ثالث زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

83 6 0
                                    

*#أمّهات_المؤمنين* 🤗
ثالث زوجات الرسول صل الله عليه وسلم 💙
*#عائشة_رضي_الله_عنها* 🙂

هي الصدّيقة بنت الصدّيق أم عبدالله *عائشة بنت أبي بكر بن قُحافة* ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية ، ولدت في الإسلام ، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات.

وعندما هاجر والدها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ، بعث إليها بعبد الله بن أريقط الليثي ومعه بعيران أو ثلاثة للحاق به ، فانطلقت مهاجرة مع أختها أسماء ووالدتها وأخيها.

وقد عقد عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات.

وقبل الزواج بها رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام ، فقد جاءه جبريل عليه السلام وهو يحمل صورتها إليه ويقول له: *( هذه زوجتك في الدنيا والآخرة )* رواه الترمذي وأصله في الصحيحين .
ولم يتزوج -صلى الله عليه وسلم- من النساء بكراً غيرها ، وهو شرفٌ استأثرت به على سائر نسائه، وظلّت تفاخر به طيلة حياتها، وتقول للنبي –صلى الله عليه وسلم- : *" يا رسول الله ، أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةٌ قد أُكِل منها، ووجدتَ شجراً لم يُؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ " قال : "في التي لم يرتع منها" ، وهي تعني أنه لم يتزوج بكراً غيرها ، رواه البخاري*
وتقول أيضاً : *"لقد أُعطيت تسعاً ما أُعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران -ثم قالت- لقد تزوجني رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بكراً ، وما تزوج بكراً غيري "*
وكان لعائشة رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لم تكن لسواها ، حتى إنّه لم يكن يخفي حبّها عن أحد، وبلغ من حبّه لها أنه كان يشرب من الموضع الذي تشرب منه ، ويأكل من المكان الذي تأكل منه، وعندما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه : *" أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ " ، قال له : عائشة " متفق عليه*
وكان النبي –صلى الله عليه وسلم– يداعبها ويمازحها ، وربّما سابقها في بعض الغزوات.
وقد روت عائشة رضي الله عنها ما يدلّ على ملاطفة النبي –صلى الله عليه وسلم– لها فقالت: *"والله لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف" رواه أحمد.*

ولعلم الناس بمكانة عائشة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يتحرّون اليوم الذي يكون فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- عندها دون سائر الأيّام ليقدّموا هداياهم وعطاياهم، كما جاء في الصحيحين.
ومن محبتّه -صلى الله عليه وسلم- لها استئذانه لنساءه في أن يبقى عندها في مرضه الذي تُوفّي فيه لتقوم برعايته.

ومما اشتهرت به عائشة رضي الله عنها غيرتها الشديدة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، التي كانت دليلاً صادقاً وبرهاناً ساطعاً على شدّة محبّتها له، وقد عبّرت عن ذلك بقولها له : *" وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ " رواه مسلم.*
وفي يومٍ من الأيّام كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عندها ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بوعاء فيه طعام ، فقامت عائشة رضي الله عنها إلى الوعاء فكسرته، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع الطعام وهو يقول : *"غارت أمكم" رواه البخاري .*

وكلما تزوّج النبي -صلى الله عليه وسلم– بامرأة كانت تسارع بالنظر إليها لترى إن كانت ستنافسها في مكانتها من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، وكان النصيب الأعظم من هذه الغيرة لخديجة رضي الله عنها بسبب ذكر رسول الله لها كثيراً.

وعندما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في إحدى الليالي إلى البقيع ، ظنّت أنّه سيذهب إلى بعض نسائه ، فأصابتها الغيرة، فانطلقت خلفه تريد أن تعرف وجهته، فعاتبها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال لها : *"أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ " رواه مسلم.*

والحديث عن فضائلها لا يُملّ ولا ينتهي ، فقد كانت رضي الله عنها صوّامة قوّامة ، تُكثر من أفعال البرّ ووجوه الخير ، وكلّما كان يبقى عندها شيءٌ من المال لكثرة بذلها وعطائها، حتى إنها تصدّقت ذات مرّة بمائة ألف درهم، لم تُبق منها شيئاً.
وقد شهد لها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالفضل ، فقال : *"فضلُ عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام) متفق عليه.*

ومن فضائلها قوله -صلى الله عليه وسلم- لها : *"يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، فقالت : وعليه السلام ورحمة الله" متفق عليه.*

وعلى الرغم من صغر سنّها، إلا أنها كانت ذكيّةً سريعة التعلّم، ولذلك استوعبت الكثير من علوم النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث، ولا يوجد في نساء أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- امرأة أعلم منها بدين الإسلام.
ومما يشهد لها بالعلم قول أبي موسى رضي الله عنه : *" ما أشكل علينا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حديثٌ قط فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علماً " رواه الترمذي.*

*وقيل لمسروق: هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: إي والذي نفسي بيده، لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- يسألونها عن الفرائض " رواه الحاكم.*
*وقال الزُّهري : لو ُجمع علم نساء هذه الأمة، فيهن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ،  كان علم عائشة أكثر من علمهنّ " رواه الطبراني.*
وإلى جانب علمها بالحديث والفقه، كان لها حظٌٌّ وافرٌ من الشعر وعلوم الطبّ وأنساب العرب، واستقت تلك العلوم من زوجها ووالدها ، ومن وفود العرب التي كانت تقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب في نزول بعض آيات القرآن، ومنها آية التيمم، وذلك عندما استعارت من أسماء رضي الله عنها قلادة ، فضاعت منها، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه ليبحثوا عنها، فأدركتهم الصلاة ولم يكن عندهم ماءٌ فصلّوا بغير وضوء، فلما أتوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- شكوا إليه، فنزلت آية التيمم،فقال أسيد بن حضير لعائشة : *" جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً، وجعل للمسلمين فيه بركة" متفق عليه.*

وعندما ابتليت رضي الله عنها بحادث الإفك، أنزل الله براءتها من السماء قرآناً يتلى إلى يوم الدين ، قال تعالى: *{إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي توَلى كبره منهم له عذاب عظيم ، لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين}*

وقد توفّيت سنة سبع وخمسين، عن عمر يزيد على ثلاث وستين سنة، وصلّى عليها أبو هريرة، ثم دفنت بالبقيع، ولم تُدفن في حجرتها بجانب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقد آثرت بمكانها عمر بن الخطاب ، فرضي الله عنهما وعن جميع أمهات المؤمنين.

#زوجات_الحبيب_ﷺ

امهات المؤمنين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن