أريانوس

4 2 2
                                    

وصل الجنودُ السودُ إلى قصر الملكِ !
دخل زعيمهم الملثم إلى القصر ببرود وفي عينيهِ بعض الشرود !
وصل للقاعة الرئيسيةِ بخطواتهِ الواثقةِ متجاهلاً الحُراسَ الكبارَ مفتولِي العضلات!

وقف أمامَ الخبيثِ قائلاً بثقةٍ : هذا ما طلبتهُ !!
ورمى لهُ كيساً أسوداً ..
عندمَا سقط الكيسُ على الأرضِ فُتِحَ وبدأتَ ترى ما بداخلهِ !
ارتسمت على وجهِ الملكِ الوسيمِ ابتسامةُ رضَى وفرحٍ وقالَ في سعادةٍ : أحسنتَ صُنعاً ! أنهيتُم المهمّةَ في وقتٍ قياسيّ !
قال المُلثّمُ بحدّةٍ : والآنَ .. أعطنِي ما وعدتّنِي بهِ ( أنذرنيكوس )
قال الملكُ بحدّةٍ وصراخٍ : ( زاك ) !!! اخرس !!! .. أنا الملك هنا !! .. إن ناديتني باسمي مُجدّداً فـ ..
قال ( زاك ) ببرودٍ قاتلٍ : ماذا ؟؟
صمت الملكُ في غضبٍ ثم ابتسم باستفزازٍ وقال بنبرةٍ أكثرَ استفزازًا : تذكرُ لماذا أنتَ هنَا ؟ زاك !
طأطأ ملثّمنَا رأسه بغضبٍ وهو يقبضُ يدهُ بقوة وكانت ترتعشُ ..
أكمل الملك بنبرتهِ المستفزّة : أنَا الملك ! .. وأنت خادمي .. كائناً من كنتَ ..  أنا الملكُ ! .. الملكُ ! .. أحبّ سماع آهَاتِ المعذّبينَ ! وشربَ دمائهمْ .. رؤيةَ وجوههمْ تنظرُ إليّ بعينِ الرجاءِ والذّلّ ! .. ودموعهم التِي تنصبّ طويلاً ! .. كلّ هذَا .. يسلّيني من الملل الذي أشعرُ بهِ ! ..
قال زاك بصوتٍ هادئ : سيقتصّ اللهُ منّا ! ..
فقال الملكُ باستفزازٍ واستكبارٍ : زاك ! .. هل لا زلتَ تُصدقُ حكاياتِ جدتك ؟ .. أنت رجلٌ راشدٌ !
ردّ زاك الملثّمُ بهدوء : أفهمُ من كلامكَ هذا أنكَ جحدتَ وجودَ الله ؟ ..
ابتسم الملكُ ابتسامةً عريضةً وقال في ثقةٍ : إنْ كانَ موجوداً .. لا بدّ أنه يحبّ سماع آهاتِ المُعذّبينَ مثلِي .. فبيننَا شيءٌ مشتركٌ .. أليس كذلكَ .. ( زاك ) ؟؟
لم يجب زاك بل غادر المكانَ في هدوء وثقلٍ ...

بعد هذهِ المحادثةِ الطويلةِ بينَ ( زاك ) و ( أنذرنيكوس ) ..
نذهبُ للجانب الآخرِ لنرَى العجوزَ اللطيفَ !

كانَ العجوزُ يمرّ على أهلِ المكانِ يُسلمهمْ ماشيتهم ..
والفتاةُ تترقّصُ حولهُ وتغنّي ..
هبّت رياحٌ قويّةٌ ؛ كانت تلكَ الرّياحُ تحملُ معهَا رائحةَ الأزهارِ الربيعيّةِ الخلابةِ !
ابتسمَ العجوزُ مغمضاً عينيهِ وقال : لقد اقتربَ الموعدُ ! ..
قال رجلٌ من خلفهِ وهوَ يضع يدهُ على خصرهِ بفرحٍ : أجل يا عمّ !
كانت ( سايريو ) تنظرُ إليهم في فرحٍ ومن ثَم قالت وهو تدور حول نفسها : سيكون حدثاً جميلاً ! ..

إنهُ مهرجان الرّبيع !
لم يبق عليهِ إلا أيّامٌ معدودةٌ !
وكلّ السّكان تغمرهم النشوةُ والصبابةُ !
لأنّ هذَا ببساطةٍ الحدثُ المهم الوحيدُ الذي سمحَ لهم خبيثهُم بالاحتفالِ بهِ !

نذهبُ للملك !
حيثُ ترى الملكَ ينظرُ ناحية الجدارِ !
اوه .. يبدُو أنهُ يُعلقُ شيئاً ما ..
لنرى ماهذَا ؟؟

ابتعدَ ( أنذرنيكوس ) وهو يبتسمُ في سعادةٍ غامرةٍ !
إنّك ترى المُعلق على الحائط الآن صحيح ؟
إنهُ رأسُ زعيم القبيلةِ العجوزِ المسكين !

يُمكنُكَ أنْ تتغيّرَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن