"المسألة الزنبورية" ذلك عنوان أشهر مناظرة في تاريخ علم النحو ، جمعت بين إمامين عظيمين ، عالم النحو وأسطورته سيبويه ، وشيخ القراءات وعلوم اللغة الكسائي.قدم سيبويه من البصرة إلى بغداد لقضاء حوائج خاصة به
وقصد وزير هارون الرشيد يحيى بن خالد البرمكي فأكرمه وأوسع له واستقبله بحفاوة
وكان قد ناظره قبل دخوله على يحيي بن خالد اثنان من طلبة الكسائي فسألاه وخطآه في الإجابة و أغلظا له في القول فقال لهما لا أجيبكما حتى يأتي رئيسكمافلما حضر الكسائي بين يدي يحيى بن خالد والناس ينظرون قال لسيبويه تسألني أم أسألك فقال سيبويه سل أنت.
قال الكسائي : هل يقال كنتُ أظنُّ أن العقربَ أشدُّ لسعةً من الزنبورِ فإذا هو هي أو يقال مع ذلك فإذا هو إياها؟
فقال سيبويه: تقول العرب قولًا واحدًا فإذا هو هي ولا يجوز النصب
فقال الكسائي: بل تقول العرب بالوجهين
واحتدم الخلاف بينهما طويلا .فقال يحيى بن خالد البرمكي من يحكم بينكما وأنتما رئيسا بلديكما فقال الكسائي :أصلح الله الوزير بالباب وجوه الأعراب
والأعراب أقحاح لا يخطئون فسلهم.فسألهم يحيى بن مالك وصوبوا قول الكسائي
-ليس لشيء إلا لأنه من المقربين من الوزير يحيى بن خالد-فاغتم سيبويه وزاده غما أن الكسائي قال ليحيى أيها الوزير إنما جاء يطلب رفدك وعطاءك فارضه فأعطاه كيسًا من المال فخرج سيبويه من بغداد يتوارى من سوء ما لحق به ولم يستطع أن يرجع الى البصرة وقد كان سيدها بلا منازع.
ثم ذهب إلى بلاد فارس وفي قلبه شيء كبير من هذه المناظرة ، ولم تمض سوى مدة قصيرة حتى مات وهو في ريعان شبابه.