متغرب
الجزء الرابع
السماء اليوم كانت تعبر عن مشاعر وردة الي مليانة زعل وتكدير ،،، قمعزت وردة في الدار تحرك في الجمر قدامها بعود صغير ،، خشت امها عليها تحكي لكن وردة سرحانة بكل ومش واعية لاي حرف ،، وفجأة سمعت امها عيطت :
وردة ،،، انتي يابنية
انفجعت وردة :
نعم يامي
امها :
بسم الله كنك سرحانه ؟؟؟
وردة :
شي بس كنت نفكر
امها :
وفايش تفكري يا حنة
ضحكت وردة وقالت :
نبي نمشي لعيت خالتي
امها :
امشي لكن قبل ازرقي على باتك ع الشط وخبريه
وردة :
حاضر
،،،،،،،الاستعمار الايطالي كان مش زي أي استعمار مر على العرب ،، فوق الهمجية والبربرية الي تم استعمالها لاول مرة في مواجهة أي مقاومة ،، غير هك الايطاليين قامو بافعال ماسبقهمش حد عليها زي نفي الليبيين في جزر ايطاليا ومحاولاتهم المستمرة ابادة الشعب وتوطين الايطاليين مكانهم فما كان قدامهم الا المعتقالات ،،،
وردة كانت ماشية في ازقة بنغازي الموحلة وهي تفكر كيف عانو ومازالو يعانو ،،، وفي لحظة طلعت ع الشط وشافت باتها مع مجموعة صيادين قالت مع روحها :
التعب لنا والفلوس لهم الله لايربحكم
مشت بخفة شور باتها ودزرت عيل صغير يلعب ع الشط لباتها ،، مجرد العيل ما كلم باتها مضت منه تبحيته شورها وبعدين جا بسرعة قال :
خير يا وردة امك مريضة
ضحكت وردة لانها عارفة غلا امها على بوها قالت :
لالا ماتنفجعش ،، غير نريد نمشي لخالتي
باتها :
وباهي ،، غير لو ليل عليك الليل ارقدي عندهم برضك
قالت وهي تسرع في لفة جردها :
حاضر
،،،،
غالي كان في المصنع يخربش على ورقة ويفكر في كل شيء في حياته ،،، وفجأة خطر عليه الحلم متاع وردة حس بشعور غريب ،، حس انه متضايق ،، وهنا تكلم بصوت عالي :
وانا شن دخلني ؟؟؟؟
كان مستغرب من روحه كيف يتضايق على وحدة مايعرفهاش صح هي سمحة وعقلها باين فيه كبير وتعرف تتكلم وترد الجواب ،،، بس مش لدرجة تاخذ حيز من تفكيره لذلك كان مجرد ما يفكر فيها يضايق من روحه ،،،،،،،،
وردة قصت الشارع بسرعة وركبت كارو وقمعزت من لاورا ومجرد ما بدا يتحرك قعدت تسمع في الحوار الي كان يدور بين اثنين مقمعزين معاها ع الكارو ،،،
الاول :
قالو الجماعة الي فوق ( يقصدو المجاهدين في الجبل ) مضايقينها عليهم الايام هذين
الثاني :
ربي يفرج علينا امس قبل حطو الحواشين على روسنا يدورو في واحد قالو هارب من الجبل ونازل هنا
وردة كانت تسمع وهي متضايقة بكل ،،،، وفي لحظة وقف الكارو في الشارع نزلت بسرعة وخشت للزقاق متاع حوش خالتها ،،، شافت اثنين طليان برة قدام حوشهم ،، تراجعت شوي ،،، وبعدين حست بحركة مش طبيعية في الشارع حاولت تستند على الساس وراها وتشوف من بعيد حست بواحد ماسك كتفها انفجعت برمت لقاته راجل كبير شوي قال :
شن جابك يابنتي هالمكشفين هنا
قالت :
جاية لخالتي
قال :
قالو يدورو في ناصر
انفجعت وقالت :
ناصر ؟؟؟؟
قال :
مسكو امس رفيقه ويدورو في ناصر ومعاه ولية قالو معاهم
حست روحها المقصودة استعجلت وقالت :
خليني معناها نروح
تلفحت كويس بجردها ومشت وسط الشارع الرئيسي كانت تشوف في الكراريس يجارن من جنبها وتبحت في السماء الي كانت ملبدة بالغيمة قالت مع روحها :
ضيقو علينا وطننا الله يضيق عليهم وين نهجو ياربي
ماعرفتش وردة وين تمشي ،، خافت تروح لحوش هلها ،، يجو غادي يدورو ناصر وممكن توصل معلومة عنها ياخذوها من وسط حوشهم ،،، في لحظة فكرت في غالي مش عارفة عليش ،،،وبعد ساعة تحديدا لقت روحها في شارع غالي وقدام حوشه تدق في الباب ،،، سمعت صوت وحدة من جوا كلامها مكسر :
من دق
قالت :
افتحي
فتحت الباب وحدة تشادية صغيرة في السن ،، قالت وردة :
وين غالي
قالت :
مش هنا
فكرت وردة بسرعة مع نفسها :طقصة هذي شن ندير ؟؟؟
بعدين قالت :
وين عمتك حواء
قالت الخدامه :
استني شوي
خشت تجري بسرعة وبعد شوي سمعت وحدة تتكلم من جوا :
تفضل
خشت وردة بسرعة شافتها حواء عرفتها ضحكت :
مرحبتين
قمعزت وردة في دار على صالون باين فيه فخم زي حواشين الطليان وقدامها كانون والع مدفي الدار ،، رفعت راسها فوق تتفرج على اللمبة متاع الضي الي والعة فوق من راسها ،، طبعا هم مازال الضي مش واصل كويس هكي ،،، ومازالو غالبية الليبيين على الفنارات والا ضي ضعيف بكل بلمبة قاز يقولو ،،، اما هذي مش لامبة هذي ثريا كبيرة بس اول مرة تشوف وردة اضاءة هكي ،،،
اما حواء تحشمت تنشدها شن جابك ،،، صبت وجابت القهوة ووراها التشادية تزيد في الفحم قالت وردة :
سامحيني بس نبي غالي ضروري
ضحكت حواء وفي نفس الوقت استغربت لان غالي ماعنداش معارف واجد ومايحبش خلطة الصبايا حتى الايطاليات ،،، بعد شوي سمعت الباب خبط وجت الخدامه تجري قالت لحواء :
سيدي روح
صبت حواء بسرعة شور غالي اما وردة حست برعشة خفيفة وخوف ،،،
برة كان غالي في دارها يسلح في جاكته الثقيلة مع خشت امه :
ماتغيرش دبشك في وحدة تبيك
عقد حواجبه وقال :
وحدة ؟؟؟
امه :
السمحة الي جتنا من كم شهر
فكر غالي مع روحه لكن ماجابش عقله وردة بكل وشن يجيب وردة هنا ،،، مشى شور الدار ومجرد ما خش شاف وردة مقمعزة وعلى كتوفها طايح جردها ،، رفعاته بعد خشت اما هو حس بزي الصعقة الكهربائية ضربت كل عرق في جسمه قال بشدة :
وردة ؟؟؟
صبت وردة وسلمت وفكت يدها بسرعة كانها خايفه ياخذ يدها معاه قالت :
سامحني نريدك ضروري
بحت غالي في امه وقال :
جيبو لي قهوة
اول ما طلعت امه وقمعز مقابلها بحتت وردة في عيونه تحاول تحكي مش قادرة قال هو :
شن فيه شغلتيني
قالت :
الطليان مسكو جماعتي ويدورو فيا
انفجع قرب منها وقال :
امتى صار ؟؟
قالت :
مشيت لناس نعرفهم
وبعدين سكتت
حس بيها ماعندهاش ثقة فيه وهنا حس بشعوره انجرح قال بعصبية حادة :
دوبينك مش واثقة في عليش جايتني بكرعيك
سكتت شوي وقالت :
نا مش مهم خايفة عليهم
ضحك بعصبية وقال :
انتي مش مهم ؟؟؟؟؟ انتي عارفة لو تطيحي في يديهم شن يديرو فيك
للحظة خافت وردة وقالت :
العمر واحد
حس روحه تنرفز من سذاجتها ولقى روحه يتكلم من غير حشم :
تحسابيهم يعدموك ؟؟؟ لا يا بنت الناس يحطوك في معسكر ويصير فيك خبر اخرى
تحشمت ودست وجهها في الجرد وحست حرارتها رقت قالت :
وك الموت اهون
قال :
معناها ماتقوليش انا مش مهم
تكلمت بخوف وقالت :
شن ندير ياغالي ؟؟؟
مجرد ماسمع اسمه على فمها حس روحه يرجف قدامها معقولة في انسانه على وجه الارض تقدر تخليه يرجف هكي قال :
ماتخافيش خليك هنا عندنا لعند نشوف حل
قالت :
لا
رفع حاجبه :
المكان الي الوحيد مايخطرش عليهم هو حوشي
قالت بحسرة :
حوش ولدهم
حس باهانه وحسها تذكر فيه قال برفعت خشم :
تو نكلم امي تشوف لك دار ترقدي فيها
صبى وهي قعدت متسمرة في مكانها قالت مع روحها :
لسانك ديمة متبري منك
،،،
اما غالي خش للدار يغير وهو يحس بشعور غريب حس انه حوشه لاول مرة في حياته فيه حياة حس روحه يحب يعيش هنا ويحب يتعشى برة مش زي قبل ،،، بعد شوي دق الباب خشت امه :
نحط لك العشاء
قال :
وردة تعشت
ضحكت امه وقالت :
تعشت
تنهد وقمعز قال :
ح تقعد هنا يومين
امه :
ريت ياغالي مانبيش تدير لروحك مشاكل فكنا منها خلي الصبح يطلع وتمشي لهلها
فنص في امه وقال :
تمشي شنو ؟؟؟ مستحيل تطلع من هنا غير بعد مانطمن على الوضع برة
،،،
اما وردة كانت مقمعزة في دار في سرير حديد وعليه فراش وبطاطين زي لحافات ثقال كانت تبحت في فخامة الوضع قالت :
عز وعزيز
بعد شوي دق الباب خشت عليها حواء بحتت فيها وهي بلا جرد بقفطان اسود وشعرها مظفور جنبها طويل عيون سود ووجه ملائكي ابيض قالت حواء مع روحها :
ماتنفع الا عروس لغالي
وردة انتبهت لحواء تبحت فيها وتضحك قالت :
كنك عمتي حواء
قالت حواء :
ينشد عليك غالي
كانت قاصدة تشوف ردة فعل وردة بعد تجبد اسم ولدها لها ،،، وفعلا وردة تلخبطت مجرد ماسمعت اسمه قالت :
وينه ؟؟
بعدين فطنت لروحها قالت :
عليش ينشد
قالت حواء بخبث :
يطمن تعشيتي والا مازال
طلعت حواء وسيبت وردة يشيل فيها تيار ،،، من جيهة قصة ناصر والطليان ومن جيهة باتها وامها بكرة لما يعرفو شن يصير فيهم ،، قالت وهي تخش للفراش :
تو الصبح ربي يفتحها
غمضت عيونها وبدت تنعس وبعد شوي سمعت دق ع الباب بسرعة رهيبة صبت مفجوعة وطلعت بسرعة بقفطانها من الخوف ،،،،،،
يتبع
بقلم فريحة العرفي