عم الصمت القاتل اجواء القصر و كأن الدنيا تنتظر هذا اللقاء باستثناء صاحبيه، ذلك الاحساس الغامر باللاشيء و كأنك لم تخلق لتحس و كأنك جماد .تجرئت غرابيتا عينيها على النظر اليه، و مالذي كانت تتوقعه؟ لم يتغير شيئ ، لا يزال يقف بنفس الوضعية ، بنفس النظرة، بعيونه البنية المائلة للاحمر و كأن دم ضحاياه علق بينهما ، انف شامخ يحمل مصير امبراطورية و وجه مثالي لا عيب فيه ، شعره الاسود التف خلف راسه داخل علبة ذهبية و ربط بدبوس بنفس اللون، و بما انه اغنى رجل في الامبراطورية باكملها فأنا لأحد ان يجرؤ على اتهامه بالبشاعة او البساطة ، اذ انه كان آية للوسامة، عنوانا للترف بلباسه الاحمر الدامي و الزخارف السوداء التي رسمت حروفا في عيني الناظر لها ، لكن مالذي رأته بطلتنا حين نظرت اليه ؟ الموت! الخوف! الكراهية و انعدام الانسانية ، رأت انسانا ، لا بل ان انسانا ليست كلمة مناسبة لوصفه، رأت وحشا كاسرا ، يقول لها
*هل تظنين انني فقط لاني اخترتك زوجة ستدخلين قلبي؟ ظننت انك و بالاعيبك التافهة ستجعلينني اهيم حبا بك؟ اسمعيني جيدا ايتها الصغيرة! انا لا احب! ان اردت استطيع ان اضاجعك ثم يمكنك التفاخر بكونك تلقيتي معاملة جيدة و لكني لن اعطيك غير ذلك، افيقي عن احلام يقضتك، اغرتني نساء اجمل منك و اكثر اغراءا منك ، اميرات من بلدان اخرى و لم يرف لي جفن فكيف يفعل شخص مثلك؟*بعد تلك الكلمات ادركت هاجين مكانتها، ادركت المعنى الحصري لملكة في قصر ملكي، عاشت في تلك اللحظة معنى الذل و المهانة، معنى ان يراك الناس على انك اتفه شيئ في الدنيا و هاهي الآن تنظر الى نفس الشخص من جديد ، و ترى الجدار الملكي الخفي
امامه، ذلك الجدار الذي يفصل الامبراطور عن باقي الكائنات التي حوله .
حدقت به ، بملامحه القاسية ، وقفته الشامخة المتيبسة ، ثم اعطته اسوأ تكشيرة ممكنة ، و كان ملامحها كانت تصرخ انا اكرهك ، تعلم جيدا انه لن يفسد زواجا سياسيا يعود عليه بالفائدة فقط لانها كشرت به ، لكن سعادتها تمت حينما اهتز حاجبه الايمن ، حينها فقط ابعدت نظراتها عنه و ابتسمت ابتسامة النصر الجانبية ، انحنت احتراما ثم مشت ببطئ الى حيث تتم مراسم الزواج التي كانت نفسها، مراسم هادئة مملة يصحبها الصمت و الجمود...لم تستطع هاجين لقاء والدتها او ايا من اخواتها و لكنها لوحت نحو والدها مودعة اياه ، لانها لن تراهم الا بعد مدة طويلة ، ارسلت بعدها و اخيرا الى قصر التنين ، بخمسة اضعاف قصر اليراعة او لربما اكبر ، بعدة اقسام تكفي لعشرين ملكة ، من يرى قصر التنين وحده يظنه عشرين قصرا مجتمعا بقصر واحد. اقتيدت هاجين الى ما يسمى بالجناح السابع ، الجناح وحده كاد يقارب في حجمه قصر اليراعة ، ذو طابع بحري ، السقف و الارضية بيضاء بجميع الغرف و الجدران زرقاء ملكية ، الابواب بجميع تدرجات الازرق ، كان هناك عدة غرف ، مجموعة غرف اضافية و غرفة الخدم الاصغر حجما ، غرفة الاستقبال في حال واتى الملكة ضيف ، غرفة النوم و
اخيرا غرفة الملك ، و هي الغرفة التي يقضي جلالته الليلة مع زوجته،
_ ليتني استطيع اغلاقك للابد
حدقت هاجين بالغرفة الاخيرة ، كانت اكبر الغرف ، و اجملها ، لا تحتوي على نوافذ و معتمة و كأنها غرفة اعدام، و بالرغم من الديكور المذهل داخلها الا ان هاجين تمقت تلك الغرفة بشدة.
أنت تقرأ
goo ha jin ||غوها جين
Ficção Históricaحب خطأ، اتجاه خطأ و قرار خطأ ، لكن الحياة تعطيك فرصة ثانية ، لمحة من الخطر فهل سيتغير ؟ غو هاجين فتاة بعمر الزهور تسقط بين براثن وحوش بلا رحمة همها السلطة و الحكم . آملة في نشر الرحمة بينهم هل تقدر ؟