البارت الثاني

3.4K 96 5
                                    

الفصل الثاني
********
انتفضت فزعه من علي فراشها وهي تشعر بشئ بارد يسكب عليها نظرت امامها برعب وهي تشاهده ينظر اليها ببرود .. نظرت اليه بحده وهي تصرخ به : في اي؟؟

اقترب منها وهو يجلس علي الفراش : صحي النوم مش لوكنده هيا عشان تنامي كل ده انتي هنا شغاله

تحدثت بغضب : مين دي اللي شغاله ؟؟

رحيم ببرود : شايفه حد غيرك هنا

اميره : شييفاك!

نظر اليها بغضب شديد وهو يمسك خصلات شعرها بقوه ويتحدث بصوت كفحيح الافاعي : اسمعي يا بت انتي .. مش معني اني بعدت عنك امك امبارح تبقي خلاص لا انتي هنا زيك زي اقل حاجه هنا انتي فاهمه فـ لسان اهلك ده تلميه بدل ما اخلصك منه خالص

نظرت اليه بكره غريب وتحدثت : ولو ملمتوش ؟؟

احكم قبضته علي خصلات شعرها وهو يتحدث : هقصهولك !

تحدثت بنبره مستفزه وكأنها لا تريد أن تصرخ من الالم : معاك مقص ولا اجبهولك؟؟

شعر بالغضب الشديد يتملك منه فصفعها بحده علي وجهها مما جعلها تصرخ من الوجع تحدث هو بحده شديده : واضح انك فعلا عايزه اخلصك من لسان ده .. وانا بقي هعلمك الادب من جديد!

صرخت بوجهه غضبا  : ما تطلقني يا اخي وارحمني .. اي اللي يجبرك؟

رحيم : كان ممكن يحصل ده لو انتي اللي مبعتيش نفسك .. انتي اللي بعتي نفسك عشان شويه فلوس يبقي تستحملي .. ولو كنتي طمعانه في فلوس انك تديهم لأمك تبقي غلطانه انتي فاهمه!

نظرت اليه بصدمه تحاول ان تفهم مغزي حديثه وقد توصلت لما يتصوره عنها تحدثت بألم : انت شايفني بعت نفسي ليك عشان الفلوس؟! انت  بجد فاكر كده؟؟

ضحك بسخريه وهو يجيبها : انا مش فاكر بل انا شايف دلوقتي ولا انتي فاكره اني مش فاهم انتي عامله ازاي وبتفكري في اي؟؟ اللي صدمني فيكي انك رضيتي بده  رضيتي انك تبقي سلعه رخصيه بتتباع بالرخيص!

صفعته! نعم صفعته لم تتحمل تلك الاهانات لاحظت تحول لون عينيه مما جعلها تنكمش خوفا ولكنها تحدثت بصوت حاولت ان تجعله ثابتا : لا انت ولا غيرك يا رحيم اسمحله انه يتكلم عليا كده حتي لو هتموتني انت فاهم؟؟ وبما أنك شايفني بالصوره دي تطلقني بدل ما تعيش مع واحده رخيصه زيي!

نظر اليها بغضب شديد لو كانت النظرات تقتل لوقعت صريعه الأن .. ارتسمت علي محياه بسمه شر وهو ينظر اليها وتحدث : عايزه تشوفي غيري عشان انا دمرتلك انتي وامك مخططكم!

اميره بصراخ : امي دي تبقي عمتك انت عارف انت بتتكلم علي عمتك ازاي؟

رحيم بصاخ هو الاخر : مش عمتي من ساعه ما قطعت صلتها بينا عشان شويه فلوس مبقتش عمتي ولا عايزها تكون عمتي .. حتي انتي بقيتي زيها طماعه بتاعت فلوس!

صرخت بوجهه بحده : اخرص يا حيوااان اااااااه

صفعها بحده علي وجهها مما جعلها تصرخ وقعت ارضا وهي تبكي ثم نظرت اليه وتحدثت بنبره اقرب للتوسل : خليك رحيم زي اسمك وارحمني وطلقني !

نزل الي مستوها وامسك بوجهها بحده وهو يتحدث : رحمتك مني هتبقي بموتك يا بنت سحر .. هسيبك بموتك!

أغمضت عينيها من ذلك الالم الذي يتملكها وهي ترغب بأن يرحل عنها ويتركها وكأن الله قد سمع لدعائها ابتعد عنها وهو يتركها ويغادر من المنزل بأكلمه .. قامت بفتح حدقتيها ببطئ ثم أجهشت بالبكاء وهي تتذكر حديثه لها وكأنه شريط يعاد كلما انتهي !

نهضت من مكانها ببطء وألم وذهبت لتحضر هاتفها وهي تدون عدة ارقام تعرفها جيدا ثم أخذت تنتظر ان يجيب عليها صاحب الرقم .. استمعت الي صوته من الجهه الاخري وهي ترغب بالبكاء ولكنها تحدثت بنفس الوقت الذي أتي به رحيم ليأخذ هاتفه

اميره : انت اللي وصلتني لكده .. انت اللي رمتني من غير ما تسأل فيا .. سبتني في العذاب اللي انا عايشه فيه .. مش مسمحاك انت سامعني .. مش هسامحك في حياتي!

أغلقت هاتفها وهي تبكي بقوه .. أندفع هو الي داخل الغرفه وصرخ بوجهها مما جعلها تنتفض فزعه : بتكلمي مين يا زبااااله ؟ انطقي؟؟

نظرت اليه برعب من هيئته تلك وتحدثت بصوت يكاد يسمع : طارق!

تركته سريعا قبل ان يمسك بها من جديد ودلفت الي المرحاض وهي تستمع لصوت تهشم هاتف والذي من المؤكد انه هاتفها .. ثم استمعت الي صراخه : يعني مش كفايه انك رخيصه وكمان خاينه .. انتي عايزه تتربي من اول وجديد وده الطبيعي لوحده تربيه ست وانا اللي هربيكي يا اميره وهتشوفي!

ثم استمعت الي صوت اغلاق الباب بقوه مما جعلها تبدأ بالبكاء مره أخري لقد نعتها بالخائنه! أهذا هو من أحبته في صغرها من المؤكد ان كل هذا مجرد خيال .. يستحيل أنها قد أحبت ذلك الشخص .. هذه هي السعاده التي طالما حلمت بها لترا الأن تلك السعاده بل وتستمتع بها ايضاً !
.....................................................................
عاد الي المنزل أخذ يتجول بأنظاره في انحاء المنزل المرتبه .. أشتم رائحه المأكولات مما جعله يقطب حاجبيه باستغراب من هذا الشئ .. توجه الي المطبخ وهو ينظرداخله وجدها تقف وهي تعد المأكولات بهدوء غريب لاحظ ابدالها لملابسها بملابس أخري سوداء تحدث بسخريه : اي عندك عزا؟؟

نظرت اليه ببرود وهي تتحدث : كل يوم انا معاك فيه هيبقي عزا بالنسبالي!

نظر اليها بغضب شديد ولكنه تحدث ببرود هو الاخر : يبقي غيري هدومك كلها لأسود لأن العزا بتاعك ده مش هيتنهي !

اجابته بجمود : متقلقش مش هيطول مش ممكن موتي يكون قريب؟؟ساعتها هتلبسه انت او انت مش مجبر حتي انك تلبسه عليا!

أخذ يتلفت حوله بغضب الي ان وجد ابريق من الماء القاه عليها مما جعلها تنتفض وهي تصرخ وتبعد ثيابها عنها مما جعله يمسك بالابريق وجده ساخن .. قبل ان يتحدث ركضت الي غرفتها مسرعه مغلقه الباب خلفها بقوه وهي تبكي بصوت خافت علي ذلك الالم الذي تملكها !

قام بالقاء الابريق ارضا مما جعله يتهشم الي قطع صغيره وتحدث بغضب : انت غبي ؟؟ بتسلخ البت!

اقترب من باب الغرفه وهو يقرر الطرق علي بابها ولكنه توقف وهو يستمع الي صوت نحيبها الخافت ابتعد عن الباب وهو يتمتم بضيق : هي اللي مستفزه .. تستاهل يمكن بكده تتأدب شويه!

جلس علي الاريكه وهو يعبث بهاتفه بإهمال وكأنه لم يقم بحرقها منذ قليل .. مضت دقائق معدوده استمع الي صرير الباب ولكنه لم يهتم .. تقدمت الي المطبخ من جديد دون حديث وقد غيرت ما ارتدته الي اخر باللون الاسود ايضا .. قامت بتحضير المائده للجلوس عليها ثم أخذت تعد الطعام فوقها .. انتهت منها وتحدثت بصوت مرتفع : الأكل جاهز!

رفع انظاره من فوق هاتفه وهو ينظر اليها باستغراب اخفاه سريعا فغيرها لكانت ظلت بغرفتها بل لم تفعل شئ ايضا عندا به ولكنها احضرت له طعام بل وتدعوه لتناوله ايضا!!

نهض من مجلسه وهو يتجه اليها دون النظر .. لاحظ ملابسها المختلفه مما جعله يلوي شفتيه بتهكم من ذلك اللون الاسود وتمتم داخله : ده واضح انها هتعيشنا في عزا فعلا!

جلس علي مقعده وهي بجواره وضعت الطعام امامه ثم وضعت لنفسها وبدأت بتناول طعامها ثم تحدثت بهدوء : مش مسموم !

قطب حاجبيه بدهشه من فهمها له .. ثم بدأ في تناول طعامه .. استحسن مذاقه ولكنه نكر فتحدث بنبره حاده : اي اللي خلاكي تتصلي بطارق؟؟

نظرت اليه بدهشه من سؤاله ثم اجابته بنبره لاحظ الانكسار فيها : كنت بخونك!

نظر اليها بغضب شديد من جملتها تلك هو يعرف وبشده انها لا تفعلها ولكنه قالها فقط ليعذبها بها .. ولكنه لا يسمح لها ان تتفوه بهذا الحديث فتحدث بنبره غاضبه : متتكلميش بالاسلوب ده!

اميره : مش انت اللي قولت عليا كده بأكدلك الملعومه لأنك خلصت كل طاقتي في أني اوضحلك حاجه!

نظر اليها بغضب عارم ثم وبدون مقدمات قلب المائده ارضا وهو يتنفس بغضب صارخا بها : ما تتلمي بقي .. انتي اي عايزه تنامي وتصبحي بنكد فعلا !

انتفضت من مكانها وتحدثت : انت اللي اعلنت الحرب فالوقت اللي انا كنت فيه مُسالمه .. واللي اعرفه ان قوانين الحرب مينفعش يكون نحد اقوي من التاني لازم الطرفين يكونوا زي بعض وانت اللي مربيني يا رحيم!

رحيم : انا لو كنت ربيتك فعلا مكنتيش هتبقي كده !

قالها بسخريه منها فابتلعت ما في جوفها بألم ثم تحدثت : ماانا واحده مبيطمرش فيها العشره!

اجابها ببرود وهي يتركها ويدلف الي غرفته : كويس انك عارفه انك خاينه!

نظرت اليه وهو يسير الي غرفته بوجع ثم التفتت وهي تتوجه الي ذلك الزجاج ملقي ارضا تقوم بجمعه علي يدها ثم وقفت وهي تتوجه الي المطبخ لتقوم برميه ثم اتت مره اخري وهي تسحب معها ادوات  التنظيف وبدأت بالتنظيف وهي تمنع نفسها من البكاء فالقد سئمت من بكائها ومن ضعفها بتلك الطريقه!
.................................................................
بعد مرور ساعتين جلس علي فراشه وهو يقوم بالإتصال بـ ماسه انتظر قليلا ثم اتاه الرد

ماسه : اهلين رحيم .. كيفك؟؟

رحيم بابتسامه : وحشتيني يا ماسه

ماسه : ماني مصدقتك .. اكيد مرتك خلتك تنسي ماسه مو؟!

رحيم بهدوء : لا هي ولا غيرها .. ماسه انتي لي مش عايزه تصدقي اني مغصوب علي الجوازه دي!

ماسه بسخريه : انت منَّك بنت مشان يغصبوك ع شي رحيم .. انت زلمه!

لوي شفتيه بضيق وهو يقلدها بضيق بصوت هامس لم يصل اليها : انت منَّك بنت نينينيني!

تحدثت هي بعد ان طال الصمت : رحيم وين روحت؟؟

رحيم بهدوء : معاكي يا حبيبتي .. ماسه احنا مضطرين نستحمل صدقيني هي سنه وهطلقها !

صرخت في الهاتف مما جعله يبعد الهاتف عنه قليلا وهو يستمع الي صوتها : سنه لك راح استني سنه رحييييم عم تمزح انت موو؟؟ اكيد عم تمزح لك سنه شو!؟

أغمض عينيه بنفاذ صبر ثم بدون مقدمات اغلق هاتفه وهو يلقيه بجانبه وتحدث بضيق : ابوكي علي ابو رحيم مين اللي قال المصريين هما اللي نكديين يجوا يشوفوا برميل السعاده اللي عرفته حسبي الله ونعم الوكيل !

نهض من فوق فراشه وهو يفكر أيتجه لها أم ماذا .. حسم قراره سيذهب لها !

فتح باب غرفتها بطريقه فجائيه ولكنه صمت عندما وجدها نائمه في فراشها اقترب منها بهدوء وهو ينظر اليها وجد اثر بكائها علي خديها .. شعر بالضيق داخله ولكنه محي ذلك الشعور سريعا فـ هو لا يجدر به ان يعطف عليها ولو قليلا !
..........................................................................
شعرت به وهو يدلف الي غرفتها فـ أغلقت حدقتيها سريعا متحججه بالنوم .. شعرت باقترابه منها مما جعلها تغمض جفنيها بقوه قليلا .. حمدت الله انه لم ينتبه والا لكان علم انها ليست نائمه بل مستيقظه .. اعتدلت بعدما شعرت بالباب يغلق وأخذت تنظر في الغرفه بحزن شديد .. فهي الي الان لا تعلم ما الذي حدث لـ رحيم فهو لم يكن كذلك قط .. لم يكن رحيم لـ يشك بها مثل ما يحدث هو ليس رحيمها ابداً .. تحاول ان تقاوم ذلك الشعور المُهلك داخل قلبها ان هناك سبب لهذا ...

نظرت الي حالها ساخره وهي تتحدث بوجع : ازاي قادره تحبيه بعد كل ده .. فوقي بقي مش ده رحيم حبيبك .. ده واحد ملوش اي دعوة بالرحمه اعتبري رحيم مات .. رحيم مات ومبقاش موجود اللي قصادك ده واحد تاني متعرفيهوش وهتخلصي منه قريب  .. ايوه رحيم مات مات .

لم تنتبه الي ذلك الذي يستمع الي حديثها بالخارج فهو قد لاحظ جفنيها المغلقين بقوه مما جعله يتراجع ويُغادر .. شعر بالضيق الشديد داخله من تفوهها بهذا الحديث فهي قد اعتبرته ميتاً !! ألعنة كل اللعنة علي كل الوعود السخيفه التي اتخذها .. فـ هو لا يريد فعل كل ذلك ولكنه يجب أن يبقي صامداً حتي تتخلص منه للأبد ويبدو انه قد نجح .. فـ هي اصبحت تعتبره ميتاً وهذا افضل دليل انها قد اكتفت منه !
..................................................

بعد مرور شهر ...

كانت اميره قد تعايشت مع ما تمر به .. لم تنتهي اهانت رحيم المتصله ونعته لها بالخيانه بين الحين والاخر وبأنها طامعه في امواله واموال عائلته .. كان ينهال عليها بالضرب عندما تغضبه في شئ وكأنها لا تشعر وكانت هي تكتفي بالبكاء والدعاء والتوسل الي الله بالرحمه منه وان يخلصها من شروره ...

كانت نائمه في غرفتها بعد وصلة بكاء استمرت لت الساعه الثانية عشرليلاً وقد زاد بكائها عندما استمعت اليه وهو يُحادث فتاه ما يخبرها بعشقه لها ...

استمعت اميره الي طرق علي باب البيت مما جعلها تستيقظ وهي تقطب جبينها بدهشه .. نظرت الي ساعتها وجدتها السادسة صباحاً !

قطبت حاجبيها بتعجب وهي تتحدث : مين اللي بيجي لحد دلوقتي .. الزبال لسه جي امبارح مين اللي جي!

نهضت من فوق فراشها وهي تُعدل من شعرها بطريقه عشوائيه وترتدي الروب الخاص بها وهي تحكم اغلاقه عليها ثم توجهت  الي الباب وهي تفتحه بتعجب من الزائر ...

وجدت فتاه بملامحها غريبه عليها بشعرها الكستاني وبشرتها البيضاء وتلك العيون البني الفاتح .. تحدثت الفتاه بعد ان طالعت اميره بتفحص شديد : مو هاد منزل رحيم ناصر ؟؟

رفعت اميره أحد حاجبيها وتلك الشكوك داخلا تتلاعب بها وبقوه .. تحدثت بشك وهي تنظر اليها : ايوه .. مين حضرتك!

تحدثت ماسه وهي تتخطاها وتدلف الي البيت بكل برود : ايه منيح كتير .. بعدي هيك!

نظرت اليها اميره بغضب شديد بعدما دفعتها تلك الصفراء من وجهة نظرها بيدها بعيدا عن الباب .. اتجهت اليها وهي تتحدث : هييي انتي يا بتاعه يا ملونه .. انتي داخله بيتكم ولا حاجه !

نظرت اليها ماسه بتقزز وهي تتحدث من اطراف انفها : وين غرفه رحيم يا انتي؟

وقفت اميره امامها وهي تتحدث بغيظ شديد : وانتي عايزه ايه من غرفه رحيم يا حلوه .. اطلعي برا من غير مطرود عشان انا عايزه انام .

تجاهلتها ماسه من جديد وهي تجول بانظارها بين الغرفتين وجدت احداهما مفتحه وفارغه والاخري مغلقه .. اذا رحيم بهذه الغرفه ...

توجهت الي الغرفه وقبل ان تدلف امسكتها اميره وهي تتحدث بغضب : في اي يا بت انتي هو انا الشغاله بتاعه اهلك وجايه تخشي الاوضه كده انتي عبيطه .. مين انتي !!

ماسه بضيق : لك بعدي من وشي شوي .. رحيم حبيبي وينك!

اميره بحده : رحيم حبيبك! .. يكش حبيتك عقربه انتي وهو انتي مين يا صفرا !

ماسه بغضب : شو صفرا هي .. لك اتكلمي منيح وليك .. وينه رحيم رحيــــــــــــــــم!

قامت برفع صوتها الذي يبدو انه وصل بالفعل لـ ذلك المستلقي براحه داخل غرفته ليس مهتما بما يحدث بالخارج .. خرج رحيم من غرفته وهو ينظر الي الوضع بدهشه فـ ماسه هُنا !!

اقتربت منه ماسه بعدما رأته وهي تحتضنه بقوه وتحدثت بحب واضح : رحيم حبيبي  .. اشتقتلك كتير يا رحيم!

احتضنها رحيم قبل ان ينظر الي اميره التي تتابعهم بصدمه ظاهره في ملامحها .. خفض بصره عنها بعدما لاحظها تنظر اليه ثم ابتسم وهو يتحدث بحب : ماسه .. انتي جيتي ازاي ؟؟ ومقولتليش ليه انك جايه؟

اتبعدت ماسه عنه وهي تنظر اليه ثم تحدثت بابتسامه : حبيت اني اعملك مُفاجأه متل ما انت بتفاجئني كتير .. عرفت عنوانك من دان رفيقك وحبيت اني اجي لـ اليك ع طول حبيبي .. مفاجأه حلوه مو ؟!

رحيم بفرحه : طبعا طبعا دي احلي مفاجأه .. تعالي ادخل تعالي .

أخذها من يدها تحت انظار اميره المُستنكره لما يحدث .. أ رحيم يعرف شئ عن الرُقي في المُعامله!! أضحكها ذلك التخيل .. يبدو ان تلك المعامله التي يعاملها بها خاصه لها وحدها دونا عن الاخرين .. اتجهت الي باب البيت الذي كان مفتوحا للعيان وأغلقت الباب خلفها ثم استدارت وهي تستند علي الباب قبل ان تتجه الي الداخل وهي تستمع الي ضحكاتهم سويا ...

دلفت الي الداخل وهي تنظر الي تقاربهم هذا .. تذكرت انه لم يقترب منها هكذا قبلاً بل عفواً كان يقترب عندما يقوم بجذب خصلاتها علي سبيل المثال او ان يضربها .. يا لـ السخريه !!

رفع رحيم انظاره اليها وكذلم ماسه التي تحدثت بضيق : لك رحيم .. كيف انت بتتزوج واحده متل هي ؟؟

رفع اميره احد شفتيها بتهكم من جملتها وهي تنتظر اجابه رحي المتوقع الذي اجاب بنبره استهجان واضحه : ما انا فهمتك كل حاجه يا ماستي .. مجبور يا حبيبتي!

تحدثت اميره تلك المره بسخريه : والله يا حبيبته انا طلبت منه الطلاق بس هو اللي متمسك بيا متفهميش ليه !

نظر اليها رحيم بغيظ شديد قبل ان يعتذر من  ماسه وهو يتجه الي اميره ويأخذها من ذراعها بقوه تحدثت اميره بابتسامه مستفزه لـ ماسه : معلش يا روحي  .. ثواني ورجعالك اه سوري وو اللي راجعلك .

جذبها رحيم بقوه الي خارج الغرفه وهو يتجه الي غرفتها ثم دفعها بعنف وهو يتحدث بغضب : بقولك ايه .. لو فاكره انك كده بتستفزيني تبقي غلطانه اوي .

رفعت حاجبيها باستنكار لحديثه فتحدث هو وقد وصل لذروة غضبه : ماسه هنا مقامها اعلي منك .. يعني تحترميها وتقدريها انتي فاهمه لأنها هتقعد هنا !

صرخت اميره في وجهه بتوجس : نعم يا عنيا .. تقعد هنا فين ؟؟ في بيتي؟؟

رحيم بنبره مستفزه : مهواش بيتك .. ده بيتي انا وانا حر فيه مين يقعد ومين يمشي!

اميره بغضب : انت عايزني ابقي خدامه للصفرا اللي برا دي .. مش هيحصل يا رحيم!

امسك بمرفقيها وهو يضغط عليهم بقوه متحدثا : هيحصل ورجلك فوق رقبتك يا اميره .. متنسيش اني متجوزك عشان كده اصلا اوعي تنسي النقطه دي !

ترقرت حدقتيها بالدموع وهي تحاول ان تسحب ذراعها من بين يديه بينما هو يزداد في الضغط عليهم وهو يشاهد دموعها هذه .. تحدثت بوجع : حاضر  .. سبني دراعي .

ترك ذراعها وهو يبعدها بعيدا عنه قبل ان يتحدث وهو موليها ظهره : واضح انك بقيتي مبتجيش غير بمعامله خاصه .. وانا احب اني اعاملهالك جدا !

ثم تركها وغادر من الغرفه .. توجهت الي الباب وهي تغلقه خلفه ثم بكت بصمت شديد حتي لا يصل صوتها لـ الخارج وهي تكره كل تلك الظروف التي وضعتها معه ...

توجهت الي الفراش وهي تُخرج صوره من ذلك الدرج المجاور لها .. كانت صوره شاب في الرابعة عشر من عمره وبجواره فتاه يبدو انها في التاسعة من عمرها وتلك الابتسامه الطفوليه تحتل ثغرهما .. نظرت الي الصوره بدموع ثم بدون تفكير قامت بتمزيقها الي نصفين  وهي تنظر اليها وهي منفصله عن بعدها ...

فهي قد امتنعت عن التفكير من اجل انها اذا كانت فكرت للحظه واحده فـ كانت ستمتنع عن قطع تلك الصوره لهما .. فهي الصوره الوحيده التي معها تجمعهم سويا في صغرهم وقد قامت بشقها نصفين كما فعل هو بقلبها بل هو كان اكثر ظلما منها وقام بتمزيقه دون رحمه !

وقفت وهي تلقي الصره ارضا ثم مسحت دموعها وقد التمعت حدقتيها بانتقام وليحدث ما يحدث فهي لن تخسر أكثر مما خسرته .. غادرت الغرفه وهي تتجه الي الصلون الذي يجلسوا داخله ويتحدثوا بصوت هادئ وتحدثت  : تحبوا تفطروا دلوقتي ولا لا ؟؟

رفع رحيم انظاره اليها وهو يطالعها بشك من ذلك الاهتمام الغير مُطمئن بالنسبه اليه .. نظرت ماسه اليه وهي تتحدث بابتسامه : ايه .. لك انا كتير جوعانه .

نظرت اميره الي رحيم الذي لم يحيد بنظره عنها بادلته نظراته بنظرات عايثه وهي تتحدث بابتسامه ماكره : حيث كده بقي هقوم اعمل الفطار .

تركتهم وهي تتجه الي المطبخ حتي تُحضر الفطار اليهم وهي تعلم حيدا ما سوف تفعله .. نظر رحيم الي ماسه وهو يتحدث : انا مش مطمن!

نظرت ماسه اليه باستغراب وهي تتحدث : ليش عم تقول هيك ؟

رحيم بشك : مش اميره اللي تبقي مُطيعه ع طول كده .. لو لقتيها مش عامله حسابها في الاكل اوعي تاكلي انتي فاهمه !

ماسه بقلق : لك ليش عم تخوفني يا رحيم .

رحيم باستسلام : لازم للأسف تخافي يا ماسه .. اميره مش سهله!

بعد دقائق اتت اميره اليهم وعلي وجهها نفس الابتسامه وهي تتحدث : الفطار جهز يلا !

تركتهم وغادرت وهي تتجه الي الطاوه وتجلس عليها ثم اخذت تتناول طعامها بهدوء شديد وسط انظار رحيم وماسه الذين اتوا وشاهدوها وهي تتناول طعامها بذلك التلذذ .. جلست ماسه بجوار رحيم من الناحيه الاخر للطاوله ثم اخذت تتناول طعامها بحذر شديد وهي تشعر باحتكاك في جسدها ولكنها تاجهلته .. بعد ثلاث دقائق فقط شعرت برغبة عارمه في دخول الحمام مما جعلها تنهض مسرعه وهي تتحدث بصوت اقرب الي البكاء : وين الحمام .. بدي فوت ع الحمام !

وقف رحيم وهو يشير اليها بينما يتجاهل ذلك الاحتكاك الذي يتملك جسده وسط نظر اميره المتابعه وعلي جسدها ابتسامه تفشي عن سعادتها بما يحدث .. بعد دقيقه واحده اخذ رحيم يطرق علي الباب هو يتحدث بألم : ماسه .. اطلعي بسرعه !

فتحت ماسه الباب وهي عينها محمرتان بشده وتفرك جسدها بقوه .. لم ينتبه اليها رحيم الذي دلف الي المرحاض مباشره وهو يغلق الباب خلفه .. نظرت ماسه الي اميره بغل شديد وهي تتحدث : لك شو حطيتي بالاكل ؟؟

وقفت اميره وهي تنظر اليها مستمتعه بما تشعر به الاخري .. ركضت الي المرحاض من جديد وهي تطرق علي الباب بحده وهي تصرخ : لك رحيم اخرج هلا .. بدي فوت !

ضحكت اميره ليها وهي ترتشف من كوب عصيرها .. خرج رحيم من المرحاض ودلفت ماسه خلفه سريعا .. توجه الي اميره التي تقف تنظر اليه ثم امسكها من مرفقها بقوه وهو يصرخ بها : انتي عكلتي ايه !

اميره ببرود : ولا حاجه .. انا بس قولت اكسب فيكم ثواب واعملكم تنضيف معده مجانا !

شعر رحيم بالغضب الشديد منها فـ قام بدفعها بقوه وهو يتجه الي المطبخ ليُخرج علاج لـ هذا .. ابتلعه علي حين غره ثم توجه الي ماسه وهو يدفعه اليها من اسفل الباب وتحدث : ماسه اشربي ده وهتخفي .

ماسه بصراخ : لك  راح اشرب من الحمام وليك !

رحيم وهو ينظر الي اميره بحنق : والله انا مضمنش اي حاجه من المطبخ فـ اتنيلي اشربي  من الحمام واخلصي .

تركها قبل ان يتجه الي اميره من جديد وهو يتجاهل تلك الحكه التي اخذت تهدأ نوعا ما وهو يتجه به الي غرفتها .. دلف ثم اغلق الباب خلفه وهو يدفعها بعنف مما جعلها تسقط ارضاً .. نظرت اليه بفزع من هيئته تلك .. اقترب منها وهو يتحدث بغضب : ايه لعب العيال ده .. انتي مش عارفه تكوني انسانه نضيفه بقي.

اميره : انا نضيفه مع النضيف مش اكتر !

صفعها رحيم من ضيقه مما جعلها تبكي وتصرخ به : ارحمني بقي وابعد عني .. سبني في حالي وخليني اعيش حياتي .

اقترب منها بشر وهو يقبض علي فكها بقوه المتها : بموتك .. قولتلك موتك هو السبيل الوحيد انك تتحرري مني يا اميره .. غير كده فـ انا انتي هتفضلي تحت ايدي واعمل فيكي اللي انا عايزه .

تركها وغادر من الغرفه ولم ينس ان يغلق الباب خلفه بقوه افزعتها .. اخذت تبكي وهي تتمني ان تنتهي حياتها عند هذا الحد .. انتبهت الي صوت علي باب الغرفه ثم فٌتح وظهرت ماسه من خلفه وهي تتقد منها تنظر الي وجهها متحدثه بصدمه : لك شو ياللي عملته هاد يا رحيم !

نظرت اليها اميره بسخريه وهي تتحدث : جايه تشمتي فيا مش كده هو اللي بعتك !

شعرت ماسه بألم من تلك النبره التي في صوت اميره وتحدثت بحزن : انا مو جيت مشان اشمت فيكي متل ما عم تقولي وما هو اللي بعتي لاليك .. انا ياللي جيت بعد ما فل من البيت

التوت شفتي اميره بسخريه وتحدثت : واطمنتي اني لسه عايشه .. اتفضلي امشي بقي .

ماسه بتردد : لك رحيم ع طول بيعاملك هيك !

اميره بضحكه استهجان : ايه خايفه يعمل كده معاكي .. متقلقيش ده سبيشل خاص بيا بس .

ماسه : لك اميره رحيم بيحبك .. هو بيعمل كل هيك ميشان ...

قطع حديثها رحيم الذي عاد للمنزل بعدما شعر أن ماسه قد تفضح كل ما خطط له .. اقترب منها وهو يناظرها بغضب وهو يتحدث : انتي بتعملي ايه هنا معها ؟؟ امشي!

ماسه بصدمه : انا كنت عم بتكلم معها .. ما بيصح هاد اللي بتعمله

امسك رحيم بيدها وهو يغادر الغرفه قبل ان يتحدث : مع السلامه يا ماسه.

نظرت اليه ماسه بدموع قبلا ان تتجه وتأخذ حقيبتها وتغادر .. كان سيدلف الي الغرفه ولكنه وجد اميره تقف علي الباب تنظر الي ما يحدث .. اقترب منها وهو يتحدث بشك : قالتلك ايه ؟؟

شعرت اميره انه يخشي شي مما جعلها تتحدث بثقه : اكيد مش هقولك اللي هي قالته !

اتسعت حدقتيه من الغضب وهو يزيد من اقترابه منها وهو يتحدث بشر : اميره احسنلك تقوليلي هي قالتلك ايه احسنلك

_انسي.

قالتها قبل ان تركض منه في البيت بأكمله ووقفت في المطبخ .. اقترب منها وهو يمسكها وتحدث بغضب : فيه ايه ؟؟ ما تتنيلي قولي قالتلك ايه ؟؟

اميره بعناد شديد : مش هيحصل يا رحيم

امسك بمعصمها وهو يحركها وهي تُقاوم .. لم ينتبه الي يدها التي امتدت وامسكت بـ سكين سوا عندما تمدت اسفل يده وقد جحظت حدقتيها برعب .. نظر اليها بفزع من هيئتها .. عاد الي الوراء قليلا وصُدم من منظر السكين وهو داخل جسدها وتلك الدماء التي تنزف منها ...

وقعت ارضا ولكنه اسرع وامسكها بين يديه وهو يهتف بأسمها بشفاء مرتجفه : اميره !

نظرت اليه بتوهان وبأعين شبه مغلقه قبل ان تتحدث بسخريه : مش انت قولتلي خلاصي منك بـ موتي .. واديني هخلص منك اهو يا رحيم وهخلصك مني .. ياريت تكون فرحان !

أغمضت عينيها وقد سقطت يدها الي جوارها بينما هو حدق بها قبل ان يصرخ باسمها بصدمه : اميــــــره!
.........................................................
..... يتبع
#Nemo

 أسيرة قسوته المُعدلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن