الفصل الثامن ..🌸

211 12 1
                                    

"لكنى تعبت لأن أراك تبتعد ، وانت بداخلى تسكن .."
====
_متقلقوش يا جماعة ..خير ان شاء الله .. هى حاليا حالتها مستقرة .. بس مش عاوزين ليها اى مجهود .
قالها الطبيب بعملية وهو يطمئنهم على حالة جدتهم .. فتنفسوا الصعداء وهم يتسألوا اذا كان من الممكن أن يروها .. فسمح لهم الطبيب .. و هم الان جوارها ملتفين حول فراشها بالمشفى !

_الف سلامة عليكى يا عمة .
قالتها جميلة وهى تربت على كتفها برفق .. فابتسمت سلوى بضعف وهى تقول :
_الله يسلمك يا بنتى .
_خوفتينا عليكى اوى يا تيتا .
قالتها فيروز التى كانت الان تمسك بيدها ثم تستطرد :
_الف سلامة عليكى .. ان شاء الله هتبقى بخير .
ابتسمت لها جدتها وهى تقول بوهن :
_يا بنتى معدش في العمر قد إللى راح .. انا إللى خايفة عليكى .. و نفسى اطمن على امانتى قبل م أقابل ربنا .

همست فيروز بتأثر وهى تشدد على كفها بعدم وعى .. و قد ساءها حقاً الاتيان بهذا الذكر الان :
_يا تيتا متقوليش كده .. ان شاء الله هترجعى معانا وتبقى كويسة .
_عايزانى ابقى كويسة ؟
اومأت فيروز بحرارة .. فيما قالت جدتها بوهن :
_خلينى اطمن عليكى يا حبيبتى .. اختارى مستقبلك يا فيروز .. متسيبيش نفسك متعلقة كده .. لانتى طايلة سما ولا ارض .

اضطربت فيروز وهى تقول بارتباك :
_يا تيتا بس ......
_مفيش بس يا فيروز .. انتى و رائد بتحبوا بعض .. رائد هيحافظ عليكى يا فيروز .. انتوا ملكومش غير بعض يا حبيبتى .
ابتسم رائد وهو ينظر لهم بأمل .. فيما كانت ملامح سفيان عادية جداً .. لا تنم عن اى شعور .. وهو يراقب الوضع أمامه كنوارة التى كانت الأن فى اقصى مراحل توترها ..
القرار الان بيد فيروز .. اما ان تحكم على قلبها ب "الوأد حياً" .. و اما تمنحه "قبس الحياة" من جديد !!!

_اللى تشوفيه يا تيتا .. كل إللى انتى عاوزاه هيحصل .
قالتها فيروز أخيراً حاسمة الأمر وهى تربت على يد جدتها .. قبل أن تستدير خارجة من الغرفة نهائياً ...
لكن ، قبل أن تخرج من الباب التقت عيناها بعينى سفيان لوهلة .. فوجدته مبتسماً ، مشجعاً ، وكأنه يدعمها دون قول .. انا معكِ اياً كان قرارك !!!!

خرجت فيروز من الغرفة وهى تخفى توترها بصعوبة .. بينما تقدم سفيان من رائد المبتسم ، فربت على كتفه من الخلف وهو يقول بحفاوة :
_مبروك يا رائد .
_الله يبارك فيك يا سفيان .
قالها رائد بابتسامة تلاشت تدريجياً .. قبل أن يتنحنح بحرج وهو يردف :
_هو يعنى .. كده المفروض انه .....
اتسعت ابتسامة سفيان وهو يربت على كتفه مجدداً مع قوله المتباسط :
_عارف عارف .. بكرة ان شاء الله هاخودها و هنروح نتمم إجراءات الطلاق فى المحكمة .

ابتسم رائد إبتسامة مهتزة وهو يومئ دون حديث .. ابتسامة سفيان الطيبة تطمئنه .. لكنه أيضاً لا يأمن تدابير القدر ... و قد علمته الأيام ألا يأمنه !!
فلا يأمن مكره الا المغفلون !!

صوت إغلاق الباب .. او صفق الباب جاءهم حاداً بعد خروج نوارة من الغرفة بالكثير من العصبية .. والتى تعجب لها الجميع .. لكن لا أحد أعطى للأمر اهتمام !!
عدا سفيان الذى كانت عيناه فوق باب الغرفة لوقت طويل وهو يبتهل داخله أن تسير الأمور على خير ..!!
=====
يومان مرا ...
يومان .. وهى مازالت حبيسة غرفتها فى بيت ابيها المزعوم .. ترجو الله كل لحظة ألا يتم الأمر ..!!
هى لا تكره الخير لاختها .. لكنها تحبه !!
و يشهد الله عليها !
هى لم تلتقيه وجهاً لوجه قبل ذلك فى شبابها ..
لكن طفولتهم المشتركة -بكل ذكرى فيها- تحوم فى ذاكرتها .. وكأنها أُصيبت بمتلازمة الذاكرة الفولاذية عند هذه الذكريات القليلة ..!
صوره التى ظلت تجمعها على مدار السنوات من كل مكان على مواقع التواصل .. مازالت لديها .. حتى أنها قامت بتحويل بعضاً منها إلى صورة مطبوعة !!
و لا تزال تهيم فيه دون سبب مقنع !
حقاً .. دون سبب مقنع !!
هى لم ترى منه شيئاً لكل هذا الحب .. هى لم ترى منه سوى خذلان بالأساس!
ومع هذا تعشقه !! و هذا ما يحيرها فى أمر نفسها ..
و يحيرها كثيراً فى الواقع ..
لكنها على كل حال .. تحبه و كفى بهذا قيلاً !!

ربيع بلا وردات | دنيا محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن