040%

56 12 18
                                    

هاي~

---

"يا صغيرة. توقفي عن التحديق، أنتِ مخيفة."

إستدرت مجددًا و صفعت بيداي على وجهي. كيف إنتهى الأمر بي هنا مرة ٱخرى حينما كان علي فقط العودة للبيت؟

"ح-حسنًا."
إبتعدت عن الشجرة التي إتخذتها مخبئًا و وقفت أمامه مباشرة.

"هل لديكِ مثلًا، سؤال لي؟ لقد كنتِ تحدقين بي منذ البارحة و بصراحة لقد ارتعبت قليلًا."

إتكئ على الشجرة ورائه و إستعمل مكنسته كدعامةٍ لذراعه.

"ل-لا، أنا فقط أتسائل،" بلعتُ ريقي بتوترٍ.

أحيانًا أتساءَل لم بحقِ الجحيم أنا قطة فضولية لهذه الدرجة لأنه إن لم أكن واحدة، لن أكون واقفة هنا الآن.

ٱراهن أنه يظن أنني شخص يحشر أنفه أينما يذهب أو شيء من هذا القبيل.

"إسألي و حسب."

"لم تعمل منظفًا هنا؟"
زفرت خارجًا الهواء الذي كنت أحبسه من مدة طويلة.

لا بد أنني أبدو غبية الآن.

لإستغرابي الأمر، أعطاني ضحكة خافتة.
كانت ضحكة خافتة جدّ لطيفة.

"هل لِأنكِ ترين أنني شابٌ، و تظنين أنني ٱدمر مستقبلي بالتواجد هنا؟"

أومأت برأسي بنعم.

"حسنًا يا صغيرة، كما ترين،"
عدَّل وقفته و بدأ يمشي حولي.

"لا يوجد شيءٌ خاطئ بهذا الأمر.
أنا هنا لأنني أستمتع بهذه الوظيفة.
أنا لا أطمح أن أكون المدير التنفيذي لشركةٍ ما، أو مُخترع أشياءٍ غريبة.
أنا لست حيًا  بِغية جني المال.
أنا حي لأستمتع بما أفعله!
و قد حدث أنني حقًا أحب التنظيف، هذا هو السبب."

توقفت خطواته و إستدار مواجِهًا لي.
واضعًا يده على كتفي، إبتسم.

"أنا هنا."

بينما كلماته تدفقت إلى مسامعي كالزوبعة، شعرت بإحساس مختلف يندفع للأعلى.

"ماذا عن الألوان؟ هل هي رائعة؟"

"إنها أجمل شيء سترينه في حياتكِ."

"كيف 'جميلة'؟"

"الآن يا صغيرة، لا أستطيع تعريف ذلك بوضوح لكِ. الأمر يعود لكِ لتحديد ما تعريفكِ أنتِ ل 'جميلة'."

فجأة، و في اللحظة المناسبة، رأيت لونًا آخر عدا الأسود و الأبيض — لقد كان مشرِقًا و نابضاً بالحياة.
إحتجت لحظات لٱصدق ما كنت أراه.

اللون كان يبدو و كأن له معنى الأمل، السعادة و الإيجابية.
كان يبدو كلونٌ أود حقًا أن ٱضيفه إلى حياتي.

---

-13/08/2020-

colours. | min yoongiWhere stories live. Discover now