الفصلُ الثانِي؛ طقوسُ تأمل

19 3 27
                                    








الطقسُ جميلٌ هذا الصباح، قِطع الغيوم البيضاءُ  الصَغيرة إِستولت عَلى السماءُ
ذات اللونِ الأزرق الفاتح
لِتُزيدها جَمالاً بعيناي،

❞ أتمنى أَن يكونَ يومي
رائعاً كهذا الصباح  ❝

و كالعادة أحدثُ نفسي بينما أفعلُ
حركات بيدي. و قدمي مقنعةٌ نفسي إِن الذي أفعلهٌ من هراءٍ الآن هو رياضة صباحية،

بآخر فترةٍ قَد راودني إِهتمامٍ مُفاجئ
بِالفن و الرَسم و اللوحات، و كذلِكَ الرسامين الذينَ إِشتهروا عَلى مدى قرونٍ
طوال بلوحاتهم و أسلوبهم بِالرسم،
و لَم أمنع يَداي مِن طباعة بعضِ الأحرف
فِي مكان البحث الخاص بمواقعُ التَواصل الأجتماعي. باحِثةَ عَن حسابات أشخاصٍِ خاصةٍ بِالرسم،

هَوسي هذا بدأ منذُ شَهر و السببُ اكيد ذلِكَ القابع خَلف السور الفاصل بَين مَنزلينا،
لقد وضعتُ فكرةٍ ببالي أَن ارسمهُ قبلَ
عِدة أيام بَينما هو مشغولُ كعادتهِ بالرسمِ فيِ حديقةِ منزلهِ بَينما هو يقوم بتلطيخِ لوحتهِ البيضاء بالالوان
التِي بدأتُ أحسدها بِالفعل،

و حسناً رسمتهُ و كانتْ النتيجةُ حرفياً كارثية جعلتهُ صاحِب جبهةٍ كَبيرة و شعرٍ يبدو كصوف غنمٍ ملون
بعيداً عن عينيهِ التي كانت واحدةٌ كَبيرة ككرةِ غولف
و الأخرى صَغيرة كأنها حبة فاصولياء قبيحة

❞ إِغفر لِي كِيم تاهيونغ ❝

بنبرةٍ خجلة تكلمتُ مع نفسي عَلها تخجلُ مِن نَفسُها
عَلى تشويهها ملامحٍ ملائكيةٌ كخاصتهِ الفاتنة،
في نهايةُ المطاف طويتَ الورقة و وضعتُها باحدى
أدراجِ مَكتبتي، لَم يُطاوعني قَلبي عَلى رميُها
فِي القُمامة فَهي عَلى الرغمِ مِن بشاعتُها إِلا إِنها تخصهُ،

توجهتُ للنافذةِ لبدء طقوسِ التأمل المُعتادة
بَعدما أستحميت، حتى أَنا لَم أتوقع إِنّي بهذا النشاطُ اليوم
و قد أستيقظتُ الساعة السابِعة إِلا سبعة
و خمسينَ دقيقة، مُبهر صحيح ؟
ربما لأني لا أريد أَن أعيد أحداثُ أمس مَع والدتي
فالحذرُ واجبٌ مع الوالدات يا رِفاق، بعيداً عَن الثرثرة

اللامُتناهية خاصتي لقد رأيتهُ يخطو للحديقة
و يا إِلهي قد خطف أنفاسي بِالفعل
بذلِكَ القميصُ الفضفاض ذو اللون البني الفاتِح
مًع البِنطالُ الضيق الأبيض اللون الذي يلتفُ
بِمهارةً حول فِخذيهِ مُبرزاً إياها

❞ أَنا شاكِرة لكَ يا إِلهي على خلقكِ جمالٍ كهذا ❝

بنبرةٍ حالمة تفوهت بَينما أضعُ كفي يدي تحتَ ذقني
اراقبهُ بوضعيةٍ أفضل، جلس عَلى المقعد
أمام لوحته التي أغارُ مِنها بينما يحملُ بيديه اليسرى
ألوانٍ مختلفة كانت الفاتحة مِنها هِي الطاغية،
بينما يدهِ اليسرى تحملُ فرشة الرسم،
حركت نسمةُ هواءٍ ربيعيه خصلاتِ شعرهِ السوداءُ الطويلة

مُبرزة جَبينه المثالي ليبدأ بِاللمعان داخل مُقلتا عينيّ،
هو فقط جميلٌ بدونِ فعل شيءٍ يُذكر،
هل أَنا الوحيدة التي تراهُ أجمل مِن جميعُ اللوحات
التي رَسمها فنانين قُدماء و جدد على مختلفِ العصور؟
إِنهُ يسببُ آلامٍ حُلوة بقلبي و لا امانع ذلِك الالم
طالما هو صادرٌ مِنهُ، اخرجني مِن سرحاني

و تغزلي بهِ نسمةُ هواءٍ باردة لترتعش اطرافي بخفةٍ
فأقرر غلق النافذة منذُ أنهُ حانَ وقتُ الأفطار
و أَنا لستُ مُستعدة لسماع توبيخُ والدتي،
سدلت الستائر ذات اللون الزهري الباهت متوجِهة
لحاسوبي لأغلقهُ فتمتمتُ بصوتٍ خفيض

❞ سأتعلمُ رسمك كيم
تاهيونغ حقاً سأفعل ❝





لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 29, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خَلفَ السُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن