الحلقة الأولى: موعد مع المجهول

32 4 1
                                    

كان حتى كان، كان الله فكل مكان، وكان الحبق والسوسان، فحجر ولدي عدنان .. كانوا الناس يعيشوا في آمان، ويحطبوا لدواير الزمان .. هاذو سبع بنات رسلوهم عايلاتهم يحطبوا الحطب، وكانت بينهم وحدة زينة .. اسمها هاينة ...

قصة ألفت سماعها منذ نعيمة أظافري، قصة كانت الرابط الوحيد لي مع أغلى إنسانة في حياتي، إنسانة تكبدت عناء وضعي وتربيتي دون مقابل، إنسانة لم تكف عن اعطاء حتى وهي على فراش الموت ..

أدعى عدنان المسكاوي، مع أن عمري ثمانية عشر سنة، إلا أنني أكن حبا كبيرا لهذه القصة، أكثر من أي شيء آخر في حياتي ..

تخرجت من كُتّاب قريتي في ربيعي الرابع عشر، كُتّاب قرية الكموني المعروفة بكثرة حظائرها، ونحن _ أبا عن جد _ عمال لدى أحد هذه الحضائر ..

مررت بطفولة عادية كأي قروي، لكن هذا الشريط الذي سمعتموه للتو، كان السبب المفاجئ الذي حرك الركود الحاصل في حياتي ..

بينما البنات تيجمعوا الحطب، كل وحدة فيهم لقات حاجة، وحدة لقات دبلوج، وحدة لقات خاتم، وحدة لقات مشط، ووحدة لقات عقد .. وهاينة ؟ هاينة لقات مشهاب!!

جمعوا البنات الحطب في رزيمات، وكل وحدة حملات الرزمة ديالها على كتفها وشدوا الطريق راجعين لبيوتهم .. ولكن هاينة كانت فكل خطوة كتمشها كتحل ليها الرزمة وكيرجعوا البنات يعونوها فحزيمها ويكملوا الطريق، وكانت الرزمة من جديد ويعاونوها، حتى قربات الشمس تغيب .. هنا البنات خافوا على راسهم وكملوا طريقهم بلاما يلتافتوا لهاينة .. وهي مزال مشغولة مع الرزمة جات ريح قوية، كان وراها ليماعمرها تسناتو!! كان وراها .. عمي الغول ..

في طفولتي، عهدت سماع قصة الفتاة هاينة ومغامراتها مع عمي الغول من ثغر أمي، وكان أعذب صوت أسمعه قبل النوم، لدرجة أنني حرصت على تسجيله داخل شريط صوتي .. هكذا أصبح هذا الشريط هو ما يربطني بأمي وذكرياتي معها. لكن، إدماني على هذا التسجيل قادني إلى ...

عاونها فعقد الرزمة، وحط المشهاب في العقدة وقاليها: نهار تجي الشتا والريح والنفانف، ونقوليك آهاينة مدي المشهاب، مديه ليا ..

رجعات هاينة مرعوبة وباكية للدار، سولاتها مها: مالك آبنتي ؟؟ وحكات ليها لي وقع مع عمي الغول، ولكن مها طمناتها وقالت ليها: ماعندك مناش تخافي، حايرة غير فيه!!

دازت ايام وليالي، وفيوم كانت فيه الريح قوية والنفانف، والشتا كانت خيط من السما .. جا عمي الغول كيف وعد هاينة، وقاليها وآ هاينة مدي المشهاب ...

جعلت من قصة الشريط عالما آخر أعيش فيه، فأصبحت هاينة محبوبتي، وعمي الغول عدوي، وأصبحت أعيش في مخيلتي معاركي مع عمي الغول لإنقاذ هاينة، وأتخيلني حاملة هاينة على كتفي للزواج بها .. لكن، كل هذا كان لا يغدوا أن يكون أماني وأحلاما مستحيلة التحقق. لذا فقد كنت أكتفي بالهروب إلى عالمي الخيالي فقط، إلى أن...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 16, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لكتاب (1) ــ هاينة وابريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن