نظرت اليها امها تحاول أن تتبين سبب ذلك الحزن الذي تراه بعيونها بالرغم من ان اي فتاه مكانها يجب أن تكون سعيده... فقد تقدم عمر رسميا لخطبتها او بمعنى أدق لزواجها والذي سيتم في غضون بضعه اسابيع كما أراد واقنع والدتها وخالها الذي رحب بتلك الزيجه وباركها.... علل عمر تلك السرعه ان لايوجد سبب للانتظار خاصة وان كل شئ جاهز.....! فلديه شقته مجهزة بالكامل ولكل تهذيب ابدي لها ولوالدتها ترحيله بتغير اي شئ يريدونه... أكد لحالها انه سيكون بجوارها الي ان تنهي دراستها ولن يمانع ابدا لتجد ان
كل شئ تم بسرعه كبيرة....! عرفت ان والديه متوفين من فترة طويله ولديه فقط اخت كبري تعيش بالخارج برفقه زوجها وابنتيها وستاتي يوم الزفاف كما حال باقي عائلته..!
بعد انصرافه جلست هيام برفقه ابنتها تسالها بحنان عن سبب وجومها بتلك الطريقه : مالك ياهمس... انتي مش مبسوطة بجوازك من عمر
هزت راسها بأسي وهل تملك حق الاعتراض..؟ بعد فعلته لم يعد لديها اي خيار اخر غير الموافقه علي هذا الزواج كما قال خاصه حينما قال عن كونها قد تكون حامل لتدور براسها آلاف المشاهد من الأفلام والمسلسلات وكفتاه بريئه غره بسهوله غزي الخوف قلبها فوافقت...!
.......
كأبه فظيعه تغلف روحها التي انطفأ وجهها وخبت هالتها منذ ذلك اليوم ....ولكن هذا الصباح لمع القليل من البريق بعيونها الذابله حينما وجدت مجموعه من اصدقاءها يأتون لمنزلها للاطمئنان عليها بعد كل هذا الغياب ومعرفتهم انها كانت مريضه....
استقبلتهم امها بسعاده واحسنت ضيافتهم
قالت ياسمين احدي صديقاتها : انتي بتدلعي ياهموس عشان تزوغي من حفله عيد ميلادي وخلاص
قالت ندي بدفاع : لا طبعا همس مش كدة.... انتي مش شايفه يابنتي شكلها تعبانه
قالت ياسمين : لا مش تعبانه وهتجي بليل الحفله يعني هتجي وحتي هتبقي فرصه انها تغير جو التعب اللي هي فيه.... . صح ياطنط
قالت هيام بلطف : اه طبعا ياحبيبي... بس تستأذن خطيبها الاول
سادت الدهشة وجوه الجميع لتعلق ياسمين ; بجد.. انتي اتخطبت ياهمس...
وعلقت اخري واخري وتوالت الاسئله.. امتي وازاي ومين ووالدتها تولت مهمه الرد بسبب وجوم همس الذي احتارت في سببه
بدأ اصدقاءها في الاستئذان للمغادرة فتوجهت برفقتهم الي الباب لتودعهم نزل الجميع بينما تمهلت ندي صديقتها المقربه لتهمس لها بخفوت بعتاب : كدة برضه ياهمس ابقي اخر من يعلم
قالت همس بصوت مختنق ; هبقي احكيلك
: عموما بينا كلام طويل افهم ازاي وامتي حصل.... مش ده اللي كنتي من كام يوم مش طايقاه
ارتسمت ابتسامه مريرة علي طرف شفتيها
فهذا اليوم المشؤم كان اليوم الذي انتزع به حياتها واجبرها علي الموافقه علي الدخول لسجن حياته
عقدت ندي حاجبيها لرؤيه ملامح همس المتقلصه لتقول بخفوت : في ايه ياهمس.... شكلك مخبيه حاجة.. ؟
نظرت بأسي لصديقتها التي تفهمها من نظرة عيونها لتقول : طيب بليل هتجي العيد ميلاد عشان نتكلم
هزت راسها : مش عارفه
: طيب حاولي
.......
عادت لتجلس الي غرفتها وحيده كما اصبح حالها تغرق بالنوم لتهرب من واقعها....لتفتح عيونها وتعتدل جالسه تنظر الي شاشه هاتفعا لحظة ثم تلقيه بعيدا حينما وجدت المتصل عمر الذي لاتجيب علي اتصالاته كعادتها..... من أين تأتي له الجرأه ليحدثها بعد كل مافعله لها...؟! هل صدق حقيقه انه خطيبها بالفعل.... لحظات ثم كانت تقوم من مكانها وتتجه الي خزانتها وتعبث بمحتواياتها قليلا قبل ان تاخذ منها هذا الثوب وترتديه مقرره ان تذهب لحفله صديقتها ...!
تأملت امها بابتسامه جمالها بينما ارتدت بلوزة حريرية بيضاء بلا أكمام مع بنطال اسود
لاق بها كثيرا واسدلت خصلات شعرها علي كتفيها ووضعت القليل من احمر الشفاه
: رايحة عيد ميلاد صاحبتك ياهمس
اومات لأمها وهي تجمع اشياؤها في حقيبتها : طيب ياحبيتي قلتي لعمر
هزت راسها بلا مبالاه وخرجت متعمده ان تترك في احد الإدراج هاتفها الذي يرن برقم عمر بلا انقطاع.....!
........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد)
لم تأتي لشئ الا لتحاول الخروج من تلك الكأبه السوداء التي غلفت قلبها حتي أصبحت تعجز عن التنفس حاله ولكن وسط هذا الجمع هربت منها شجاعتها وامنت لو لم تأتي ...!
شعرت بالمكان يضيق حولها بالرغم من ان صديقتها اقامت حفل عيد ميلادها بأحدي الأماكن الانيقه بأحد الفنادق المطله علي البحر الا ان صدرها ضاق عليها ولم تحتمل التواجد بين الناس اكثر لتخرج الي الخارج تستنشق اكبر كميه من الهواء تحاول إدخالها الي رئتيها ...
اية ياهمس مالك..؟
التفتت الي شهاب الذي خر٠وخلفها وهو ينظر الي ملامحها بقلق :انتي تعبانه.؟
هزت راسها : لا انا كويسه..؟
مد يده لها بكوب من الماء التقطه وهو يخرج خلفها : شكلك تعبانه...
قالت وهي ترتشف القليل من الماء: لا بس اتخنقت من الزحمه
اومأ لها بابتسامه هادئة بادلتها له لحظة قبل ان تتقلص ملامح وجهها وترتجف يدها ويسقط الكوب منها حينما لاح لها خياله علي انعكاس الاضواء امامها.... تعبيرات وجهه كانت كعادتها تحمل صقيع مرعب....! فهو يتصل بها وهي لاتجيب عليه ليتفاجيء بأمر ذهابا الي هذا الحفل من والدتها حينما اتصل بها...!
بتوتر شديد وبلاوعي انحنت تجمع الزجاج المتحطم لتجد يده تمسك بيدها بنفس اللحظة يوقفها عما تفعله بلهجة أمره : سيبيه هتتعوري
سحبت يدها سريعا من يده بخوف ليدخل شهاب...!
شحبت ملامحها واصبحت بيضاء كلون بلوزتها حينما وقف عمر بخيلاءه امام شهاب الذي سأله عمن يكون ليمسك بيدها بتلك الطريقه ... عمر زهران خطيبها
تراجعت بضع خطوات للخلف تنتوي العوده للحفل قبل ان تشعر بيده تشتد اكثر علي يدها بينما يقول ببرود اقسم انه يخفي براكين ملتهبه اسفله من سخونه أنفاسه : يلا ياحبيتي
أين صوتها أين ارادتها إين رفضها..... لماذا تسير برفقته كالمغيبه ... صوت إغلاق باب السيارة حينما وضعها عمر بها كان أول ما نبهها من غفوتها ليهب عقلها وقلبها من صدمته في مزيج من الخوف والرغبه بالهرب التي سرعان ما نفذتها ليتفاجيء عمر بها ماان دار حول السيارة ليركب امام المقود تفتح الباب وتركض بسرعه كبيرة لم يلحق بها..... اطلق سباب من بين شفتيه وركل مقدمه سيارته ماان ساعدتها الظروف لتضع نفسها بأول تاكسي وجدته... اسرع ليدخل الي سيارته وينطلق بها خلفها وهو يضرب المقود بغضب جحيمي.... مجرد رؤيته لها برفقه ذلك الشاب مجددا أطلقت سراح شياطينه وهاهي الان الهبت السعير بهم...!
قبضت همس بيدها علي حقيبتها بتوتر وخوف جعل قلبها يكاد يخرج من مكانه بينما تلمح أضواء سيارته التي انعكست علي مرأه السائق .... توسلت عيناها ربها الا يجعله يلحق بها فهي خائفه مرعوبه من مجرد رؤيته...! وكأن الشياطين تلحق بها كانت تلقي بمبلغ مالي كبير للسائق دون الاهتمام لأخذ باقي منه وتقفز من السيارة ماان توقفت امام منزلها وتسرع لتلقي نفسها بالمصعد....
مسحت وجهها بضع مرات تحاول تهدءه دقات قلبها فهي بأمان ومجرد لحظات وستكون بمنزلها..... بتوتر جم مدت يدها الي حقيبتها تبحث عن مفاتيحها لتسقط من يدها مصدره ضجيج قوي ماان وقف بقامته المديدة امامها كحائل بينها وبين باب المنزل.... تراجعت للخلف خطوة مرتعبه من نظراته ليلتصق ظهرها بالجدار فتغمض عيناها وترفع يدها امامه بتحذير لم يسعفها حلقها علي نطقه
: انتي عارفه ان هو السبب
رفعت عيناها ببطء ناحيه صوته الاجش لتجد تعابير وجهه مشعه بغضب بالرغم من هدوء كلماته.... ليوميء لها ويتابع : هو السبب اني اعمل فيكي كدة.....لم تفهم عمن يتحدث اهو شهاب...!
تابع بقليل من المراره : لما شفته قريب منك اليوم ده اتجننت وقررت انك هتكوني ليا انا بأي طريقه.....!!
كان عندي استعداد استناكي سنه اتنين تلاته والف عشان تكوني ليا..... بس اول ماشفته قريب منك وحسيت انه ممكن ياخدك مني اتجننت وصبري نفذ .....
كانت كلماته تصل الي عقلها ببطء بسبب مزيج مشاعرها الخائفة والنافرة والغاضبه والغير مستوعبه ليخطو خطوة اخري تجاهها ويميل ناحيتها مكمل بفحيح : قلتلك قبل كدة بكره اني ااذيكي بس انتي اللي بتضطريني اعمل كدة..... كل ماهتهربي مني هتلاقي نفسك قدامي..... كل ماهتبعدي هقربك ليا غصب عنك.....
ازداد فحيحه خطورة بينما تابع :كل ماهتغلطي هتخليني اعاقبك ...!
عارفة غلطتي كام غلطة النهاردة...... ارتجفت عيونها دون ارادتها من الضغط الذي يمارسه عليها بتلك الهيمنه وهو يردد اخطاءها : مردتيش علي تليفوناتي وخرجتي من غير مااعرف ولبستي اللبس ده وكنتي واقفه معاه....
استجمعت شجاعتها اخيرا لتقول بصوت مرتجف مهما حاولت أن تبدو قويه : اناحرة اعمل اللي انا عاوزاه..... استشرست ملامحها اكثر بينما تري الاستخفاف بنظراته لتتابع : لو فاكر اني في يوم من الايام هعترف بجوازك تبقي غلطان.....
اقترب منها ولمع البريق الشيطاني بعيناه لتحرق أنفاسه الساخنه وجنتها بينما يهمس بنبرة مقيته : هتعترفي بيه وقريب اوي ياهمس
ضحكت بسخريه بالرغم من الرجفه التي اجتاحت جسدها بسبب قربه ; بتحلم
قال باصرار اخافها: وحلمي دايما بيتحقق
بلحظة كانت تمد يدها الي الجرس مصدره ضجيج قوي لتهرب من امامه وتدخل الي منزلها ماان فتحت لها اختها
....
أنت تقرأ
حب اسود
Romanceاقتباس ..... اعتقل يدها بقبصته يوقفها عن ماتفعله صارخا بها : خلاص مبقاش قدامك اختيارات.. انتي بقيتي ملكي ومش فاضل غير إثبات بيأس حاولت دفعه بعيدا عنها ولكن يداه الاي اعتقلتها بين قبضته كانت اقوي منها الف مرة لتخور قواها فتهتف به بقهر وهي تهوي علي ا...