الفصل الثالث❤️

843 73 4
                                    


_ ممكن أفهم انتي ليه عملتي كدا؟ خليتي منظري زي الزفت مع أختي و جوزها، و بعدين من أمتى و والدتك تعبانة ممكن أفهم، أنا لسة مكلمها الصبح و كانت زي الفل ، فجأة كدا تعبت
نطق بكلماته ثم جلس على فراشه و هو يضع رأسه بين راحتي يده، شعوره كأنه مغفل أمام زوج شقيقته، و هو يخبره أن زوجته خرجت من المنزل، رأى نظرات الشفقة من شقيقته عندما شعرت انه لا يعلم بعدم وجودها لذلك غيرت مجرى الحديث سريعًا، أكثر ما ألمه حقًا هو نظرات والدته له لقد شعرت انها غير مرغوب بها في منزله.
_و أعمل ايه يعني يا سليمان، أمي كانت تعبانة ، و روحت أشوفها، أقولها ايه متتعبيش علشان عندي ضيوف (أجهشت في بكاء عنيف) دي ملهاش غيري يا سليمان و كان لازم أقف جنبها
ربت سليمان على كتفيها بحنان، شعر سليمان بالذنب فهو يعلم انها وحيدة والدتها ،و بالطبع لم تقصد منى ان تهين والدته او شقيقته .
أما منى فمسحت دموعها بهدوء، صدق من قال ان سلاح الأنثى دموعها، و مع شخص مرهف الإحساس، سريع الشعور بالذنب كسليمان تصبح الدموع هي الورقة الرابحة لحياة سعيدة .
_ خلاص بقا يا منى بطلي عياط أنا أسف، أكيد ماما كمان هتعذرك ، قومي بس أنتي اقعدي معاها هي و العيال
ربت سليمان على رأسها بحنان كنوع من أنواع الاعتذار و خرج الى غرفة والدته، أما منى فسيطر عليها غضبها بقوة ، أمسكت هاتفها متحدثة مع والدتها ، لم تنتظر كثيرًا حتى أجابت عليها والدتها ضاحكة :
_ ايه يا منى بتكلميني دلوقتي ليه ؟،اوعي يكون سليمان قفشك و عرف اني مش تعبانة و طلقك؟
نفخت منى بغضب
_ انتي بتضحكي يا ماما و أنا هموت هنا من الغيظ
تحدثت والدتها بجدية بالغة
_ يا هبلة انتي هتموتي من الغيظ، أومال حماتك و العقربة أميرة حاسين بأية دلوقتي، يا بت
انتي كسبتي جولة عليهم، بتحرقي في دمك ليه بقا، انتي بتدوري على النكد ليه
ردت منى بغيظ أكبر
_ علشان كنت عايزاه تمشي، دي هي مكملتش معانا كام ساعة و العيال لازقين فيها و سليمان باشا كمان لازقلها
أجابتها والدتها بحكمة
_ طول عمر عيالك و هما روحهم في ستهم أسينات، و ان كان على سليمان فهو بكرا هينزل شغله و هيرجع مش طايق نفسه و مش هيقعد معاها تاني ، المهم أنا هقولك تتصرفي معاها أزاي باقي الأسبوع.
تحفزت كل خلية في جسد منى لحديث والدتها، كأنها تتلو عليها خطة تحرير فلسطين، أغلقت منى الهاتف بحماسة، بعدما أملت عليها والدتها الخطة القادمة للتخلص من حماتها الدخيلة.
___________________________________
في صباح اليوم التالي، بمنزل أميرة...
كانت جالسة بالمطبخ، تطهو كل ما لذ و طاب لحماتها، أتاها أتصال من زوجها يخبرها بقرب وصول حماتها، جلست قليلًا تجمع شتات نفسها، تحاول العثور على الردود المناسبة لحديث حماتها المعتاد، فحماتها مثال للحماة المتسلطة بدايًة من اعتراضها الدائم على عملها كطبيبة وصولًا إلى عدم إنجابها للوريث، أخرجت نفسها من أفكارها و ذهبت لترتدي ملابسها كي تستقبل حماتها، لم تستغرق الكثير من الوقت حتى رن جرس المنزل معلنًا وصول حماتها إلى المنزل، ذهبت مسرعة لتفتح الباب، فقابلتها حماتها بوجهها الصارم الجاد، عانقتها أميرة بقوة قائلة:
_ حمدلله على سلامتك يا ماما، اتأخرتي اوي في الطريق.
أخرجتها سميرة من أحضانها، جلست على أقرب مقعد لها.
_ الله يسلمك يا أميرة ، الدنيا كانت زحمة، و أنا كمان طلعت متأخر، بقولك ايه ناوليني كوباية ماية ساقعة تلج، أحسن هموت من الحر
ذهبت أميرة مسرعة الى المطبخ حتى تجلب كوب الماء كما أمرتها حماتها، استقبالتها حماتها بحديثها المعهود، يبدو انها لا تستطيع الصبر حتى ترتاح .
_ تسلمي يا أميرة يا بت الأمراء، عقبال ما أشرب مُغات الواد.
أغمضت أميرة عينيها بصبر، أبتسمت منهية نقاش لا فائد منه.
_ كله بأمر ربنا يا ماما
شدتها حماتها بقوة، لتقع أميرة علي المقعد المجاور لحماتها
_ كله بأمره يا حبيبتي مقولتش حاجة، أقولك بركة ان مؤمن و البنات مش موجودين علشان عايزاكي في موضوع مهم، أنا الناس بدأت تاكل وشي في البلد.
قاطعتها أميرة وهي تقف
_ هنتكلم بعدين يا ماما، بس دلوقت حضرتك لازم تاكلي و تريحي شوية من الطريق، و هنتكلم اليوم معانا طويل.
لم تعطي لحماتها فرصة للرد، ذهبت مسرعة للمطبخ، هاربه من كلمات حماتها اللاذعة.
دخل المنزل بعد يوم شاق بين المرضى، فك رابطة عنقه ( الكرافت) بتعب ، وضع يده على رأسه ليدلكها، يشعر بصداع يكاد يفتك به، لمحته منى جالس على حالته تلك، اقتربت منه، و جلست بجواره .
_انت جيت أمتي يا سليمان، و قاعد كدا ليه؟
فرك سليمان رأسه بقوة، و هو يجيب عليها:
_ جيت من شوية، و قاعد كدا ليه لأني تعبان جدًا، النهاردة كان يوم صعب ،و دكتور ايهاب زميلنا في قسم الأطفال عمل حادثة كبيرة النهاردة .
ربتت منى على كتفيه و هي تجيبه :
_ ربنا يشفيه يا رب، أنا هروح أحط الغدا و أنادي الولاد.
رفع رأس و سألها باهتمام:
_ قبل ما تحطي الغدا قوليلي ماما عاملة ايه بقت أحسن النهاردة؟؟
نظرت له بغضب من أعلاه لأسفله لتنطق بغل
_الله الله! مامتك مبقاش ليها يوم عندنا، و نسيتك مراتك ،و ولادك ، أول ما دخلت سألت عليها و عيالك زيك، أول ما جم سألوا عليها، و أنا اتركنت على الرف صح؟!
ضحك سليمان بقوة على غيرتها حتى من والدته
_ضحكتيني يا منى و الله، أنا بسأل على ماما لأنها ماما فلازم أسأل عليها الأول و هي كانت تعبانة ، و بعدين انتي و الأولاد زي الفل ما شاء الله يعني
عوجت منى فمها بحركة شعبية _
اه يا أخويا أنا و الأولاد زي الفل، ده اللي انت شايفة، لكن انت مش شايف قد ايه أنا بتعب معاهم، و متعرفش قد ايه أنا مترمطة معاهم من المدرسة للدروس للأكل للشرب، و حتى مبسمعش منك كلمة حلوة
حاول سليمان إنهاء النقاش و هو يأخذ سترته من القعد مقبلًا رأسه
_ ربنا يكون في عونك يا حبيبتي، حطي الغدا بقا بسرعة علشان أنا نازل باليل تمام؟
أبعدت رأسه عنه و نظرت له بتفحص
_ نازل باليل ليه يعني فيه أيه
رد عليها بلامبالاة و هو يسير للغرفة و هي خلفه
_ ابدًا، دكتور عصام زميلنا اللي عمل الحادثة ، و مالهوش غير أخته بس، و محدش معاها، فاتفقنا نروح باليل نشوفها لو عايزه حاجة يعني، برضو الناس لبعضيها
ربتت على كتفه و هي تحادثه
_ ربنا يديك طولة العمر و يكرمك يا حبيبي أنا هاروح أحط الأكل و أنادي الأولاد
أكمل هو حديثها
_ و ماما يا منى كمان خليها تطلع تأكل معانا، بلاش تقعد لوحدها كتير
ابتسمت له ابتسامة صفراء
_ أكيد طبعًا أومال يعني مش هتتطلع
خرجت من الغرفة و هي تلوم نفسها على أسوأ قرار اتخذته في حياتها و هو وجود شريكة لها في منزلها و تدعى "حماتها"
استنوني❤️
أسفه على التأخير ❤️

نوفيلا/سُنة الحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن