الفصل السادس والأربعون

47.7K 2.4K 930
                                    


باعتذر عن التأخير ..

النت كان فاصل، وكنت بأحاول أرفع الفصل ...


الفصل السادس والأربعون

العائلة .. دومًا تأتي في المقام الأول لديه، حين تتكالب المصائب فوق الرؤوس، تتكاثر الأزمات والمحن، تكون هي السند القوي الذي يشد من الأزر؛ وإن انفرط حبل الود والوصــال بين أفرادها باتوا مهددين بالتفرق والضياع .. انحدرت أخلاقها لتبوح بما يدور في فراش الزوجية دون حياءٍ أو وقار، استباحت الخوض في شرفه متلذذة بتحقيق انتقامها فيه، والنيل من سمعة العائلة. كل ما شعر به "تميم" حاليًا هو ضرب من الاستياء العميق بعد الفضيحة التي لحقت به، بدا في نظر نفسه كحيوانات البرية، يجري وراء غرائزه، ولا يختلف عنهم إلا بلسانٍ ناطق.

ظلت يداه قابضة على تلابيب ابنه خالته؛ لكن نظراته احتوت على غضب مخيف. هزه بعنف وهو يسأله بأنفاس متلاحقة، وقد استبد به حنقه:

-هي اللي قالتلك كده؟

رد "هيثم" بصوته الأجش:

-مش محتاجة تقول، وأنا مش هستنى لما تموتها عشان أدافع عنها، ولا أحميها منك.

تحركت قبضته لتطبق على عنقه، فانحشرت أنفاس ابن خالته في جوفه، ولم تجد لها المفر للانطلاق أو الدخول. قست نظراته والتهبت حين هدر به موضحًا:

-الواحدة لما تطلع أسرار بيتها لمين ما كان ما تستهلش تكون على اسمي!!

منعه من التمادي في عنفه البدني معه صوت أبيه المنادي به، بكل ما أوتي من قوةٍ:

-"تمــــيم"!

تجمد في مكانه، وعروقه منتفخة بدمائه الثائرة؛ لكن لم ترتخِ قبضته عن عنق "هيثم"، في حين قاتل الأخير للنجــاة بحياته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على يده. تحرك "بدير" على الفور ليقف قبالته، لإيقافه عن التصرف برعونة، وسحب ذراعه من على مجرى تنفسه المسدود آمرًا إياه:

-سيبه يا "تميم"!

بصعوبة تمكن من إقناعه بتركه، فسعل ابن خالته بألم طلبًا للهواء لينعش به رئتيه، بقيت نظراته المليئة بكل ذلك الغضب مرتكزة على وجهه وهو يقول:

-لو على القتل مافيش أسهل منه، بس أنا حسابي مش معاك...

توقف للحظة ليلتقط أنفاسه، وربما لإضفاء المزيد من الرعب في كلامه، قبل أن يتابع بوعيد مهلك:

-حسابي مع اللي اتجوزتها!

حذره "هيثم" بصوته المبحوح:

-إياك تقربلها، هتلاقيني واقفلك! حتى لو دخلت السجن

هنـــا صــاح "بدير" بنفاذ صبر:

☑️ الطاووس الأبيض ©️ (الجزء الثاني) كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن