الرابع

62.8K 2.2K 274
                                    

خانتها دموعها ولمعت بعيونها ولكنها ضغطت بقوة علي شفتيها تمنع نفسها من البكاء امامه وتحقيق مايريد بجعلها دوما تنفذ مايريد لتلاعبه بها بتلك الطريقه واخضاعها لكل مايريد بتلك السهوله..... اقترب منها ورفع ذقنها باصبعه قائلا : قلتلك طاوعيتي ومتتعبيش نفسك وتتعبيني معاكي.... كدة كدة اللي انا عاوزة هو اللي هيحصل
شحنت قوتها لتدفع يداه عنها بنفور بينما تغرقه عيناها بنظرات الاشمئزاز والكراهيه
صارخة بعنف : انت حيوان مريض.. معندكش ذره رجوله
كلماتها التي انفلتت من شفتيها حملت كل حقدها وكراهيتها له معتقده انها ستؤذيه بتلك الكلمات غافله انها اذت نفسها اكثر مااذته حينما وجدت يداه تقبض بقوة علي معصمها حتي كادت تستمع لصوت تكسر عظامه بينما زمجر بوعيد مرعب : انا مش هرد عليكي دلوقتي.. بس كلها كام ساعه وهتشوفي بنفسك اد ايه انا حيوان ومريض ومعنديش ذره رجوله...
ماذا فعلت بنفسها..؟ كيف القت تلك الكلمات المسمومه من فمها بوجهه.. ؟ كيف اقترفت تلك الجريمه بحق نفسها.... نفسها وفقط هي التي ستكون ضحيه لكل مانطقت به... لماذا يرعبها بتلك الطريقه الا يكفيه مافعل بها الايحق لها أن تجرحة بمجرد كلمات بعدما جرحها ودمرها بتلك الطريقه 
سال مكياج عيونها مع سيل دموعها الجارف
بينما تحاول تخليص يدها المتألمه من قبضته ولكنه لم يتركها بينما التهبت عيناه بغضب جارف.....!
فتحت ندي صديقتها الباب لتنصدم برؤيه عمر يمسك بها بتلك الطريقه..... ترك يدها ببطء حينما تسمرت ندي مكانها تنظر لحالتهم والتي لاتبدو كحال عريس وعروسه فرحهم بعد قليل..... ابتعد عنها بضع خطوات قبل ان يقول بلا مبالاه : اجهزي عشان منتاخرش علي الناس تحت
خرج وصفق باب الغرفه خلفه بعنف لتهوي همس علي الارض وتنهار بنوبه بكاء حاره...  تحتضنتها ندي اليها بينما لمعت الدموع من عيونها وهي تستمع لما حدث من بين شهقات همس المرتجفه.....
اخيرا قالت همس ببكاء شديد : انا مش ممكن اتجوزه ياندي.... انا لازم اهرب
اتسعت عيون ندي قائلة : لا طبعا ياهمس....
انتي كدة  هتدمري سمعتك وسمعه اهلك
نظرت لصديقتها بقله حيله قائلة : امال اعمل ايه ياندي..... ازاي اتجوزه بعد كل اللي عمله فيا
فركت ندي وجهها بأسي : انا مش مصدقة ياهمس ان حبه ليكي ممكن يخليه يعمل كدة
صرخت همس بقهر : اوعي تقولي حب.... ده مش حب ده حب اسود مميت....
اومأ لها ندي : عندك حق.... بس برضه ياهمس انتي مينفعش تهربي... اكيد في حل
ظلت دموعها تسيل في صمت لتقول ندي وهي تربت علي كتفها ; كفايه عياط ياهمس.... احنا هنلاقي حل اكيد
صمتت لحظة ثم قالت بتفكير : انتي تجي علي نفسك وتتحملي وشهرين تلاته تطلبي الطلاق او حتي تخلعيه.... وقتها هتكونوا زي اي اتنين متفقوش إنما دلوقتي معلش لازم تنزلي الفرح
نظرت الي صديقتها لتوميء لها : عشان خاطر مامتك واخواتك
..............
ساعدتها ندي علي تغير ثوبها واعادت وضع مكياج بسيط لها بعد ان فسد الاخر بسبب بكاؤها...
... دخلت اليها امها لتجتاح الابتسامه محياها
لرؤيه ابنتها عروس فاتنه.... طالعه زي القمر ياهمس.. الف مبروك يابنتي
علقت امها لتغتصب ابتسامه ترسمها علي شفتيها : الله يبارك فيكي
ابتعدت هيام خطوة للخلف تتأمل ابنتها مجددا وقد أرتدت الثوب الذي انتقاه عمر... أنيق بقماشه المطرز الذي التف حول جسدها الناعم بينما جمعت لها ندي شعرها بتسريحة بسيطة ولكنها أضافت لها جمال اخر....!
احتبست أنفاسها حينما ظهر هو علي باب الغرفه بقامته المديدة وطلته المهيبه وقد هندم ربطه عنقه السوداء فوق قميصه الأبيض واتقن رسم ابتسامته الهادئة علي وجهه.... التفتت له هيام بسعاده : الف مبروك ياابني
قال بهدوء : الله يبارك في حضرتك.... نور اختي عاوزة تتعرف علي همس
قالت هيام بترحيب وهي تفسح المجال لاخته ; طبعا تتفضل
قبضت ندي علي يد همس تدعمها وهي ماتزال غير مصدقه ان رجل كهذا الدكتور الذي يحظي باحترام الجميع قد يفعل فعله كتلك..... هل يمكن ان يدفعه الحب لسلوك طريق كهذا.... ؟!
دخلت من الباب امرأه شابه جميله تحمل نفس عيونه السوداء ولكن لا تحمل لمعته الشيطانيه... كما عرفت منه انها في، التاسعه والثلاثون ولكنها تبدو أصغر فقد كانت انيقه رقيقه للغايه.... مدت يدها بابتسامه واسعه : بالرغم ان عمر مش بيبطل كلام عنك بس انتي احلي كتير من وصفه
قالت همس بخفوت : شكرا
هذا كل ما نطقت به بينما نور لم تتوقف  عن الحديث معها بتلك الدقائق التي قطعها عمر وهو يتطلع لساعته : كدة لازم ننزل
اومات نور وقبلتها : انا هفضل في اسكندريه شويه اكيد هنتقابل لما ترجعوا من شهر العسل
لم تعلق كثيرا او تفكر بشهر عسل او سواه في زيجه سوداء كتلك..!
وضعت يدها بذراعه علي مضض وسارت برفقته وكانها تسير الي موتها وليس الي عرسها.... كان الحفل يحمل كل ماتحلم به أي فتاه وبالرغم من هذا لم يكن لها سوي ساعات اخري من الاختناق لأنها مضطرة ان تكون برفقته وتتظاهر بالسعاده..... ولكن الغريب تلك المرة هو تعبيرات وجهه فلم تكن تحمل الهدوء الذي يخفي اسفله عاصفه حارقه... بل كان يحمل غضب واضح لك يستطيع اخفاؤه..... أحاط خصرها بذراعه بتلك الرقصه وقد أصبحت استطاعت ان تري ملامحه من قريب لترتعب اوصالها بينما رأت تلك النيران الملتهبه بعيناه حينما التقت بعيونها...!
دق قلبه وهو يتطلع اليها فهي الليله جميله الي حد مؤلم        .... أجمل من ان يصدق انها واخيرا أصبحت له    ...! أصبحت له وهي تحمل كل هذا الحقد والكره له لتتردد كلماتها بأذنه من جديد.... حيوان مريض.. معندكش ذره رجوله
شعرت بيداه تقبض علي خصرها بقوة دون وعي لتتأوه بخفوت فينتبه لفعلته وسرعان ما يخفف قبضته فلم يحن وقت الحساب بعد...!
لقد انتوي ان تكون الليله هي بدايه حياتها سويا بعد ان يطلب منها ان تطوي صفحه الماضي ولكنها احرقت كل اعصابه بسبب سم لسانها فقد اهانت كرامته كرجل وليس هو من يتهاون بشيء كهذا... لقد كان سيأخذ بيدها ليسير بها طريق الي الجنه ولكنها سارت بقدمها الي جحيمها......
.........
هدرت الدماء بعروق شهاب حينما انفلت لسان ندي واخبرته بكل شئ
ليهتف بغضب شديد ; وهي ازاي تسكت علي حاجة زي دي مبلغتش عنه ليه... لييه
قالت ندي برجاء وهي نادمه أشد الندم علي عدم محافظتها علي سر صديقتها ولكنه حدث دون ارادتها فقد كانت تبكي بتأثر لحاله همس حينما رآها شهاب واستدرجها ليعرف ماحدث : شهاب عشان خاطري وطي صوتك.... انا غلطت اني قولتلك
قالت بغضب وهو يضرب الطاوله : لو في حد غلطان يبقي الكلب ده اللي هدفعه تمن غلطته غالي اوي
امسكت مدر يده برجاء وتوسل : ابوس ايدك ياشهاب بلاش تتهور وتقف قدامه
قال باستخفاف : انا هخلصها منه وهقلب الفرح فوق دماغه
اسرعت ندي بخطاها خلف شهاب الذي هب من مكانه واتجه الي حيث جلست همس بجوار عمر وسط أجواء الحفل الصاخب....
شحب وجهه همس ماان وجدت شهاب يخطو تجاههم ووجهه لايبشر بالخير بينما قال : قومي معايا ياهمس
نظر له عمر بحاجب مرفوع وهو ينقل بصره بينه وبين ندي التي تنظر لهمس باعتذار ; تقوم معاك...!
اومأ شهاب بجراه لايعرف ثمنها : اه المهزله دي لازم تنتهي..
ردد عمر بتعبيرات وجهه مبهمه : مهزله..!!
وضعت ندي يدها علي فمها وهي تتلفت حولها وتري الجميع مشغولين بأجواء الحفل تشكر الله أن لااحد منهم قد انتبه لما يحدث بالرغم من تعبيرات وجهه شهاب
: اه مهزله..... واذا كنت فاكر ان مفيش حد هيقفلك ولا يعاقبك علي عملتك تبقي غلطان
هربت الدماء من وجهها ونظرت الي ندي بعتاب بينما التهبت نظرات عمر المتوعده لها ولكن فلتنتظر دورها لم يحن بعد فلينهي امر ذلك الشاب اولا...
قال عمر باستخفاف وهو يحاول الحفاظ علي هدوءه : ومين هيقف ليا
قال شهاب بجراه : انا
قال عمر ببرود : لو تقدر علي حاجة اعملها... انا مستني
نظر اليه شهاب بغل لتقول ندي بتوسل : شهاب ابوس ايدك ملكش دعوه
: لا ليا..... ليا ياهمس مش كدة
خفضت همس عيونها التي ستبكي دما من خوفها فوالدتها انتبهت لحدوث شئ وهاهي تقترب وهي لن تحتمل ابدا ان تعرف شئ كهذا لتقول سريعا : لا ملكش دعوة ياشهاب
نظر لها شهاب باستنكار : انتي خايفه منه....انا هخلصك من الجوازه اللي اتغصبتي عليها دي
قالت همس وهي تعد خطوات امها اليها : انا مش مغصوبه انا بتجوز بارادتي ولو سمحت متدخلش في حياتي
بالرغم من انها ردت باجابه مثاليه ولكن يد عمر التي يضمها علي قبضته اخبرتها ان عقابها رهيب فهاهي كشفت سره....
قالت هيام باهتمام : في حاجة ياولاد
قالت ندي وهي تسحب شهاب : لا ابدا ياطنط كنا بنبارك لهمس
..........
ظل قلبها يهدر بجنون بين طيات صدرها بينما تتمني ان تختفي بين هذا الجمع من نظراته التي تكاد تحرقها.... بعد قليل قام من جوارها وغاب لبعض الوقت وحينما عاد رأت تلك العلامات الداميه علي قبضته فأغمضت عيناها بمراره وقد توقعت انه لم يترك شهاب وشأنه وهذا بالفعل ماحدث فقد حدثت بينهم معركه داميه بجراج الفندق وبصعوبه فصل بينهم رجال الأمن.. ولكنه لقن شهاب درس لن ينساه حتي لايفكر مرة اخري بالاقتراب منها.... والان دورها...!!
انتهي الحفل ومعه انتهت دقات قلبها المذعور كلما تخيلت رد فعله عن إفشاء سره لندي وشهاب....!!

حب اسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن