الحلقة الأولي
انه انا يا حبيبي
بقلم نورا محمد علي
كان يدخل الي قبلته متعجبا
انها المرة الأولي التي يطلب فيها أصدقائه ويتحججون
بحجج واهيه
لما وبينما هو يسير وقف مكان غير مصدق ما يري أمامه
لقد اضاء احدهم الضواء فجأة مبدد عتمت الفيلا
ليجد من يسحبه ليقف إمام طاولة السفرة لا يصدق انه نسي ان اليوم عيد مولده ا الأربعين
ولكن أصدقائه تذكروا
انه شهاب الاسناوي دكتور في كلية الهندسة
فارع الطول خمري البشرة وشعر اسود خالطة البياض علي استحياء
انها السنين التي ركضت وتركته هو بحزنه علي ما مضي
واه مما مضي
هو الآن وحيد لا يمكلك من الدنيا سوي عمله وامه وبعض الذكريات
وبعض الأصدقاء وكذلك معجابات لا يهتم لامرهن
لقد مر العمر
رجع من شروده علي صوت طارق
طارق :ايه يا شيبوا رحت فين
شهاب :هكون فين جنبك
جمال :ياله حالا بالا حيوا ابو الفصاد
صابر :هههههههههه احلي ابو فصاد
شهاب :لا يا راجل أنت هتهزر ولا ايه عيب علي سنك
جمال :ماله سني دا انا عز الشباب دا انا حتي بفكر اتجوز تاتي متيجي نعملها سوي
رفع شهاب حاجبه وابتسم بحزن
كانه يقول يعني أنت مش عارف
طارق :ليغير الموضوع ياله طفي الشمع
صابر :اتمني أمنية
ضحك بسخرية منافية للجد والصرامة التي يتحلي بها
يعلمون انه يبتعد عن التجمعات لا يحب الاحتفالات
وها هم يحتفلون بعيد مولده هم المقربون من زملائه في هيئة التدريس في الجامعة ولكنها كبرت منهم
اجل فهناك أحد زملائه في هيئة التدريس ابنته يعد شهاب استاذها فأخبرت باقي الدفعة
لقد حضر عدد لا بأس بهرأي وجوه كانت تلفت نظره في السكشن
وكانت هي معهم اجل تلك العاشقة الصغيرة التي تهيم به انها صفاء
وهي مختلفة عن الجميع متفوقة منطوية حزينة علي اب فقدته وهي في مرحلة المراهقة وام أخذها العمل لتهرب به من حزنها علي رفيق العمر زوجها وحبيبها
فكان شهاب مثاليا لها فهو حبيب واب وهو سرها الدفين الذي لا يعلمه احد فلا احد يسأل هي ابنه وحيدة
هي العشرية التي تعلقت بشعيراته البيضاء ووقاره وجديته ولكنها الآن قررت أن تعلن له عن حبها بطريقتها الحالمة
وبينما الخدم يوزعون الجاتو والعصائر
كانت تلك الطاولة تتكدس عليها الهداية
ورغم اعتراضه لم يسمع احد
وبعد وقت طويل انتهي الحفل
صعد الي جناحه في الطابق الثاني من الفيلا التي صممها هو
فهو مهندس معماري من الطراز الأول
غفي في الحال ربما لأرهقه ربما لانه تذكر ذلك اليوم الذي احتفلت معه هي
اجل لقد تذكر كل شئ من اول لمسة ليدها
وتلك الرعشة التي غلفت قلبه
همسه الاجش وهو يعلن حبه بكلمات مرتبكة فلقد كان استاذها ورغم انه يكبرها بتسع سنوت لقد كان في الثالثة والثلاثون وهي في الرابعة والعشرون الا ان الحب لا سلطان له
لقد تذكر كيف لازمه ذلك الوله حتي تدله فيه الي أذنه
اخذته الذكرى الي شفتيها واول لمسه بعد خطوبتهم بلحظات كان يحاضنها ولا يدري متي فقد السيطرة علي عقله ليقتحم شفتيها بقبلة عاصفة غيبتهم عن كل شئ
زينه روحت فين
ومع سؤالها له الي اين ذهب عاد الي ربما مرة اخري
ربما مليون سبب ولكن النوم اخذه بسرعه يرحمه من عذاب الشوق
ولأن اليوم هو الخميس لم يكن لديه محاضرات غدا
لذي سينام حتي يكتفي جسده المتعب من عناء كل شئ وأهم شئ من عناء الفراق ولوعته
وليتها فارقته لآخر بل لقد فارقت الدنيا إمام عينه
في الصباح او بالاحري في الظهيرة نزال السلم الي حيث تجلس امه التي تجاوزت الستين من عدت سنوات ولكنها تحافظ علي صحتها ولا يظهر عليها سنها الحقيقي قبل جبينها
هدي :صباح الخير يا شيبوا
شهاب :يسعد صباحك يا ماما
هدي: أخليهم يحضروا الفطارعلي ما انت تشوف الهداية اللي في المكتب دي كلها هنعمل فيها ايه
شهاب: فعلا طيب انا هدخل المكتب
دخل الي مكتبه وابتسامة علي شفتيه من كم الهداية
اخذ يقلب في كل شئ حتي لفت نظره ذلك البوكية من الورد الأحمر الذي يحبه ورغم انه من الامس الا انه لازال محتفظ بجماله
وما لفت نظره ان كله احمر الا وردة واحدة لونها ابيض
وبين ورداته النضرة برز كارت صغير مغلف بظرف ملفت
فتحه ليقرأ كلمات تهمس بالعشق وكأن من تكتب وضعت روحها في الكلمات
وفي النهاية كان إمضائها غريب مثل كلماتها لقد.كتبت
انه انا يا حبيبي
نشوف التصويت وا