~ أزمة حب ~

17.4K 1K 603
                                    

ماذا لو اكتشفت أن كل شيء عشته عكس ما كان يبدو عليه الامر تماماً؟.. من كنت تظنهم أحبوك لم يفعلو؟ ومن غدرو بك لم يفعلو أيضاً؟.. هل سيكون ندمك أنك لم تعرف الحقيقة طوال هذا الوقت؟.. أم لأنك عرفتها فلن تعود قادراً على هجرانهم؟!

#سارة_ح_ش#

**************************************

الحب يكون جميلاً في بدايته فحسب.. حين تشعر بتلك الفراشات تتراقص بمعدتك وتتلهف متى تلتقي النظرات السرية قبل الاعتراف وتلاحظ الغيرة المكتومة وتستمتع بالحب المخفي.. بعد ذلك يبدأ الجحيم بالتقدم خطوة بعد أخرى ليلتهم هذا النعيم الذي تتوقع أنك حصلت عليه.. او ربما أنت لم تحصل على النعيم منذ البداية بل كان جحيماً متنكراً فحسب!

كانت مرام تظن أن الواقع كما تقرأ عنه بداخل كتب رواياتها الخيالية أو تلك الافلام التي تتابعها بشغف،من أنه بعد معاناة طويلة هي قد وجدت سعادتها وبدأت الحياة تبتسم لها بعد سنين من التجهم وأن كل ما حصل لها من ألم ما هي إلا باب للوصول نحو سعادتها الفعلية بالتعرف على رامي.. لم تكن تدرك أن القدر لا يلعب هذا النوع من الادوار وأنه لا توجد نهايات سعيدة.. بل هناك شيء ما بعد السعادة.. حيث تكمن حقيقة الاشياء الفعلية!

مرّ أسبوع منذ اخر حديث لهما في الشرفة ومنها بدأت الامور تتحسن كثيراً فيما بينها بشكل مثالي.. لأول مرة منذ قدومها تشعر باهتمام رامي الفعلي لها وتحس بنظراته السرية التي يحدق بها من خلف كتابه الذي يدّعي أنه يقرأه.. مع كل يوم يمر تتمنى لو أنها تبقى هنا أكثر ولا ترحل.. تبقى أمامه فقط تتابع جدوله اليومي -الذي يظنه ممل- بشغف واهتمام كبيرين!

استيقظت هذا الصباح متأخرة عن عادتها.. كل مرة تستيقظ مع موعد استيقاظهم للعمل ولكن وبسبب سهرها لوقت طويل تتبادل الرسائل النصية مع رامي بأمور عابرة واحاديث غير مهمة.. ولكن بالنسبة لهما لم يكن مهماً عمّا يتحدثا.. بل أن يتحدثا فحسب!

استيقظت حوالي الساعة العاشرة ونهضت بفزع من سريرها كمن تأخر عن مدرسته في اليوم الاول.. ولأنها تعرف أن رامي في العمل خرجت ببيجاما نومها التي اشترتها لها السيدة ندى وتركت شعرها الحريري منسدل على ظهرها باريحية من غير أن تجمعه.. أسرعت الخطى نحو المطبخ وهي تشاهد ارجاء الشقة من حولها حديثة التنظيف فأدركت أن السيدة ندى قد قامت بعملها بدلاً منها هذا اليوم.. دخلت للمطبخ وهي تقول باحراج:

- يا إلهي!.. أنا أسفة بحق.. لقد استغرقت بالنوم هذا اليوم لا أعرف كيف لم استيقظ على حركة رزان!

تبسمت ندى على منظرها وهي تقول:

- يا حبيبتي لِما هذا الاعتذار؟.. ذاتاً أنتِ صاحبة فضل علي لأنكِ تساعديني بأغلب الاعمال.. كنت أنجزها كلها بمفردي أنا معتادة يا عزيزتي..

- أتركِ طبخ الغداء لي اليوم بما أنكِ قمتِ بتنظيف المنزل بدلاً عني!

- حسناً لنرى مواهبكِ في الطبخ يا انسة مرام

قد زارني حب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن