الزوجة الأولى له ﷺ :
*خديجة بنت خويلد رضي الله عنها* 😍هي أوّل زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأمّ أولاده ، وخيرة نسائه ، وأول من آمن به وصدقه ، *خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ، وأمها فاطمة بنت زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي* .
ولدت خديجة رضي الله عنها بمكة ، ونشأت في بيت شرف ووجاهة ، وقد مات والدها يوم حرب الفجَار .
تزوجت مرتين قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم– باثنين من سادات العرب ، هما:
الزوج الاول أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، وجاءت منه بهند وهالة
الزوج الثانى فهو عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم ، وجاءت منه بهند بنت عتيق .وكان لخديجة رضي الله عنها حظٌ وافر من التجارة ، فكانت قوافلها لا تنقطع بين مكّة والمدينة ، لتضيف إلى شرف مكانتها وعلوّ منزلتها الثروة والجاه ، حتى غدت من تجّار مكّة المعدودين .
وخلال ذلك كانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم أموالها ليتاجروا به ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحداً من الذين تعاملوا معها ، حيث أرسلته إلى الشام بصحبة غلامها ميسرة , ولما عاد أخبرها الغلام بما رآه من أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم – وما لمسه من أمانته وطهره ، وما أجراه الله على يديه من البركة ، حتى تضاعف ربح تجارتها ، فرغبت به زوجاً ،وتمنت الزواج من النبي ﷺ وهي في 40 من عمرها وكان ﷺ في 25 من عمره فرحت خديجة فرحاً شديداً بزواجها من الشاب محمد ﷺ لكريم أخلاقه وسرعان ما خطبها حمزة بن عبدالمطلب لابن أخيه من عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى ، وتمّ الزواج قبل البعثة للنبي -صلى الله عليه وسلم وعاش الزوجان حياة كريمة هانئة ، وقد رزقهما الله بستة من الأولاد:
*القاسم و عبد الله و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة.*وكانت خديجة رضي الله عنها تحب النبي -صلى الله عليه وسلم– حبّاً شديداً ، وتعمل على نيل رضاه والتقرّب منه ، حتى إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه.
وعند البعثة كان لها دورٌ مهم في تثبيت النبي –صلى الله عليه وسلم– والوقوف معه ، بما آتاها الله من رجحان عقل وقوّة الشخصيّة ، فقد أُصيب عليه الصلاة والسلام بالرعب حين رأى جبريل أوّل مرّة ، فلما دخل على خديجة قال : *"زمّلوني زمّلوني"* ولمّا ذهب عنه الفزع قال : *"لقد خشيت على نفسي"* ، فطمأنته قائلةً :
*" كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق "* رواه البخاري،ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل ليبشّره باصطفاء الله له خاتماً للأنبياء عليهم السلام .
ولما علمت –رضي الله عنها– بذلك لم تتردّد لحظةً في قبول دعوته ، لتكون أول من آمن برسول الله وصدّقه ، ثم قامت معه تسانده في دعوته ، وتؤانسه في وحشته ، وتذلّل له المصاعب ، فكان الجزاء من جنس العمل ، *بشارة الله لها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب* رواه البخاري و مسلم *وأن جبريل عليه السلام قال للنبي ﷺ أقرئ خديجة السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعت رسول الله ﷺ يقول خير نسائها ( أي الجنة ) خديجة بنت خويلد ومريم ابنة عمران. متفق عليه*وقد حفظ النبي –صلى الله عليه وسلم– لها ذلك الفضل ، فلم يتزوج عليها في حياتها إلى أن قضت نحبها ، فحزن لفقدها حزناً شديداً ، ولم يزل يذكرها ويُبالغ في تعظيمها والثناء عليها ، ويعترف بحبّها وفضلها على سائر أمهات المؤمنين فيقول : *"إني قد رزقت حبّها"* رواه مسلم ، ويقول : *"آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء"* رواه أحمد ، حتى غارت منها عائشة رضي الله عنها غيرة شديدةً .
ومن وفائه –صلى الله عليه وسلم– لها أّنه كان يصل صديقاتها بعد وفاتها ويحسن إليهنّ ، وعندما جاءت جثامة المزنية لتزور النبي –صلى الله عليه وسلم- أحسن استقبالها ، وبالغ في الترحيب بها ، حتى قالت عائشة رضي الله عنها :
*" يا رسول الله ، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ "* ، فقال : *"إنها كانت تأتينا زمن خديجة ؛ وإن حسن العهد من الإيمان"* رواه الحاكم ، وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا ذبح الشاة يقول : *"أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة"* رواه مسلم
وكان النبي –صلى الله عليه وسلم– إذا سمع صوت هالة أخت خديجة تذكّر صوت زوجته فيرتاح لذلك ،كما ثبت في الصحيحنوقد بيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فضلها حين قال: *"أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين"* رواه أحمد ، وبيّن أنها خير نساء الأرض في عصرها في قوله : *"خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد" متفق عليه .*
وقد توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت في رمضان عن 65 عاما ودفنت بالحجون ونزل ﷺ في قبرها وحزن عليها حزناً شديداً حتي سمي هذا العام بعام الحزن وقبل معراج النبي -صلى الله عليه وسلم- لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة ، وحياة حافلةً ، لا يُنسيها مرور الأيام والشهور ، والأعوام والدهور ، فرضي الله عنها وأرضاها.
فالهم خَلْق نسائنا بأخلاق أُمِّنا خديجه
وأجمعنا بها في جنانك يا كريم 🙌🙌#زوجات_الحبيبﷺ
أنت تقرأ
امهات المؤمنين
Historical Fictionسأتحفكم بسلسله عن زوجات النبي صلي الله عليه وسلم ، حياه كل واحده منهن رضي الله عنها 🖤🤍