الفصل الأول: قراءات أم قرّاء؟!

589 93 61
                                    

أتعجب من عدد الأشخاص الذين يسألونني حول كيفية زيادة عدد القراءات، مقارنة بأولائك الذين يسألون عن كيفية تحصيل عدد أكبر من القرّاء، وكأنهما شيئان منفصلان، وهناك من يسألني عن كيفية زيادة الإحصائيات التي يحصلونها لقصصهم، وكأن الأرقام هي الشيء المهم بدلا من القرّاء الحقيقين الذين يقرأون ويصوتون ويعلقون على القصة، من السهل الوقوع في فخ الأرقام فتصبح هي محور الاهتمام، ولكن لا يجب لهذا أن يعميك عن الشيء الحقيقي الذي يجدر بتركيزك أن ينصبّ عليه.

باعتقادي أكثر جزء مهم حول الكتابة لا يتمثل بالـ"الأرقام" بل هو القارئ، القارئ هو شخص اختار قراءة قصتك لأنها بدت مثيرة للاهتمام بالنسبة إليه، هو شخص سينتظر فصلك الأخير بشغف، وهو شخص مهتم كفاية بشخصيات قصتك ليغضب من أجلهم، أو يقع في حبهم، باختصار هو شخص يبحث عن طريقة لقضاء يومه بها بشكل أفضل.

عندما كنت جديدة في منصة الواتباد، جربت الدخول في نادي "شارك قصتك" والذي كان عبارة عن نادي ضخم لتبادل القراءات لم يعد موجودا الآن، لا يزال لدي بعض التعليقات على الفصول الأولى من رواية "Stolen Hearts" والتي هي عبارات من أمثلة "عظيم!" "أحببتها!" لقد كنتُ بسيطة ومبتدئة كفاية لأعتقد بأنهم قد قرأوا القصة فعلا وأعجبوا بما كتبت، ذلك كان الحال إلى أن بدأ القرّاء الحقيقيون يجدون قصتي.

التعليقات اللطيفة والمليئة بالمشاعر التي كنت أتلقاها من القرّاء حول كم هم متحمسون وكيف لايسعهم الانتظار لمعرفة ما سيحدث، وكيف أحبوا شخصايت قصتي بحق، تلك الأمور جعلتني أدرك ما الذي كنت أفتقده، منذ ذلك الحين فصاعدا تجنبت أي تبادلات قراءات فارغة.

صحيح أن أرقامي صارت تتنامى بشكل أبطأ مما كانت عليه، ولكن لم أبالي، فأنا لم أعد أهتم للقراءات، بل أصبحت أهتم بالقرّاء.

إذن، كيف بإمكانك إيجاد القرّاء؟ الجزء الأول من نصيحيتي هو: الكتابة.

كتابة قصة أنت شغوف بها، كتابة شخصيات تحبها وهم حقيقيون بالنسبة لك كما هي عائلتك، كتابة حوار يبدو واقعيا كما يتكلم الأشخاص من حولك، تحديدا كتابة قصة من النوع الذي أنت نفسك ستحب قراءته، والخطوة التالية بعد ذلك هي كتابة المزيد.

لا تتوقف أبدا عن الكتابة، لأنه كلما كتبت كلما نضجت أكثر ككاتب وكلما أصبحت قصتك أفضل، وبالتالي كلما أصبح هنالك المزيد من الأشخاص الذين يريدون قراءة قصتك، إنها صفقة رابحة بالكامل.

يقول الكثيرون:  "بدأت بالكتابة وقمت بنشر فصل للقصة ولكن لم يقرؤه أحد، لذا أشعر بأنه ليس جيدا كفاية وربما على الانسحاب من الأمر" ---> هذا خطأ كبير!

لا تدع نفسك أبدا تفكر بأن عليها الانسحاب والتوقف عن الكتابة!

لربما القصة التي تعمل عليها الآن ليست جيدة جدا، أو لا توافق ذوق العديد من الأشخاص، ولكن ألم تحصل على البهجة بتأليفها؟ أليست الكتابة ممتعة؟ إن كانت كذلك إذن فلتمضي قدما! أتعرف لماذا؟ لأن ممارسة الكتابة تجعلك كاتبا أفضل، وذلك يعني بأن قصتك القادمة ستكون أفضل من ذي قبل، ربما ستكون القادمة هي التي سيحبها الناس، إن انسحبت لأن عدد قراءات قصتك منخفضة الآن فأنت لن تصل أبدا لتلك المرحلة حيث سيحب الجميع قصتك.

خطأ آخر أراه بشكل متواصل ألا وهو الكتّاب الذين يقومون بنشر فصل أو عدة فصول ثم يتوقفون بانتظار القرّاء، ويتفاجئون عندما لا تزداد إحصائياتهم ولا يحصلون على قرّاء جدد، ولكن إن فكرت بالأمر من وجهة نظر القارئ ستفهم الأمر، هل سترغب بقراءة أو تفقد قصة غير مكتملة ومتوقفة بوجود عدة فصول فقط وإضافتها إلى مكتبتك؟ بالطبع لا!

أنت تريد قصة مكتملة بإمكانك أن تعرف نهايتها، قصة غير مكتملة لم يتم تحديثها منذ أشهرهي قصة بالتأكيد تقريبا لم يرغب القارئ بها، تذكر القارئ يبحث عن قصة ليقرأها بكل بساطة وأفضل طريقة لجذب القارئ هو إعطائه ما يريد!

تأكد من أن كل فصل تمت كتابته وتعديله بأفضل ما يمكن، إن تعثر شخص ما بقصتك وبدأ بقراءتها فأنت حتما تريده أن يستمر، يوجد بعض الأخطاء التي من الصعب تجنبها حتى أنا أرتكب بعضهم في كل فصل أنشره، ولكن إن قمت بنشر فصل فيه الأخطاء الكثيرة الواضحة فأنت تقول لقرّائك بأنك لا تهتم حقا بكتابتك وعلى الأرجح لن يرغبوا هم بالاهتمام أيضا.

الآن أنا كاتبة أفضل بكثير من التي كنت عليها حين بدأت، ولكن ذلك لأنني خلال السنوات الأخير أكتب تقريبا كل يوم، وعندما لا أكتب فأنا أفكر بقصصي، إنني أحبهم وأحب شخصياتي كثيرا، لدرجة أنني أضطر لإرغام نفسي على التوقف عن قراءة كتاباتي ليتسنى لي قراءة كتابات الآخرين.

إن كنت تكتب شيئا تحبه فشخص آخر سيرتبط به وسيحبه أيضا، وحتى لو أحبه القليل فقط من الأشخاص أو لا أحد على الإطلاق، فلا شيء بإمكانه أخذ المتعة التي حصلت عليها من كتابته.



كيف تحصل على القراءات، الأصوات، التعليقات - دليل إرشاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن