البداية

5 2 1
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله متابعيني الـ 10 فقط 🌚
كيف حالكم ؟
آسفة على السحبة الطويلة ..
بصراحة خشيت في فترة كئابة لأني وزني زاد 5 كغم .. 💔🌚
المهم ..
خليكم مع القصة الجديدة ..

جالسٌ متربعٌ على عرشه!
ينظر إلى العالم من فوق قصرهِ الواسعِ ..
مغترٌ بنفسهِ ومنصبهِ !
يضع ذلك التاج المرصع بأفخر أنواع الياقوت والألماس في العالم !
لحيتهُ القصيرة المهذبة ؛ والشيب القليل الذي يتخللها ؛ وشعره الأسود الداكن كاليل !
كان به قليل من الشيب على الجوانب يزيد ذلك الشعر جمالاً ..
شعره يصل حتى شحمة أذنيه ..

كان ينظر باستعلاء للخدم تحتهُ وهم يصبون لهُ الخمر والنساء يترقصنَ أمامهُ والمعازفُ واللهو حولهُ ..
والمائدة التي أمامه من أفخم أنواع الموائد على الإطلاق ؛ جميع أنواع اللحوم الفاخرة وكل مالذ وطاب من أصناف الطعام أمامه ..

لنخرج قليلاً ونرى الطبيعة الخلابة !
حيث هناك الرعاة يرعون الغنم ..
كان من بينهم راعٍ بشيبةٍ كبيرة ولحيةٍ عظيمةٍ ..
عيونه لوزيّة ..
خطوط الزمن قد رسمت تجاعيد على وجهه زادتهُ جمالاً ..
-المعذرة فأنا أحبّ كبار السنّ- .

كانت فتاة في الخامسة من عمرها تلعبُ حولهُ وتغنّي قائلةً :
الأغنام تأكل ونحن نرعاها ..
الأغنام تأكل ونحن نجني المال ..

طبعاً هذا العجوز يرعى غنم أهل المدينة وماشيتهم كلها ..
ويتفكل بطعامها وشرابها وجزّ صوفها ..
كانت تلك مهنتهُ مذ أكثر من 20 سنة !!
والجميعُ في هذا المكان الكبيرِ يحبّ هذا العجوز !

تبسّم العجوزُ بأسنانهِ الضعيفةِ التِي سقطَ الكثيرُ منهَا !
قال بصوتهِ الذي بهِ بحّةٌ جميلة : الماشيةُ تحبّ غنائكِ (سايريو) !
التفتت الطفلة نحو العجوزِ في ابتسامتهَا السّاحرةِ وعيونهَا المُتَلألِئةَ الطفوليةِ وقالت : هذا يسعدنِي يا سيّدي !
ضحك العجوزُ الجميلُ -أخبرتكمْ إن العجائزَ لطفاءٌ جداً- وفي وسطِ ضحْكَتهِ قالَ بِبحّةِ صوتهِ المعروفةِ : لستُ بسيدٍ يا آنستِي الصّغيرةُ ! بل أنا خادمٌ لكِ ولكلّ أنَاسِ هذا المكانِ !

مناظرٌ خلّابة في هذا المكانِ !
غروبُ الشّمسِ والشفقُ الأحمرُ !
تداخلُ الألوانِ في السّماءِ !
وتدرّجهَا ..
مناظرُ ساحرةٌ !
ويزيدُ المنظرَ جمالاً !
جمَال ذلك المكانِ ..
النّاس على أحصتنهَا تذهبُ نحوَ بيتهَا !
وعجوزٌ لطيفةٌ تضعُ فطيرةً لها على النّافذةِ حتى تبردَ قليلاً !
إنّ راحةَ الفطيرةِ لذيذةٌ وشهيةٌ !
ألا تشمّهَا ؟
والرّجالُ يعودونَ إلى بيوتهمْ في شغفٍ للقاءِ زوجاتهمْ وأولادهمْ !

بينمَا يعمّ الهدوءُ المكانَ والنّاس في عزّ فرحهم بما همْ فيهِ !
إذْ جاء فارسٌ ملثّمٌ على حصانٍ أسودٍ قاتمٍ !
يحملُ بيدهِ سيفاً بتّاراً !
وخلفهُ عشرةُ جنودٍ يركبونَ أحصنةً سوداءَ !

عندمَا رآهمْ أهلُ المكانِ ارتجفُوا وارتعبُوا كأنّما كان الموتُ يركضُ نحوهم !
دخل كلّ منهم بيتهُ ومن لم يدخل احتمَى واختبأَ تحتَ أو خلفَ أيّ شيءٍ ..

كانَ العجوزُ ذُو الشيبةِ عائداً بأغنامهِ والفتاةُ (سايريو) تغنّي وتؤلفُ وهي تلفّ حولَ نفسهَا بسعادةٍ وفرحٍ!
قالت الفتاةُ ( سايريو ) : يا سيدي ! هل تظنّ أن الأغنامَ تُحبّنِي ؟؟
ابتسمَ في حنانٍ واضعاً يدهُ على شعرهَا الأسودِ وكأنمَا هو الليلُ ذاتهُ قائلاً ببحةِ صوتهِ المعروفةِ : بالتأكيد يا (سايريو) أنتِ تسقينهمْ وتنظّفينهمْ معي وهمْ سيحبّونك بلا شكّ !!
نظرَ العجوزُ للشمسِ التي تكادُ تغيبُ بين الجبالِ وقالَ بهدوءٍ وحكمةٍ : الاهتمامُ يورثُ الحبّ ! .. الاهتمامُ يفرحُ القلبَ .. الاهتمامُ يسعدُ النفسَ ويدفءُ القلبَ !!

لنذهبْ للملكِ الوسيمِ الذي يتربعُ على عرشِهِ !
جالسٌ في سلامٍ يراقبُ الغروبَ بلون الشفقِ الأحمرِ !
ابتسمَ وسطَ سلامهِ ابتسامةَ سعادةٍ تبدو للناظرِ وكأنّهُ قدْ رآى جنّةَ الخُلدِ أمامَ عينيهِ !
قال وسط تلك الابتساماتِ بفرحٍ لا مثلهُ فرحٌ : الشفقُ الأحمرُ .. لونهُ يشبهُ لون الدمّ ! لونَ النّار ! لونَ عذابِ أولئكَ الفلّاحينَ وأرواحهمُ القذرةُ تُزهقُ!!!
ثمّ ضحكَ بكلّ هدوءٍ ضِحكةً موسيقيّةً جميلةً تجعلكَ تترقصُ على نغماتهَا !
ضحكةً لو سمعتْهَا الثّكْلَى تضحكُ من جمالهَا !
قال بعد ضحكتهِ الغنّاءِ وسعادتهُ في أقصاهَا : متأكدٌ أنّ الفرسانَ السّودَ قدْ أدّوا عملهمْ ! ..
ثم تبدّلتِ النّظرةُ في عينيهِ إلى نظرةٍ غاضبةٍ وقالَ : وإلا .. فإنّ رُؤوسهم ستُعلّقُ في ساحةِ القصرِ كمنْ قبلهم ! ..
تلا كلماتهِ تلكَ صوتُ ضحكتهِ الغنّاءِ في الآفاقِ متردّداً بسببِ الصّدَى !

البيوتُ مدّمرةٌ !
تحترقُ ..
صُبغَ العشب باللونَ الأحمر !
لمْ تبقَ شجرةٌ !
ولا عجوزٌ ولا طفلةٌ !
لا حيوانٌ ولا طيرٌ !
المكانُ أصبحَ كساحةِ حربٍ مهجورةٍ تماماً !

وقفَ العشرةُ السّودِ بأحصنتهم وظلّ قائدهم المُلَثُمُ بالأسودِ يحركُ مُقلةَ عينيهِ اللتي كانت الشيء الوحيد البادِي منْ وجههِ !
قال بصوتٍ خشنٍ ونبرةٍ مخيفةٍ وكأنهُ ثُعبانٌ : هل أحضرتم ما طلبهُ خبيثُنَا ؟
ردّ عليهِ أحدهم بكلّ ثقةٍ : رأسُ الزّعيمِ على هذه القبيلةِ موجودٌ في حقيبتِي! ..
ردّ بهدوءٍ : أحسنتَ صُنعاً !! لدينا مكانٌ آخرٌ نذهبُ إليهِ ! ..
نظروا للأُفقِ وقال أحدهم : سايريو !

يُمكنُكَ أنْ تتغيّرَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن