{ 1 }

1K 85 87
                                    

جالسة في غرفتي كالعادة أدون بعض الوصفات لأعد أكلة ما لعشاء الليلة ، رفعت بصري نحو النافذة لأجد الشمس تختفي ، فالغروب يبدو ساحرا من هنا بفضل الموقع الإستراتيجي لغرفتي .

دفعت الكرسي إلى الوراء و ترجلت عنه بغرض إحظاري عبوة مياه ، لو ألقيت نظرة على حلقي لوجدته أشبه بصحراء قاحلة .

و قبل وصولي لمبلغي صرخت القابعة ورائي بإسمي
لقد نسيت تواجدها معي تماما كونها هادئة منذ أن دلفت غرفتي

" آيرين بحقك ! إرتدي شيئا ما و كفي عن التعري ! "

بخصوص هذا لم أكن أرتدي شيئا سوى صدرية و سروالا داخليا لتستأنف كلامها

" لو دخل والدك عليك و أنت بهذا الشكل ، كلتانا في ورطة يا حمقاء ! "

أما أنا إكتفيت بالضحك على كلامها فهي قلقة دوما حول موضوع جلوسي مرتدية قطعتان على جسدي.

زفرت الهواء بحنق لترمي ملابسي نحوي بعدما شكلتها ككرات و أنا خضعت لأمرها تماما و ارتديتها دون مجادلة.

" إذا كيف أبدو ؟ "

تبنيت بعض الحركات المبتذلة لأجعلها تضحك و قد فعلت

" بلهاء ترتدين قميصك بالمقلوب ! "

أخفضت رأسي محرجة لأكمل قهقهتي و أخذت بتحويل قميصي الأصفر الذي توسطته صورة دب محشو لمكانه الصحيح.

مفضلها !

كانغ سيلقي هي إحدى هبات الصيف لي
صيف سنة 2010 بالتحديد.
" صيف الحب الآول "

إلتقيتها صدفة في تلة بجزيرة جيجو كانت لوحدها تلعب بكرة صغيرة و بدت حزينة .

وحيدة ربما ؟

هذا ما فكرت به آن ذاك

لحقت بالكرة لأمسكها قبلها ، إستدرت لأعيدها لأجدها ورائي مباشرة .

شعرها كان مبعثرا قليلا ، وجنتاها حمرواتان و ترتدي الأصفر من رأسها لأخمص قدميها .

أنا لا امزح حتى جواربها كانت ذات ضلال مختلفة من اللون الأصفر .

بدت حسناء و لطيفة ، بدت كحبي الأول .

كنا في العاشرة حينها
مضى على صداقتنا عشر سنوات بالفعل .

-

١١:٣٠ م

وجهتنا لكل ليلة
سطح منزلي !

جهزت كوبان من الشاي الساخن ووضعتها على الطاولة الصغيرة التي تواجدت مسبقا بالسطح .

فرشنا فراشا بسيطا يسعنا نحن الإثنتان
و بدون نسيان أهم جزء
المنظار !

نتناوب عليه لرؤية النجوم و يكون الأمر مثيرا حين نشهد ظاهرة فلكية ما .

جلست على الأرضية أرتشف من كوبي و أراقب سيلقي التي نهضت لتوها تستغل دورها في إستعمال المنظار .

كانت تبدو مثالية تلك الليلة ،
شعرها الحريري ذو اللون البني يصل إلى كتفيها
قد زاد طوله هذا الصيف مما جعلها فاتنة جدا.

فستان النوم  الأبيض الباهت يتنساب بشكل جنوني مع لون بشرتها قد بدى و كأنه صنع لها وحدها .

ابتسامتها الساحرة التي تحمل بين ثناياها ألاف النجوم التي تعدت جمال التي نحن بصدد تأملها.

في غرفة مليئة بالنجوم ، سأستمر بالنظر إلى تلك الوهمية التي تظهر كل ما إبتسمت  .

" آيرين كفي عن التحديق بمؤخرتي . "

قاطعت جلسة تأملي بجملة سخيفة  و ما كدت أبرر إلا وجدتها تجرني من رسغي لأتناول المنظار فقد حان دوري .

كانت تضحك ، تضحك كثيرا
كما لم أرها منذ زمن طويل .
طغى عليها الحزن منذ بداية السنة
هجر والدها لهم ، فقدانها لجدتها
و أمور أجزم أنه لا علم لي بها .

لكنها كانت مختلفة هذه الآيام و شعرت بالطمأنينة .

-

٠١:٤٥ ص

إستلقيت بجانبها لتحمل رأسي و وضعته فوق صدرها
لأعانقها بالمقابل، حدقنا بالسقف الطبيعي فوقنا الذي يحمل لؤلؤا مرصعا يستعرضه للعالمين فمنه من ينظر لها و منه من يتجاهلها .

أما نحن كنا من فئة المتفرجين كعادتنا.

رفعت بصري نحوها لاروي عطشي بحسنها.

لم أدم طويلا لأقول ؛

" سول~أنا حيث أريد أن أكون، لو مت الآن لن أندم أو أتحسر أبدا. "

لتبتسم بإتساع و تجيب

" أنا أيضا جو~"

الصَّيف القَاسي : سُولرِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن