”انعكاسك في المرآة ماهو إلّا روحٌ تستعد لأخذ مكانك في أية فرصة!“
قرأ ما كُتب على شاشة هاتفه ثم تمتم:«ترّهات!»
وقف من مكانه بُغية تعديل خصلات شعره التي ناسبها السّواد، حمل ملفًا يحتوي على جدول أعماله للشهر القادم حيثُ سيقوم بجولة موسيقية لمدة شهرين في أنحاء كوريا.
حمل المُغني الشاب هاتفه طالبًا من مدير أعماله إلغاء جميع مواعيده للخمسة أيامٍ القادمة، ومن ثم تجهيز سيارة ليتجه بها نحو منزل الريف الذي كان يسكنه والداه.
الريفُ مكانٌ يعشقه لسببين، الأول هو الهدوء، الثاني الأمان؛ إذ لا جرائم تحدث فيه، حتى السرقات.
أسرع نحو غرفة ملابسه جاذبًا معه حقيبةً يرتّب فيها احتياجاته طوال مدة سفره.
أخيرًا، وبعد ساعة من الإنتظار قد وصلت سيارته، نزل مسرعًا نحوها، فتح له السائق الباب وهو اكتفى بالدخول متحمسًا...
مع حلول ليلٍ قاتم السّواد، وفي صمتٍ يغلفُ البرية الساكنة، توقفت سيارةٌ تعبر عن مدى رفاهية صاحبها أمام منزلٍ عتيق البنيان.
هبّ النجم واقفًا من مكانه قاصدًا الباب الكبير الخاص بالبيت، فتحه بهدوءٍ لكن من قِدمه أبى إلّا أن يُطلق صريرا مزعجًا للسّامع.
دخل بهدوء متجهًا نحو غرفة على يمينه، رمى فيهِ أغراضه ثم جلس فوق أريكةٍ جلدية يتصفح روايةً يتابعها منذ مدة.
«لقد تم نشر فصل جديد!» قال بحماس ثم دخل كي يقرأ، صادفته نفس الجملةِ الأولى:
”انعكاسك في المرآة ماهو إلّا روحٌ تستعد لأخذ مكانك في أية فرصة!“
تكررها مرتين في نفس اليوم جعل قشعريرة تسري في كامل جسده، ما بال الناشر صار يغلف بها فصوله؟
أغلق هاتفه ثم قرب قميصه من أنفه، جعد تعابيره ثم توجه نحو الحمام.
نصفُ ساعةٍ مرّت وهو لا زال أسفل المياه في حوض الإستحمام، نهض من مكانه بهدوءٍ ولف جسده بمنشفة.
«أنا أنت...» قال لإنعكاسه في المرآة ثم ما لبث أن خُيّل له وكأنّ ذاك الإنعكاس قد ابتسم بشر...
حرك رأسه بسرعةٍ وكأنّه بفعلته ينفضُ ذكرى ما رآه، وفي النهاية همس:«أوهام!»
ثم توجه نحو سريره كي ينام، غيرَ عالمٍ بنا سيحدثُ له في الأيام المُقبلة.
بذلة رياضية سوداء، كمامة، ونظارة شمسية؛ انتقى كل هذا من خزانته واستعد للتجول في طرقات الرّيف.
أنت تقرأ
جونغكوك: انعكاسٌ قاتل.✔
Fanfiction• ون شوت مكتمل. "انعكاسك في المرآة ماهو إلّا روحٌ تستعد لأخذ مكانك في أية فرصة!" جملةٌ قد حفظها من إحدى الروايات لكنه لم يصدقها، فأرادت التجسد لهُ مبرهنة مصداقيتها! انعكست على مرآة الواتباد: 2020.08.15 -مُشاركة في مسابقة لآلئ الهواة.