قطَعت إتصالَها بِسرعه حاشِرتاً هاتِفها بجَيب معطَفها الشتوِي منذُ أنهم فِي أواخِر شهرِ ديسمبَر و الجو بارِد.
لمحَت ظِلال شَاب يُمسِك بقيتَاره تنبَعث منها ألحان تداعِب أذنَيها بِلطف، كَان عزفه متوازِن بالرغم من اللحنِ فائق الجَوده الذي يُصدِره الى أنّ خِفة يدَيه على الأوتَار تظهِر بأن العزفَ لُعبته !.
كَانت المعزوفَة طوِيلة نوعاً مَا، صَحِيح أن كان هنالِك عدِيد من الأشخَاص من يشاهِدون عرضَه، الا أنهُم بدؤون ينقِصون شيئاً فشَيء، إلا هِي.
بَقيت جالِسه في أحِد مقاعِدها أمام المقهَى بينما تدندِن مع المعزوفَة، هي قطعاً تعرِف تلك المعزوفَه لكِنها فَقط نسيت أينَ سمِعتها !.
إختفَى صوت العزف لِيليه نهوضُ العازِف من مكانِه يجمع أغراضَه ناوِياً الرحِيل.
" عفواً،هلاإنتظَرتللحظَه؟ "
ظهَرت فجأةً أمَامه شابَه قد تشرَبت ملامِحها بلون أحمَر تجاه برودَة الجو لكن سرعَان ما إختفَت داخِل المقهى المُقابِل لبقعة عزفِه لتعود بَعد دقائق و بين يدَيها كوب قهوةٍ ساخِن.
" أرجوانتقبَلهمنِي،عمتَمساءاًسَيدي ! "
" شـ- شُكراً.. " هسهَس شياوجُون بخِفه، على كُلٍ جيوون لم تسمَعه لأنها غادَرة بالفِعل فور إعطائه كوبَ القهوه، لقد بدَت لطِيفةً جداً بالنسبَة له.
و هو قطعاً لاحَظ انها الوحِيده التي استمعَت الى عزفِه من بدايته لآخرِه.