سباق الدراجات الكبير

117 5 4
                                    

((ثلاثة ، إثنان ، واحد ، إنطلاق !)) بدأ السباق ، و بسرعة أنطلق جميع المتسابقين على درجاتهم النارية و بدأ المكان كله يعج بأصوات الجمهور المتحمس ، تقدمت وصال بدراجاتها و سبقت طلال ، لاكن السباق ليزال في بدايته فبطئ طلال و خدع وصال التي قررت أن تتمهل أيضا ، و في لمح البصر أسرع طلال مجددا و سبق وصال التي فهمت خطته و لاكنها توترت فسبقتها دراجة أخرى ، حان وقت تغير الإتجاه إلى اليسار و بسبب سرعت طلال الجنونية لم يستطع إلا أن يتوقف تماما كي لا يصطدم ، لم تتوقع الدراجة التي كانت خلف طلال أنه سيتوقف ، فكادت أن تصدمه لذالك توقفت بسرعة هيا الأخرى ، لاكن وصال لم تتوقف بل أبطئت سرعتها ثم غيرت أتجاهها إلى اليسار و بعدها قادت الدراجة بأقصى سرعة ، إستدرك طلال الأمر بسرعة و أنطلق مجددا بنفس سرعة وصال لاكن ثلاثة دراجات كانت تفرقه عن وصال ، و بصعوبة إستطاع طلال أن يسبقهم ، و أخيرا لم يبقى بينه وبين وصال إلا مترا واحدا لاكنه لم يستطع مجارتها فوصلت إلى خط النهاية قبله و فازت في السباق بالمركز الأول ثم طلال بالمركز الثاني و فتاة أخرى بالمركز الثالث ، قام الجمهور كله يهتف بسم وصال و ينادي بسمها و يرمي عليها بتلات الزهور .
تقدم مقدم الجائزة ووضع على عنق وصال المداليه الأولى، المدالية الذهبية المرصعة بالجواهر ، ثم فاز طلال بالمدالية الثانية و الذهبية الخالية من الجواهر ، و أخيرا نالت الفائزة الثالثة ميداليات من الفضة ، فرحت وصال فرحا شديدا و تقدم والدها فارس و أخوها مهند لتهنئتها على فوزها بالمركز الأول.
و عند غروب الشمس بعد أن أمضت وصال اليوم بكامله في مقابلات مع الصحفيين و المعجبين من الجمهور ذهبت مع والدها و أخيها إلى الشاحنة ووضعو دراجتها في الخلف ، ثم ركبو و قبل أن يذهبو جاء طلال إليهم و طلب منهم أن يوصلوه إلى شقته لأنه سيترك دراجته في الكراج الموجود قرب حلبة السباق ، فوافقو على ذالك.
و بينما هم في الشاحنة رن هاتف طلال فأجاب على المكالمة و قال : مرحبا عزيزتي نسمة كيف حالك ؟
نسمة : أنا بخير الأن فقد خفت الحمى.
طلال : اها هاذا جيد أنا سعيد بسماع هاذا.
نسمة بأسف : أنا آسفة لأنني لم أستطع حضور السباق.
طلال : لا ، لا بأس فأنتي لم تختاري أن تكوني مريضة.
نسمة: إذا قل لي يا طلال هل فزت بالمركز الأول في السباق.
طلال : في الحقيقة....
ثم نظر طلال إلى وصال التي كانت جالسة في المقعد الأمامي بجانب والدها ، فهمت وصال ما كان يريده فأومأت برأسها كإشارة على موافقتها.
فأكمل طلال كلامه و قال : في الحقيقة نعم لقد فزت بالمركز الأول .
نسمة : حقا ، أنت مذهل .
طلال : هاذا لا شيء يا عزيزتي و يمكنني أن أفعل أكثر من أجلك.
نسمة : هاذا لطف منك ، أخبرني كيف هيا الميدالية .
طلال : إنها...إنها...
وصال بصوت خافت : حمراء و ذهبية... و عليها جواهر.
طلال : اه ، نعم ، نعم ، إنها حمراء و ذهبية و عليها جواهر لامعة.
نسمة : و كيف هيا وصال ؟ هل هيا بخير ؟
طلال : إنها تبكي كثيرا و تتحسر على خسارتها و ....
نظرت وصال إلى طلال بوجه غاضب فقال طلال بسرعة : أسف يا نسمة علي إقفال الخط الأن إلى اللقاء.
ثم أنهى المكالمة و قال لوصال : أسف جدا لاكني لم أرد أن أخيب ظن نسمة في .
وصال : أنا لا أمانع ذالك لاكن أن تقول عني ما قلت فأنا لا أقبل أبدا.
طلال بسخرية : لاكن أليس هاذا ما كنتي ستفعلينه لو أنك خسرتي.
وصال : ها ، على أية حال ستعرف الحقيقة عاجلا أم آجلا ، نسمة هيا صديقتي المقربة و لا يمكن ألا تكتشف كذبك.
ثم أضاف مهند الذي كان جالسا بجانب طلال في الخلف : حبل الكذب قصير يا عمي.
ثم صرخ طلال قائلا : كم مراتا قلت لك لا تناديني هكذا.
وصال بسخرية : لا لا ، انا ارى أن لقب العم مناسب جدا عليك.
فارس : انما تتشاجاران كالأطفال تماما ، إن لم تتوقفا الأن سوف يصيبنا حادث تصادم بسببكما.
ثم بدأء الأربعة بالضحك .
و أخيرا وصلو إلى المبنى الذي يسكن فيها طلال ، نزل طلال و ودعهم ثم ذهب إلى شقته و بعدها أنطلقو إلى بيتهم و بعد بضع دقائق من انطلاقهم قال مهند : أبي ، أبي ، لقد نسي طلال مفتاحه هنا .
فتوقف الأب و قال : أتقصد مفتاح شقته .
نظرت وصال إلى المفتاح الذي كان يحمله مهند ثم قالت : نعم يا أبي إنه مفتاح شقته .
ثم قال الأب : أليس هناك أحد في منزله كي يفتح له الباب.
وصال : لا يا أبي لأن أهله قد ذهبو في إجازة إلى البحر.
إنزعج فارس لأن الطريق كان مزدحما جدا و كان عليه أن يأخذ منعطفا أخر كي يصل إلى بيته ، لاحظت وصال إنزعاجه فقالت له : بإمكاني أن أوصل له المفتاح بدراجتي إن أردت يا أبي.
تردد فارس لاكنه وافق في النهاية ، نزلت وصال و أخذت دراجتها وضعت خوذتها ثم انطلق إلى شقته.
و حين وصلت رأته أمام الباب ينتظر فنزلت من دراجتها و اتجهت إليه و قالت له : يا لك من مهمل ، كيف تنسى مفتاحك ؟!
فقال طلال ببتسامة : لقد تعمدت نسيانهم حتى تأتي إلى هنا ، تعجبت وصال من ما قاله طلال و أرادت الذهاب ، لاكنه اوقفها قائلا : لحظة يا وصال هلا بقيتي قليلا ، نظرت إليه وصال بنظرة حائرة و قالت له : و لماذا أبقى ؟ فقال لها مبتسما : ما بك ، أنا لن أوؤذيك ، إبقي لبعض الوقت فقط ، تردد كثيرا و لاكن مع إصرار طلال لها وافقت على الدخول معه في شقته ، و حينها أخذ المفتاح منها و فتح الباب ثم أبتعد من أمام الباب ووقف جانبا ، إندهشت وصال مما رأته حينها ،
فقد كان المكان مزينا بالكامل.
كانت هناك الكثير من الزهور تملئ المكان ، وهناك أضواء ملونة ، و الزينة المعلقة على الجدران ، و في الوسط طاولة عليها الكثير من الأطباق الفضية المغطاء ، و بداخلها أنواع كثيرة من الطعام الشهي .
ثم قالت وصال : اهاذا بمناسبة فوزي ؟
لاكنه لم يجب عليها و اكتفى بقول : هيا أدخلي.
فدخلت لأنها اعتقدت أن له نيتا طيبة و لم ترد كسر قلبه ، و بعد أن دخلت اقفل الباب خلفها ، ثم طلب منها الجلوس فجلست ، و جلس في الكرسي المقابل ، لم يقل طلال شيئا حتى سألته : إذ ما المناسبة ؟ فقال لها : أنتي مستعجلة أن تعرفي ؟ صمت لبرهة ثم قال : في الحقيقة يا وصال أنا أريد أن أقيم معك علاقة حب......

صراع من أجل الحرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن