريق.. إتبعني لنَمضي ف...