الفصل السادس والستون

46.3K 2.3K 659
                                    


في البداية ممكن طلب بسيط من حضراتكم

الدعاء بظاهر الغيب لأخويا بالشفاء لأنه مريض جدًا، لعل الله يشفيه ويشفي جميع مرضانا

واعذروني لو كان الفصل قصير شوية


الفصل السادس والستون

قشعريرة قارصة نالت من بدنه المبتل، رغم دفء المياه المتدفقة على جسده؛ لكن كان لذكرى مقتل "نوح" على يده، الأثر الكبير في توتر أعصابه، وربما خوفه أيضًا. أغمض "محرز" عينيه، وشرد بمخيلته لساعات مضت، حيث كان قلب ضحيته ما زال ينبض بالحياة، كانت التعليمات صريحة ومباشرة، التخلص كليًا من أي شيء أو شخص له صلة بالمواد المخدرة، لقطع كافة الخيوط التي من المحتمل أن تؤدي إليه أو لـ "آسر"، ولهذا بذل ما في وسعه، وأعمل عقله الداهية من أجل القضاء على كل التهديدات المحتملة .. وقف كلاهما خلف أحد الأكشاك المغلقة، ومعهما الجِوال الأزرق، تساءل "نوح" في فضولٍ، بصوتٍ شبه هامس، والقلق يتراقص في نظراته المراقبة لما حوله:

-هو احنا بنعمل هنا إيه؟

أجابه "محرز" مقتضبًا، وهو يفتح مقدمة الجِوال:

-شغل.

نظر "نوح" أمامه، وسأله مرة أخرى برنة القلق الظاهرة في صوته:

-بس احنا قريبين من بيت المعلم "تميم" وآ...

قاطعه الأول متسائلاً بتهكمٍ منزعج، وقد تضرج وجهه بأمارات الحنق:

-هو محرم علينا نبقى في الشارع اللي هو فيه؟

بلع ريقه، ثم رد نافيًا:

-لأ.. بس بعد الكلام إياه، واتفاق حرق الدكان، آ.....

قاطعه مجددًا، وكأنه يوبخه:

-بأقولك إيه؟ أنا مش جايبك معايا عشان ترغي وتصدعني، ده شغل اللي بنعمله.

سأله مستوضحًا:

-هتعمل إيه طيب؟

لم يكن "محرز" راضيًا عن تردده الواضح، ومع هذا قال له بهدوءٍ زائف، وهو يدس اللفافة بداخل جِوال النشارة:

-هخزن البضاعة فوق السطح، لحد ما ألاقي تصريفة ليها.

تساءل بنفس الصوت القلق:

-واشمعنى هنا بالذات؟

ثم توقف هنيهةٍ ليضيف بعدها بنزقٍ:

-ما جايز يكون مغرز منك، وبعدها هتبلغ عنه.

فاض به الكيل من خوفه البائن، وصاح في ضجرٍ:

-البيت فيه كاميرات يا أبو مخ ذكي....

بدت نظراته غريبة نحو "نوح"؛ وكأنه يُعيد تقييم موقفه معه، لم ينكر أن الهواجس قد بدأت تساوره ناحيته، تردده غير المشكوك فيه، عزز من ذلك الإحساس، لهذا حاول التصرف بعقلانية، حتى ينهي ما جاء لأجله، فاسترسل موضحًا له:

☑️ الطاووس الأبيض ©️ (الجزء الثاني) كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن