الشـاب الثريّ..

55 3 23
                                    


"انظري انظري! من ذلك الشاب هناك!؟ أهو جديد!؟؟"

"هيييه إنه وسيم! من يكون!؟"
"حمقاوات ألا تعلمنّ!؟ ذلك فوجيرو هيراغي! إبن أغنى عائلة في كيوتو!"
"هـ-هيراغي!؟ أهذا يعني أنّه وسيمٌ وثريّ!؟"

"مستحيل مستحيل إنّك تهذي.. ما الذي قد يفعله شابٌ من الأثرياء في مدرسة ثانويّة عامّة للفقراء أمثالنا..؟"
"لا أعلم.. اليوم أول يومٍ مدرسيّ في الثانويّة لذا لربما ترك ليموزينه في المنزل وتاه ودخل المدرسة الخطأ؟"

"اششش اسكتوا! لقد جاء معلمٌ ما!"

دخل المعلم الفصل 1-3، فصل طلاب السنّة الثالثة في مدرسة ساغانو الثانويّة، وقطع تمتمات الطلاب حول الفتى الجديد الغامض.

"صباح الخير، اسمي المعلم ماتسودا ياواتا، وسأكون المعلم المسؤول عن هذا الفصل لباقي السنة الدراسية. كما تعلمون، اليوم أول يوم لكم كطلاب ثانويّة، قد تبدو هذه المرحلة صعبةً ومخيفةً وموتّرة في بادئ الأمر كونها أولى خطوات الرشد، لكنّ هذه المرحلة في الواقع، ستشكّل أجمل سنينٍ في حياتكم، وستصنعنون خلال الأعوام الثلاثة المقبلة صداقاتٍ وعلاقاتٍ ذات جوهرٍ مميزٍ تستمر مدى العمر. فاتمنى أن نتوافق سويّاً"

"هيّا الآن، عرفّتكم بنفسي وحان دوركم! واحداً تلو الآخر، فلتقفوا وتعرّفوا بأنفسكم!"

نهض الطلبة وقام كلٌّ منهم بالتعريف عن نفسه واحداً، حتّى حان موعد مركز اهتمام الفصل—الشاب شو الأعين الحادّة ذات اللون الأزرق الباهت، والشعر كحليّ اللون المصفف للخلف مع بعض الخصل البارزة المتمردّة على التصفيفة المرتبّة الأنيقة!

فنهض وقال بصوتٍ صلبٍ جامد : "فوجيرو هيراغي. ستة عشرة عاماً. هذا كلّ شيء."

وجلس.

صمت الفصل لبرهةٍ—وسرعان ما اشتعل من جديد وتعالت التمتمات من جديد!
"إنه حقاً ابن آل هيراغي! يا إلهي لا أصدق!"
"ياااه لا يصدّق! جدّيته وصرامته لطيفان للغاية!"
"لحظة لحظة!! ما الذي يفعله هنا!؟ أحقاً سندرس في ذات الفصل مع السيّد ثريٍّ هذا!؟ ليس عدلاً! سيرتشي المعلمين حتماً!"
"أراهنكم أنّه سجّل في مدرسةٍ ثانويةٍ عامّة كي يتباهى علينا بثروته الرائعة.."

المعلم ماتسودا : "هاي هاي! كفّوا عن هذه الأحاديث! كلّكم هنا طلّاب فصلٍ واحد ولا فرق بين أحدٍ منكم لدينا! ثمّ عليكم الإعتذار لزميلكم—لا بدّ أنكم أزعجتموه!"

وجّه المعلم نظره ناحية فوجيرو هيراغي، لكنّه لم يبدُ منزعجاً بتاتاً.. بل كان محيّاه خالياً تماماً من المشاعر.. كورقةٍ بيضاء لم تسقط عليها قطرةُ حبرٍ واحدةٍ حتّى..!

فهل يا ترا.. اعتادت مسامع ابن آل هيراغي الوحيد أن تتردد عليها كلماتٍ كتلك..؟

وفجأة!

فتح باب الغرفة الصفيّة بقوّة هزّت الفصل بأكمله!

ودخلت فتاة ذات شعرٍ أسود مبعثر قصير بالكاد يصل رقبتها، بوجهٍ وأذرعٍ تملؤها الكدمات والضمادات، وصعدت على درج المعلم وقالت بصوتٍ جهوريّ : "من منكم أيّها الحثالة حاكم هذه المدرسة!؟"

أمـواجٌ وصخورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن