💔

28 6 0
                                    

وحين نستعرض سيرة القاسم ابن الحسن نجد نمطًا رائعًا من البطولة الفائقة ، ولذلك يستهوينا هذا النمط ، لأنّ هذا الفتى لمّا سمع عمه الحسين (سلام الله عليه) في ليلة العاشر من شهر محرم ينعى نفسه وينعى أصحابه ويخبر الحاضرين بأنهم لمقتولون غدًا جميعًا ، هنالك انبرى سائلًا:

يا عماه هل أكون أنا أيضًا ممن يقتل غدًا؟

وقبل أن يجيبه سلام الله عليه ، سأله كيف الموت عندك؟

قال بكل عفوية: يا عماه في نصرتك أحلى من العسـل . ثمّ أخبره بأنه ممن يقتل ، وأضاف بأنه حتى ابنه الرضيع عبد الله ممن يقتل . فانتفض الفتى وسألـه:

يا عماه هل يصل العدو إلى المخيم؟

انظروا إلى هذين الموقفين ؛ أولًا: طلبه للشهادة ولمّا تقع الواقعة ، وكلمته الرائعة بأنه في نصرة الحسين الموت أحلى من العسل . الموت مرّ وأشد مرارة من أي شيء آخر ، ولكن نصرة الحسين (عليه السلام) والدفاع عن القيم تجعل مرارة هذا الحدث ليست فقط مقبولة، وإنما تجعلها مطلوبة حتى تصبح أحلى من العسل .

ثانيًا: انتفاضته أمام الخبر الذي وصل إليه بأن عبد الله الرضيع يقتل . إنه لم يتأثر فقط لشهادة ابن عمه الصغير ، بالرغم من أن ذلك حدث كبير ويثير ألمًا شديدًا . ولكن انتفض غيرة على النساء ، وأنه كيف يصلون إلى المخيم . وهكذا كانت نفسية هذا الفتى الهاشمي تتلخص في كلمتيـن ؛ في نصـرة الحق ، وفي الغيرة على الحق .

- آية الله السيّد محمد تقي المدرسي .

منشورات عاشورائية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن