دي قصة قصيرة طلعتلي من الميموريز من ٣ سنين تقريباً و المفروض كانت مشروع رواية 🙈 المهم أن بيني و بيني كده اكتشفت أن كل الافكار اللي في الدرج تقريبا نكد و سحل محترم 🤚😁
Current mood
أنا مش أنا يا دكتور
أنا مش عارفني أنا تهت مني
يا حوستي السودة يانا ياما 😔😔......
الحب لا يكفي أحياناً
تطلعت لما تحمله من أكياس متعددة و قلبها ينتفض من السعادة، اقتربت منه لتحتضن ذراعه في حب فبادلها بابتسامة تحمل سعادة لا توصف، ربت على كفها و غمغم: حبيبتي.. هل انتهيت مما تريدين شراؤه؟
أخفضت عينيها في حياء مصاحب على الدوام لتلك النظرة بالذات المصحوبة بكلمة حبيبتي و همست: لليوم.. نعم.
قهقه في حبور: يالنساء.. لليوم فقط انتهيت؟!
شاركته ضحكته و غمغمت في مرح: انتهت مشترياتي لليوم بانتهاء النقود عن آخرها، فدعنا نكمل لاحقاً.
تنهد : لكم أتمنى لو أمتلك عصا سحرية لأحقق لك كل أحلامك.. ف..
قاطعته: أنت عصاي السحرية، و أنا أكتفي بك عن كل شيء في هذا الكون.. أنت كل ما تمنيته يوماً و لن أبادلك بكنوز الأرض لو خيروني.
قبل دبلته التي تزين بنصرها الأيمن و همس: هيا بنا إذن لأوصلك لمنزلك و إلا فأنا لست مسئول عما يمكن أن يبدر مني و خاصةً أننا في الشارع.
أشاحت بوجهها و قد تضرجت وجنتاها بحمرة يعشقها و همس مشاكساً إياها: لا تظني بي السوء.. فأنا أعني ما فهمته بالضبط.
ضربته على ذراعه في رفق: توقف و إلا تركتك و رحلت .
ابتسم بخبث: شهر واحد و تكونين في منزلي و لن تستطيعي الهرب مني.
احتقن وجهها حتى صار بلون حبة طماطم شديدة الحمرة و هتفت: سأذهب حقاً أقسم على ذلك.
جذبها إليه لتتأبط ذراعه و كلاهما يحلم باليوم الذي يصيران فيه زوجاً وزوجه.
تعالى صراخها و أخذت تركل و تدفع كل من يقترب منها في هيستيريا حتى استطاع الطبيب و بعد جهد جهيد أن يحقن مهدئاً في عروقها لتتثاقل عيناها و ترتخي أوصالها و تسقط في هوة سحيقة بلا أحلام.
انتفض لطرقات علي باب حجرة الكشف التي كان يتم فحصه فيها من جرح بليغ بالرأس استلزم بضع قطب قام بها الطبيب بعد معاينته.
_ سيدي.. الضابط بالخارج و يستأذن في أخذ أقوال المجني عليهما.
شعور ب.. لم يكن يدري كيف يصنف أو يحدد ما يشعر به الآن.. جمود.. ربما.. خواء.. احتمال.. شعور بالصدمة أفقده كل الأحاسيس.
تابع الطبيب بعينين تحجرت فيهما الدموع و سمعه بصوت كأنه يأتي من بعييد يقول: يمكنه أخذ أقوال هذا الشاب أما الفتاة فمستحيل.. ليس الآن على الإطلاق.
عاد ينتفض لطرقات ضابط الشرطة الذي جلس أمامه و بدأ يسأله: إسمك و سنك و عنوانك؟!
انفجر باكياً بعد أن قص عليه كل ما حدث و كأنما في تلك اللحظة و فقط عندما تحدث عما صار أدرك فداحة الحادثة بالفعل.. خرج من الصدمة ليهب واقفاً يحطم كل ما طالته يداه في حجرة الكشف و طوقه الضابط و اثنين من العساكر ليحقنه الطبيب بمصل مهدئ هو الآخر.
تساءل الضابط: أخبرني ما تعرفه عن تلك الحادثة؟
_ ان ما أخبرك به المجني عليه يتطابق مع ما رأيته.. فمنذ ما يقرب من ثلاث ساعات أتى الشاب حاملاً تلك الفتاة و التي كانت تنزف بعذاره، صارخاً بالجميع أنقذوا خطيبتي.. و بعد أن تم فحصها تبين أنها تعرضت لحادثة إغتصاب عنيفة أصابتها بنزيف حاد و تبين أنه مصاب برضوض و كدمات في أنحاء متفرقة من جسده و بجرح بليغ في رأسه.
_ يجب أن أستجوب الفتاة أيضاً لأتمم المحضر.. حتى يتم البحث عن الجناة.
الطبيب: ليس الآن على الإطلاق.. فحالة الفتاة بالغة السوء.
لملم أوراقه و قال: سأنتظر إخطار منك بإمكانية التحدث معها.
بقدمين مثتاقلتين قادتاه لغرفتها و توقفتا أمام نافذة زجاجية تطل على فتاته الراقدة في ضعف وسط الملاءات البيضاء، ملاك تم وصمه للأبد بجرح لن يندمل.
سالت الدموع من عينيه بغير رادع، الرعب الساكن عينيها يمزق نياط قلبه، عينيها الزائغتين، انتفاضتها كلما اقترب أحدهم منها، كل دموع العالم لن تطهره و لن تمنحه الراحة.
أمام عينيها كانت ترى ما حدث مرة بعد مرة كفيلم قديم تم عرضه مئات المرات و لا زال حتي صارت تحفظ تفاصيله، بدايةً من ركوبهما التاكسي، لتوقف السائق لعطل وهمي في السيارة فنزول خطيبها لمساعدته فتلقيه ضربة على رأسه بمساعدة آخران ظهرا من العدم ، فرعب و ألم.
سرقوا منهما كل شيء.. مالهما..شبكتها.. شرفها.. أحلامهما.. و تركاهما على قارعة الطريق بين الحياة و الموت.
لمحته خلف زجاج النافذة يتابعها باكياً، أشاحت بعينيها بعيداً عنه، لن تسامحه لانه تركها تعاني ما عانته تحت سمعه و بصره، لن تسامحه لأنه رجل.
مر الشهر و تساءلت أمها في انكسار: ربما.. نؤجل الفرح قليلاً حتى تتعافى تماما.
و كأن كل العمر بكاف على مداواتهما، إلا أنه قاطعها في مسئولية: لا.. أمي الفرح سيظل في موعده.
نظر إليه الجميع في امتنان و لسان حالهم يقول " و نعم الرجولة "
جلست على طرف الفراش بفستان زفافها، اقترب منها في تردد جذب كرسياً ليجلس أمامها، أخفض عينيه في ألم و همس: لن أستطيع.
همست بدورها: و لا أنا.
أخذ منامته لينام في الغرفة الأخرى و نظر لها نظرة أخيرة و هتف لنفسه: لن أنسى أنني لست الأول.. لن أنسى شعوري بالدونيه و العجز لدرء ما صار و الحيلولة دون منعه.
استدار و تركها و أغلق الباب خلفه في هدوء.