تفضل اقرأ

1 1 0
                                    

طلعت شمسٌ جميلةٌ مبشرَةٌ بيومٍ جديدٍ ! ..
غادرَ على إثرهَا ( انذرنيكوس ) الملك الخبيثُ ..
منافقاً أهل القريةِ بالمحبّةِ والشكرِ ومودّعاً العجوزَ الطيّب ( أريانوس ) بابتسامةٍ مزيّفةٍ جميلةٍ !

في وادٍ بعيدٍ قليلاً يقودُ لقريةِ ( سايريو ) !
يسيرُ الـ 10 جنودٍ ملثمينَ مُتعبينَ ..
خلفَ قائدهم ( زاك ) ..

ما يميزُ زاكَ عن البقيةِ هوَ أنّ لثامهُ مختلفٌ ومعروفٌ جداً عندَ جميعَ أهلِ البلدِ !
يتمّ إرسالُ هؤلاءِ العشرة يلقبونَ بـ ( القتلةِ السود )
لأن لثامهم أسودُ ؛ أحصنتهم سوداءٌ ؛ وسيوفهمْ سوداءٌ ! ..
قناعُ زاكَ أو لثامهُ عبارةٌ عن قماشِ طويلٍ يلفّهُ حولَ رأسهِ ..
-يشبهُ المومياءَ المصريةَ- .
كُلّ ما يبدُ منهُ هوَ عينهُ اليُمنى وفمهُ لا أكثر !
سأرسمهُ لكم لاحقاً لتفهَموا قصدي أكثرَ !
قال أحدُ القتلةِ من خلفهِ في تعبٍ : ( زاك ) ! .. نحنُ متعبونَ جداً !
نظرَ لهم بعينهِ جانباً وشدّ لجامَ حصانهُ ملتفتاً نحوهم وتوّقف !
قالَ بصوتٍ هادئٍ مخيفٍ : فلنسترحْ حتّى وقت الزّوال ! ..
استغربَ القتلةُ من موافقتهِ ..
فهو في العادةِ لا يوافقهم في شيء أبداً بل ويعاندُ كلامهم قصداً ..
يرغمهم على الانصياعِ لهُ ..
معَ ذلكَ هم يحترمونهُ ..
لا أدرِ هل يتحرمونهُ خوفاً منهُ ! .. أو حُباً فيهِ !!
ربمَا كلاهما ..
أزيدكم أنّ ( زاك ) أصغرهم سنّاً !
لكنّهُ أقواهم جسماً

ترجّل ( زاك ) عن فرسهِ الأسودِ ..
وجلسَ على الأرضِ ..
نزل القتلةُ -بقيتهم- وجلسوا بجانبهِ ..
أنزلَ أحدهم كيساً كانَ فيهِ بعضُ الخبزِ ..
وتناولوهُ ..
بينمَا لم يأكل ( زاك ) بل ظلّ جالساً في هدوءٍ مستنداً بظهرهِ على الصخورِ خلفهِ ..
تاركاً الحلقةَ التِي كوّنها الفرسان العشرةُ ..

قال أحدُ القتلةِ للآخرِ : هل لاحظتَ شيئاً غريباً ؟!
ردّ عليهِ ببرودٍ : تعنِي ( زاك ) ؟
قال وهو يومئ برأسهِ : نعم ! ..
ردّ : نعم ليس من عادتهِ أن لا يأكل معنا .. ثم إنهُ لم يقم بوصفِ شعورهِ وهو يقطعُ النّاس أمامهُ كالعادةِ ..

التفتَا نحوهُ ليجداهُ نائماً وهوَ جالسٌ يربّعُ يديهِ ويجلسُ متربعاً أيضاً ..
قال أحدهم وهو ينظرُ إليهِ ويضحك : إنّ هذا الشخص قد قتلَ ضميرهُ فعلاً ! .. انظروا إليهِ كيف ينامُ ويبدو بريئاً كالأطفال !! ..
ضحكَ أولئك القتلةُ ضحكاتٍ عاليةً تردّد صداها في الوادي ..

لنذهبَ للملك ..
كانَ مسرعاً على حصانهِ وهو يفكّر في عدّةِ خططٍ لتدميرِ القريةِ ..
وهو في الطّريقِ ..
التقَى بـ ( زاك ) وبقيةِ القتلةِ نائمينَ ..
ابتسمَ الملكُ في استفزازٍ وقال بصوتٍ خافتٍ جميل : ( زاك ) ... إلى أين أنت ذاهبٌ ؟
ثمّ ترجلَ عن حصانهِ في هدوءٍ ..
اقتربَ من ( زاك ) واضعاً يدهُ على كتفهِ ثم حرّكهُ ببطءٍ وكأنّه أبٌ يوقظُ ابنهُ ..
فتحَ ( زاك ) عينهُ وقال بصوتهِ النعس : ماذا تريد ؟
نظر الملك له وقال : غيّر وجهتكَ مبتعداً عن هذه القريةِ بأمرٍ منّي !
نظر لهُ ( زاك ) في برودٍ يفوقُ التّصوّر ولم يردّ ..
أكمل ( أنذرنيكوس ) بفرحٍ : لدي خُطّةٌ رائعةٌ لقتلِ سكّانِ هذه القريةِ ببطءٍ ! ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 14, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يُمكنُكَ أنْ تتغيّرَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن