الفصل التاسع ..🌸

224 11 1
                                    

"أؤمن أن الأشياء  التى تحدث دائماً رغم كل شئ .. رغم اعتراضنا ، رغم خوفنا من التبعات ، رغم كل العثرات ،ورغم حذرنا .. هى الصحيحة تماماً ؛ لذلك  ثق دائماً بأن الله معك .. و أمن بقدرك .. لأن الله قدّر .. و قدر الله دائماً خير ..!"
=====
عينا رائد التى كانت الان فوق يديهما المتشابكتين .. انتقلت الى عينى نوارة جواره وهو يفتعل المرح و الضحك وكأنه لم يراهم لتوه ..
تعجبت نوارة من تبدل حاله المفاجئ .. لكنها جارته فى الحديث حتى وجدته يصمت أخيراً بابتسامة وهو يقول لمن خلفها :
_حمدالله ع السلامة .. نقدر نقول مبروك !؟

اطرقت فيروز برأسها أرضاً دون حديث .. بينما سفيان ابتسم وهو يواجه رائد قائلاً باتزان :
_تقدر تقول مبروك !

كف فيروز الذى ارتجف بين يده .. اخذ يشد عليه ويمنحها دعمه .. فأخذت نفساً عميقاً وهى ترفع رأسها نحو رائد تنوى قول شيئاً ، قطعه هو بمبادرته :
_مبروك يا فيروز .. مبسوط انك اخترتى صح .

فغرت فاها تريد قول شئ .. لكنها لا تقوى .. الكلمات تذوب على ضفاف شفتيها فلا تجد فى ابجديتها شئ .. اى شئ  تقوله فى موقف كهذا ..!
لكن رائد -الذى استقام واقفاً فجأة- رحمها بانسحابه مع قوله :
_تعالى يا نوارة .. تيتا ف البيت .. ندخلها .

تلقائيا مشت نوارة خلفه وهى فاغرة فمها على اتساعه .. صدمة !!
لم تكن تتوقعها .. لكن رائد فعل .. و أصاب توقعه !!
لكن هل هى واعية لمعنى هذا الان !؟؟

لم تفيق من صدمتها الا على رؤية جدتها وهى تحتضنها برفق .. حالتها تحسنت فى العدة ايام الماضية .. بينما هى لم تكن تزورها !!
أخيراً .. جلست جوار جدتها التى تسائلت بصوت منخفض :
_فيروز وسفيان لسه مجوش يا رائد ؟

اومأ رائد وهو يقول دون تعبير :
_لا .. جم يا تيتا .
_خلصوا إللى كانوا بيعملوه ؟
صمت رائد للحظة .. قبل أن يهز رأسه نفياً .. مما جعل جدته تقطب حاجبيها بتوجس .. ليقول هو بهدوء :
_مطلقوش يا تيتا .. هما اختاروا يكملوا .
ازدردت سلوى ريقها بتوتر وهى تشعر بأن خلف هدوء رائد هذا الكثير من الثوران !!
صمته الذى يملؤه الضجيج يفضحه .. لكنها حقاً شاكرة له هدوئه هذا !!
فهى رغم كل شئ .. لا تريد إفساد فرحة فيروز !
هما اختارا .. وهما ليسا بصغاراً !!

دلوف فيروز بجوار سفيان الغرفة .. زاد الصمت على الأجواء .. و لكن مظهرهما كان أبلغ من اى حديث !!
فابتسمت جدتهم وهى تشير لهم بالاقتراب .. فافتربوا منها سوياً ، فيما تراجع رائد للخلف مفسحاً لهم المجال ..
حينها ربتت جدتهم على كفيهما المتشابكين وهى تقول بابتسامة :
_ربنا يكتبلك الخير يا بنتى اياً كان .. المهم تكونى مبسوطة .
ابتسمت فيروز وهى تومئ مؤكدة بقولها :
_مبسوطة يا تيتا والله .. ربنا يخليكى لينا .

رمقتها جدتها بنظرة اخيرة قبل أن تنقل بصرها نحو سفيان وهى تقول :
_مش هوصيك عليها يا سفيان .. زى م اختارتها تتحمل مسؤوليتها من بعدى .. العمر مش دايم يابنى .
_متقوليش كده يا تيتا .. ربنا يطولنا فى عمرك .. فيروز فى عنيا والله .. انا بحبها و هحافظ عليها .

ربيع بلا وردات | دنيا محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن