تابع عمله على الحاسوب بنظراته الثاقبة ،مستندا بذراعيه القوي على مكتبه ذو اللون الداكن ،رفع قهوته المفصلة لديه ليرتشف بعضا منها بثبات ...
صدح صوت هاتفه ليعلن عن رفيقه المقرب فرفع هاتفه
-كويس انك لسا فاكرني
أستمع لما قال ليضيق عيناه بغضب :
_بالش تصيع عليا عشان أنت عارف أخري أيه ؟ ...
تأفف بغضب بدى على عيناه الساحرة :
–أو ك سلام..
وأغلق هاتفه ثم ألقاه جواره دون أكتثار ليكمل عمله عمله على الحاسوب بتركيز فائق...
أستمع لطرق الباب الخافت فسمح للطارق بالولوج لتدلف والدته العجوز مستندة على عكازها ليسرع إليها قائلا اليها بلهفة _أيه اللي قوم حضرتك من السرير؟ ..إنصاعت لمساعدته وأتكأت على ذراعيه حتى عاوزها على الجلوس على المقعد المقابل له ، رمقته بنظرة مطولة ثم قالت بسخرية : نزلت عشان عارفة أنك مش هتطلع وخصوصا أنكعارف على موضوع
ال هكلمك فيه ...
زفر "فر يد" بغضب ليشير لها سريعا:
ماما أنا مش عايز أتكلم بالموضوع دا كثير . .. انا نفذت حضرتك و اتجوزت اكثر من كدا مقدرش ...
قاطعته بحدة:هو أيه الي متقدرش؟ ..
أجابها ببعض الحرج:اني أكون زوج طبيعي معاها ... جحظت عيناها بصدمة:يا اخي هو انت مقربتلهاش!!..
تطلع لها بأستغراب ثم قال بلهجة ساخرة :وهي يعني مقالتلكيش..
رمقته بنظرة محتقنة بالغضب ثم قالت بحزن :و لا أتكلمت معايا في أي شيء أنا اللي مش عجباني طريقتك معاها و لا اسلوبك اللي تعاملها على أنها خدامة أو مريبة أتجوزتها عشان تربيلك بنتك مش اكثر ولا اقل. . دانت حتى مقعدتش معاها أول مرة من ساعة ما أتجوزتم ؟ ..
نهض عن مقعده بغضب :يوووه أنا مش هخلص من الموضوع دا ولا أيه ،بحاول ارضي حضرتك
وبرضو مفيش فايدة قولتلك مستحيل هتجوز بعد "ليان" وبرضو وافقت لما أصرتي عليا لكن غير كدا مقدرش ....
وجذب هاتفه ثم توجه للأعلى حتى لا يفقد التحكم بكلماته فيتفوه بشيئا قاسي لها!...************
بالأعلى ....
داثرت الصغيرة ببسمة هادئة ،عيناها العسلية تتابع كل حركة تصدرها ،حبها يكبر بقلبها يوما بعد يوم ،طبعت "ر يهام" قبلة صغيرة على وجهه قائلة ببسمة جميلة:تصبحي على خير يا روحي
م أغلقت الضوء وتوجهت لغرفتها المشتركة بينها وبين زوجها الذي لم تراه سوى مرات معدودة قبل أن يضع ستار من القمش الحريري البني ليقسم الغرفة بينهما حتى لا تراه ولا يتمكن هو من رؤيتها ولكنه يبقى معاها بنفس ذات الغرفة حتى لا تشعر والدته المريضة بشيء ! ...ولجت للداخل فنزعت حجابها بعدما تأكدت بأنها بالجزء المخصص لها ...بعيداً عن أنظاره ،صفنت أمام مرآتها بطريقة معاملته لها حتى نظراته القاسية ترعبها ،أطلقت تنهيدة حارة بعدما كبتت دمعاتها بصعوبة ثم خلعت فستانها الفضفاض لتبقى بقميصاً من القطن يصل لمنتصف قدماها ، أستدارت لتعود لفراشها حتى تستريح قليلاٍ ولكن كانت الصدمة حليفة لها ، تراجعت بضع خطوات للخلف بفزع وهى تحاول جمع كلمات تليق بما يحدث فقالت بأرتباك_أنت بتعمل أيه هنا؟ ...