الذئاب

في الصباح الباكر من يوم الاحد حضر ناعوم كريتشينوف لزيارة صهره ايفان ديجتاريوف.
ناعوم كريتشينوف رجل ليس بالمسن، حاذق، داهية وجذاب. ايفان لم يكن يحب حماه، وناعوم كان يحتمل ايفان رأفة بأبنته.

ناعوم: الا تزال نائما انت يا ايفان؟؟ ها..ها..على هذا النحو يا فانشكا(اسم تدليل لايفان)، يمكنك ان تغفو عن نعيم الدنيا والاخرة.....مرحبآ

ايفان: لا اشعر برغبة قوية فيه، ولا اسعى اليه، لا اتوق الى ذلك.

ناعوم: خسارة..هيا انهض..هيا بنا نحضر الحطب، لقد اخذت من الرئيس عربتي كارو بعد الحاج شديد وبالطبع ليس لوجه الله..تبا له، نحن بحاجة الى الحطب.

ظل ايفان راقدا بعض الوقت واسترسل في التفكير قليلآ ثم بدأ يرتدي ملابسه. هم بالحديث قائلآ: لذلك يرحل الشباب الى المدينة، لان هناك اذا انهيت عملك بأمكانك ان تتنزه كما تشاء...هناك مجال للراحة، اما هنا فالانسان كالملعون لا تجد الراحة لا ليلا ولا نهارا، حتى ولا يوم الاحد.

ناعوم: تريد ان تبقى بدون حطب؟!

سالت نيورا ابنة ناعوم زوجها ايفان ثم اضافت قائلة: اتى له بالحصان والادهى انه غير راض.

قال ناعوم معلقا على رأي ايفان: سمعت انه على المرء ان يعمل في المدينة ايضا.

ايفان: نعم يجب ان يعمل اعرف ذلك..كان من الافضل لي وبكل سرور ان اذهب للعمل في تركيب مراسير الماء وحفر مجاريها، واعمل بكل قواي مرة واحدة وفي المقابل احصل بعد ذلك على الماء والتدفئة بدون تعب.

ناعوم: ماسورة المياه شيء جيد ولكن المصيبة انك ستبقى نائما طوال اليوم...كفى هيا بنا لنذهب.

سالت نيورا زوجها اذا كان يريد الافطار؟
رفض ايفان...لم تكن لدية رغبة في الاكل.

علق ناعوم متطفلا: هل هذا لانك احتسيت قدحا لتطفىء سكرة البارحة.

ايفان: هكذا بالظبط يا صاحب الفخامة.

ناعوم: مفهوم..اذن ههههه ويحكي لنا عن ماسورة الماء...هيا بنا.

كان يوما مشمسا، صحوا والثلج يلمع ناصعا..ويسود الغابة هدوء غير مألوف.
كان عليهما ان يذهبا الى مكان يبعد حوالي عشرين فرستا(١.٦ كم) لانه غير مسموح بجمع الحطب في الاماكن القريبة.

كان في الزلاجة الامامية كان ناعوم يردد ساخطا: يا لها من لعنة هذه تنتقل من غابة الى اخرى من اجل الحطب.

كان ايفان غافيا في الزلاجة الاخرى، لقد هدهده سيرها الرتيب، اجتازا الممر وانحدرا الى وهدة مكشوفة واخذا يصعدان الجبل ، وهناك فوق الجبل ظهرت الغابة مرة اخرى كجدار ازرق.

لقد اوشكاان يصلا الى قمة الجبل...وهنا على مقربة الطريق رأيا ((خمسة)) بالتمام والكمال ... خرج خمستهم من الغابة ، يقفون، ينتظرون......خمسة ذئاب.