حادثة قتل...في بيتي ؟!

53 5 9
                                    

تجمدت وصال في مكانها و لم تعلم ما عليها أن تفعلهه أو تقوله ، لقد صدمت صدمتا شديدا فهيا لم تتوقع أبدا أن طلال يفكر في خيانة نسمة معها ، قاطع طلال حبل أفكارها قائلا : أرى أنك قلقة -ثم ضحك ضحكتا خفيفتان و قال بعدها - لا تقلقي لن تعلم نسمة بشيء ستبقى علاقتنا سرية و من ثم سنتزوج بالسر.
ثم أخرج خاتما كانت في علبة على الطاولة ،  رفع يده أمام وصال مقدما الخاتم لها و قال : أعدك يا وصال أنني سأقدم لكي أجمل حياة قد تحلم بها أية فتاة ، سأحقق لكي كل رغباتك ، و لن أدعك تحزنين أبدا .
و بعد أن أكمل كلامه أخذت الخاتم من يديه بقوة فقال لها طلال : لقد أردت أن أضع لكي الخاتم بنفسي لاكن...  و قبل أن يكمل كلامه صفعته وصال على وجه ، ثم نظرت إلى الخاتم بشمئزاز و بصقت عليه ثم رمته على طلال ، لم يتسنى لطلال أن يفعل أي شيء فقد حدث كل شيء بسرعة ، ثم قامت من كرسيها و هيا تدفع الطاولة بقدمها و تشد السفرة بيديها ، فسقط كل الطعام على الأرض ، وأنكسرت كل الأواني ، كما أنقلبت الطاولة نحوا جهة طلال فأسقطته معها ، و عمت الفوضى المكان كله ، وبعدها قالت وصال بغضب و بصوت عالي و حاد : ايها الكلب الحقير ! كيف يطاوعك قلبك على خيانة نسمة المسكينة ! إنها تحبك و تبذل قصارى جهدها لكي تكون راضيا عنها و تحبها ! و تعتقد أيضا بأنني سأقبل بذالك ! فالتذهب إلى الجحيم يا عديم الأصل !.
و بخطوات سريعة إستدارت وصال و خرجت من شقته دون أن تستدير ، ركبت دراجتها النارية و أنطلقت بسرعة إلى بيتها
تاركتا طلال غارقا في غضبه و حقده ، فقد كان طلال شخصا قويا ذا كبرياء و غرور ، و لم يسبق له أن اهين من قبل أو تمت معاملته بهذه الطريقة ، و لم يفكر أبدا أن وصال قد ترفضه فهو شخص جذاب و أنيق ، و كثيرات هن من أردن أن تكن حبيبات طلال ، لاكن وصال كانت مختلفة عنهن تماما.
طلال : وصال إنتظيري !!!
وصال : ماذا ، طلال ، ماذا تريد .
طلال : لقد كان مجرد مقلب.
وصال : ماذا !؟
نسمة : كان مجرد إختبار كي أتأكد من أنكي صديقتي.
وصال : أنتي هنا أيضا يا نسمة ؟
نسمة : أجل أنا آسفة لأنني قمت بهذا المقلب عليكي .
وصال : إذا كل هاذا كان مجرد تمثيل.
طلال : هههههه ، و هل تعتقدين أنني قادر على خيانة نسمة.
و صال : لقد إعتقدت ذالك لفترة ، في الحقيقة إنك تمثل بشكل رائع يا طلال.
ثم رن هاتف وصال فأخذته من جيبها و لاكنها لم تستطع إطفائه فقد كان يرن و يرن ...
رفعت وصال رأسها بسرعة و أخذت  تتنفس محاولتا تهداءت نفسها.
و أخيرا ، عادت إلى الواقع و أدركت أنها كانت تحلم و أن صوت الرنين لم يكن سوى صوت المنبه في هاتفها ...تذكرت أن تلك المحادثة بأن الأمر كله مقلب مجرد حلم لا غير ، فلقد عادت إلى بيتها ليلة البارحة و اصتدمت بالجدار ثم سقطت على الأرض ، لم تتحدث إلى أحد و أستلقت على سريرها ثم نامت دون أن تدرك ذالك .
وصال بصوت حزين : ليت الأمر كله كان مقلبا حقا.
لم تكن وصال تدرك ما عليها فعله الأن ، هل عليها إخبار نسمة بما حدث مع طلال ، أم أن عليها إبقاء الأمر سرا ، كانت وصال حائرة جدا ففي كلا الحالتين ستكون نسمة بحال سيئة .
لأنها إن لم تخبرها فربما سياخونها طلال في المستقبل أيضا و مع فتاة أخرى ، أما إن أخبرتها فإن نسمة ستكون حزينة جدا و ستكون مكتئبتا و تنهار تماما .
هكذا بقيت وصال حائرة في غرفتها طوال الصباح تفكر في الخيار الأمثل ، دون أن تنفع محاولات أخيها مهند ووالدها فارس في فهم ما يحدث معها ...
و بينما هيا هكذا دق مهند باب غرفتها و قال لها : أختي وصال إفتحي الباب .
لاكنها لم تجب فقال لها بصوت أعلى قليلا : وصال الأمر مهم حقا ، جاء رجل و يريد التحدث إليكي.
قامت وصال وقررت معرفة ما يجري ، فنزلت إلى الصالة و رأت والدها يجلس في الصالة مع رجل و ابنته ، تقدمت إليهم و أعتذرت عن التأخير ثم جلست بجانب والدها.
الأب : وصال جيد انك اتيتي ، إن هاذا الرجل هوا السيد سعيد و هوا مدير لعدة فنادق ، و هاذه هيا ابنته شمس ، و قد جاء اليوم لأنهما يريدان شراء الميدالية منك ، و قد عرضا ذالك علي و لاكني لست من يقرر ، لذالك طلبتك كي تعرضي موافقتك أو رفضك.
و بعد أن قال لها والدها هاذا الكلام ، أخذ الجميع يحدق بوصال منتظرين إيجابتها ، و بعد لاحظات.
وصال : أنا أرفض بيع الميدالية.
سعيد : و لماذا ؟!
وصال : لم أتعب للحصول عليها كي أبيععها الأن .
شمس : لاكن يا أنسة وصال يمكننا أن ندفع لكي قدر ما تشائين.
وصال : أسفة ، لكنني مصرة على عدم بيعها.
سعيد : لاكن...
قاطع والد وصال كلام السيد سعيد و قال : يكفي ، إن أبنتي رفضت و لن أسمح لك بإرغامها.
لم يرد السيد سعيد الخوض في شجار كبير ، فقام من مكانه و خرج و هوا يقول : ستندمين لأنكي رفضتي.
ثم تبعته ابنته شمس بغضب و خرجا من بيتهم ، أرادت وصال أن تقوم من مكانها و تعود إلى غرفتها لاكن والدها امسكها من يدها و قال لها : إنتظري يا وصال ، أريد شرحا لما يحدث.
أبتسمت وصال بسمتا خفيفتا و قالت بهدوء : لا شيء يحدث يا أبي .
الأب : بل هناك شيء يحدث ، انا اعلم ذالك يا ابنتي فأنا والدك.
مهند : أبي معه حق يا اختي ، فأنتي لستي على طبيعتك منذ ليلة البارحة .
وصال بصوت مرتفع قليلا : قلت لكما لاشيء .
الأب : أنا والدك يا وصال و من حقي أن أعلم أليس كذلك.
مهند : هل حدث شيء ليلة البارحة مع طلال ؟
و بسرعة سحبت وصال يدها و صرخت بغضب : أتركاني و شأني ! قلت لكما لم يحدث شيء ! فلماذا لا تفهمان !
ثم خرجت من الصالة و اتجهت إلى غرفتها ، أقفلت الباب بقوة ومن ثم أستلقت على سريرها ، بعد بضع لحظات رن هاتفها لاكنها لم تكن في مزاج لرد على المكالمة ، لاكن الهاتف ظل يرن ، ثم يتوقف و بعدها يرن مجددا ، فأخذت وصال الهاتف و أرادت رميه على الجدار ، لاكنها حين أخذته رأت أن المكالمة من نسمة ، حاولت وصال تجاهل المكالمة ، لاكنها في النهاية استسلمت و ردت على المكالمة.
نسمة بصوت عالي و قلق : هل أنتي بخير يا وصال أجيبيني.
وصال بصوت خافت و ضعيف : أنا بخير .
نسمة و قد أطمئنت : حمدا الله ، لقد أعتقدت أن مكروها قد أصابك ، أخبرني هل حدث شيء معك ، ليس من عادتك أن لا تجيبي على مكالماتي .
حينها ، تذكرت وصال ما حدث معها بلأمس مع طلال ، فلم تستطع إمساك دموعها و بدأت تأجئج بالبكاء ، و نسمة تصرخ و تسألها عم يحدث.
لم تتحمل وصال إخفاء الأمر عن نسمة و هيا تسمع صوتها شعرت بالذنب و التأنيب ، و بقوة رمت هاتفها على الجدار فالنكسرت الشاشة تماما ، و بدأت وصال بالصراخ : لماذا أنا ، لماذا ، تبا لك يا طلال ، تبا لك!!!
أختي .....
فجأة سمعت وصال صوت أخيها من خلف الباب : أختي... أنا آسف لتطفلي ، لاكن ، هل أنتي بخير ؟
كان مهند على وشك المغادرة لاكن وصال فتحت له الباب ، و قالت له بلطف : هل تريد شيا يا أخي.
لم يقل لها شيئا ، لاكنه أخذ يبكي بدلا من ذالك و قال : أنا أسف ، أسف إن كنت السبب في بكائك ، لكنني لا أحب أن أسمعك تبكين....
جلست وصال على ركبتيها و حضنت أخاها و بكت بصوت هادئ و هيا تقول : هل أقلقتك يا أخي ، أنا أسفة.
ثم أدخلته إلى غرفتها و أخذا يتحدثان و يضحكان معن حتى وقت متأخر من الليل ، فقد كانت وصال تشعر بأن مهند ينسيها حزنها و المها ببتسامته و كلماته اللطيفة ، لاكن مهند بدأء بالتثاوب ، فعرفت وصال بأنه قد أصبح متعبا و أن عليه أن ينام ، فقالت له بلطف و حنان : مهند ، لقد تأخر الوقت و عليك أن تذهب للنوم .
مهند : لكنكي تبدين سعيدة و نحن نتحدث ، لذى سأبقى معك .
وصال : إن نمت هاذه الليلة جيدا فأعدك أننا سنتحدث معن في الغد .
مهند : و ستعتذرين لأبي أيضا أليس كذلك.
وصال : أجل يا مهند سأفعل.
و هاكذا ذهب مهند للنوم و كذالك فعلت وصال.
وفي الصباح إستيقظت وصال نحوا الساعة الواحدة والنصف ، رفعت رأسها و هيا نصف مستيقظة و لمحت شياء ما في يديها اليمنى ، ففتحت عينيها جيدا كي تتأكد أن ما بيديها ليس الشيء الذي تتخيل أنها تراه ، لاكن للأسف ذاك الشيء لم يكن خيالا ، بل بالفعل ما كان في يديها هيا سكينة ملطخة بالدماء .
تنفست وصال بصعوبة شديدا و قامت من سريرها بطريقة جنونية و ركضت إلى غرفة والدها لاكنه لم يكن موجودا فالتجهت إلى غرفة أخيها مهند و رأته على سريره غارقا في دمائه ، حينها بدأت وصال في الصراخ بطريقة هستيريا ، و جرت نحوا الصالة و هيا تصرخ : أبي... أبي... لاكنها وجدته هناك على الأرض و جسمه ملئي بالدماء ................

صراع من أجل الحرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن